«ثمة آمال عظيمة حول عملنا المشترك»
غروسي يجري «مباحثات بناءة» مع طهران ويرفض أي استهداف للمنشآت النووية في العالم
أجرى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، أمس، «مباحثات بناءة» في طهران، التي يزورها بعد أيام من الإعلان عن العثور على جزيئات يورانيوم مخصبة بمستوى يقترب من النسبة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية.
وأكد من ناحية ثانية، أن أي هجوم أو إجراء عسكري ضد المنشآت النووية في العالم، هو «تصرف مدان وغير قانوني».
وصرح غروسي خلال مؤتمر صحافي مع مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، في اليوم الثاني والأخير من زيارته لطهران، «مع المباحثات البناءة التي نجريها الآن (...) أنا على يقين بأننا سنمهد الطريق لاتفاقات مهمة».
وتابع «بشكل عام، هناك مجموعتان من الأمور المهمة. وواضح أن ثمة آمالاً عظيمة حول عملنا المشترك الرامي للتحرك قدماً حيال القضايا التي تعمل عليها إيران والوكالة، بهدف توضيح (الأمور) والحصول على تأكيدات ذات مصداقية بخصوص برنامج إيران النووي».
وأضاف أن «مجموعة القضايا الثانية، وهي مهمة جداً، تتعلق بالتعاون العلمي والفني القائم، وسنستمر فيه مع إيران».
وأكد أن المحادثات جرت في «أجواء عمل وصراحة وتعاون».
وقال غروسي، من ناحية ثانية، إن أي هجوم عسكري على المنشآت النووية في العالم «مرفوض ويتعارض مع القانون الدولي».
وأضاف رداً على سؤال حول عدم إدانة الوكالة لأي من التهديدات ضد المراكز النووية الإيرانية، انه «يجب الفصل بين موضوعين، أولاً نحن نواجه حالياً تهديدات ضد منشآت نووية في أوكرانيا ومنها محطة زابوريجيا والتي تذكرنا بأحداث مؤلمة سابقة»، مؤكداً أن «هناك موقفاً واضحاً، ليس فقط للوكالة الدولية بل وللمجتمع الدولي، في إدانة أي تهديد ضد المراكز والمنشآت النووية وتمت إدانتها في اجتماعات الوكالة».
من جانبه، دعا إسلامي، موقعي اتفاق 2015 للوفاء بـ «التزاماتهم». وقال إن «ثلاث دول أوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) وبعض الدول الأخرى تركز فقط على التزامات إيران بخطة العمل الشاملة المشتركة»، مضيفاً «لديها أيضاً التزامات يتعين عليها الامتثال بها».
وتابع «توصلنا الى اتفاق (مع غروسي) لتحديد تعاوننا في إطار الضمانات» في شأن النشاط النووي.
ولاحقاً، التقى غروسي الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الذي كان أكد في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» أن «نافذة التوصل إلى اتفاق في مفاوضات إلغاء الحظر بفيينا مازالت مفتوحة لكن إذا أقر البرلمان الإيراني قانوناً جديداً بخصوص ذلك فإن هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد».
وقال رئيسي خلال الاجتماع إن «التعاون طريق ذو اتجاهين... ويمكن أن يستمر على أساس الحفاظ على استقلالية الوكالة وحقوق الشعب الإيراني»، وفق ما أعلن المساعد السياسي لرئيس مكتب الرئاسة الإيرانية محمد جمشيدي في تغريدة على «تويتر».
وكان مصدر ديبلوماسي في فيينا قال لـ «فرانس برس» في وقت سابق إن اللقاء مع رئيسي يهدف الى «إعادة إطلاق الحوار» حول النشاط النووي الإيراني و«إعادة العلاقات إلى أعلى مستوياتها».
وأضاف أن المدير العام سيسعى خلال الزيارة لتأمين «إمكانات أكثر للوصول إلى موقع فوردو ومزيد من عمليات التفتيش».
وبحسب تقرير غير معد للنشر للوكالة الذرية، اكتشفت جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83.7 في المئة، أي أقل بقليل من 90 في المئة اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية، في مصنع فوردو تحت الأرض على مسافة مئة كيلومتر جنوب طهران.
وبرّرت إيران التي تنفي رغبتها في حيازة سلاح نووي، الأمر بالإشارة إلى «تقلّبات لا إرادية» أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته «عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60 في المئة».
واعتماداً على نتيجة رحلة غروسي، ستقرر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ما إذا كانت ستقدم مشروع قرار يدين إيران إلى مجلس محافظي الوكالة الذرية الذي من المقرر أن يبدأ اجتماعه ربع السنوي غداً في فيينا.
وكان مجلس محافظي الوكالة ندد في نوفمبر 2022 بعدم تعاون إيران في ما يتعلق بآثار يورانيوم مخصب عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.
وتعتبر زيارة غروسي مؤشراً آخر على إمكان اتباع نهج قائم على الحوار لحل الأزمة النووية.
وكانت آخر رحلة قام بها غروسي إلى إيران مطلع مارس 2022 وركّزت على المواقع الثلاثة غير المعلنة.