د. وائل الحساوي / نسمات / الشباب والسيارة والجدة ... مقتلة للمرء أي مقتلة

تصغير
تكبير
دعاني أحد الاخوة إلى مزرعته في الوفرة، وقضينا فيها وقتا ممتعا ثم رجعت في العاشرة مساء إلى الكويت وسلكت الطريق الاقصر الذي يتفرع عن طريق النويصيب بعد ميناء عبدالله، وكان لنزول المطر الخفيف على الطريق متعة ليس بعدها متعة، لكن فجأة وجدت نفسي محاصرا بعديد كبير من السيارات بعضها يسير بعكس اتجاه السير والبعض يقوم بحركات بهلوانية على الطريق بطريقة مخيفة.

استخدمت اداة التنبيه خوفا من ان يصدمني احد لكنهم ازدادوا شراسة وتعمدوا اغاظتي إلى ان استطعت بفضل الله تجاوزهم بعدما تحولت متعتي إلى كابوس مزعج.

بعد سماعنا لحادث الجهراء بالامس وحجم المأساة التي صدمت بها الكويت من شباب مستهتر تعود على التجمهر اليومي والاستعراض والمخاطرة التي لا يتصورها العقل، بعد ذلك ألا يحق لنا ان نقول: كفى لتلك المجازر اليومية التي تحصد شبابنا، لئن كان اولئك الشباب لا عقول لديهم، والموت لا يعني لهم بشيء، فأين ذهب آباؤهم وامهاتهم الذين يقدمون لهم آلة الموت ثم يتركونهم يهيمون في الشوارع دون حسيب ولا رقيب؟! وأين ذهبت دوريات وزارة الداخلية التي تعلم بتلك التجمهرات اليومية وبأماكنها وأوقات تجمعاتها ثم لا تفعل شيئا الا نادرا؟! واين ذهب مجلس الامة من تشريع قوانين رادعة تجعل كل من يفكر في الاستهتار بقوانين المرور في منزلة القاتل الطليق الذي لابد من تخليص المجتمع من شروره (فإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) ان نظام المخالفات المرورية الحالي يركز على ايقاع الغرامات المالية على المخالفين وهو بالنسبة للغالبية منهم اشبه بمن يربت على كتفك ليقول لك: لقد اخطأت، عيب عليك! انظر إلى قانون ربط حزام الامان وقانون منع استخدام النقال وقانون منع تعتيم الزجاج وقانون حمل مطفأة الحريق وغيرها من القوانين المرورية، هل ترى لها من واقع؟!

اننا نستطيع تطبيق نظام النقاط الذي يؤدي إلى سحب الرخصة او السيارة كما تفعل معظم الدول المتقدمة، ونستطيع تطبيق عقوبة السجن للمخالفين، فهذه اعظم مدرسة للمشاغبين، وقانون الزام المخالف بدخول مدرسة لتعليم قوانين المرور لأشهر عدة والنجاح فيها، وقبل كل ذلك لابد من منع تدخل الواسطات لاسقاط العقوبات او اسقاط الغرامات.

واقترح استحداث نظام تفويض بعض المواطنين بتسجيل مخالفات غير مباشرة للسيارات، فذلك يزيد من عدد المراقبين ويبعث الرهبة في قلوب المخالفين لانهم لا يعلمون مَنْ يراقبهم ومَنْ يسجل لهم المخالفات.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي