الزاوية الخضراء
هل أنت مرتاح ؟! (2)
من العجب أنك لا و لن تجد حيواناً أو حشرة من بلايين الحشرات تفسد في الأرض، بل على العكس، فقد «ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس» وكل الكائنات من كل الأجناس حتى التي في البحار لا تضر بل تنفع بيئتها ولا يمكن أن تُفسد فيها أو تُسيء إليها، وهي التي لا عقل لها، بل تقودها فقط فطرتها التي فطرها الله عليها، إلا كائناً واحداً ومن صنف محدد تستعيذ منه صباح كل يوم وقد عرفتموه، ذلك هو الإنسان المفسد من صنف «وكثير حق عليه العذاب»، لا يرعوي و ديدنه أن يؤذي، ولم يسلم منه حتى أخوه الإنسان، وما النقص الذي يعانيه سكان هذا الكوكب في الغذاء والدواء والأمان إلا بما كسبت أيدي الناس، وإلا فإن الأرزاق كثيرة والأرض واسعة كبيرة والدار أمان.
ولما كانت الدنيا كذلك فإن الحل بيد كل واحد منا، في أن يبذل ما استطاع من إصلاح ولا تحتقر جهد المقل، فنحن في سباق ولن ننجح في التغلب على الفساد وعجلة المفسدين مالم تكن عجلتنا أسرع، ازرع شتلة أو تصدق ببسمة، اطعم جائعاً أو اكس عارياً، ارشد تائهاً أو احمل مثقلاً، نظف شاطئاً أو ارو عطشان، وإن لم تكفل يتيماً فارحم ضعيفاً، وإن لم تجبر كسراً فاسعد قلباً، وإن لم تسق نبتاً فاطلق طيراً، وإن لم تشيّد مبنى فاغرس معنى، يا أخي حلاق منطقة كيفان قطعة 1 قد خصص يوم الجمعة ووزع رقم هاتفه وهو الحرفي البسيط، يفتر (يلف) على المستشفيات كي يحلق للمرضى مجاناً ليشتري السعادة الدائمة التي تسمى راحة البال.
Twitter: @HamadBouresly
