تحدثتْ عن «للموت 3»... كأنه مسلسل جديد

رندة كعدي لـ «الراي»: «الثمن» إطلالة عربية من الباب الواسع

رندة كعدي
رندة كعدي
تصغير
تكبير

- مع رفيق علي أحمد شعرتُ بأنني أقف أمام هامة كبيرة... هو ممثل يحترم عمله لأنه مسرحيّ وأكاديميّ
- أعطيتُ كل أدواري من نفسي حتى التي كنتُ فيها المرأة المتسلطة أو السيئة

بدور الأم والزوجة والحَماة، تطلّ الممثلة القديرة رندة كعدي في مسلسل «الثمن» الذي يحقق نجاحاً كبيراً بدأ منذ الحلقات الأولى لعرضه وهو مستمر في هذا النجاح الذي تؤكده شاشات العرض وتفاعل الناس معه عبر «السوشيال ميديا».

كعدي تتحدث لـ «الراي» عن دورها في «الثمن» وثنائيتها مع الممثل رفيق علي أحمد وعن مشاركتها في الجزء الثالث من مسلسل «للموت» الذي سيُعرض في الموسم الرمضاني.

• كيف تتحدثين عن مشاركتك في مسلسل «الثمن»؟

- كنت أرغب في أن أطلّ على المجتمع العربي من بابه الواسع من خلال شاشة «MBC1». وعندما قرأتُ النص وجدتُ أن للأم دوراً محورياً في المسلسل، كونها تعمل على مساعدة أفراد عائلتها في حل مشاكلهم وفي التقريب بينهم.

هو دور امرأةٌ راقية ونبيلة بأفكارها وتصرفاتها، هادئة ورزينة وبعيدة عن العصبية إلا مع زوجها إبراهيم (يؤدي دوره الممثل رفيق علي أحمد) الذي قاطعتْه عندما خسرتْ ابنها ولم تشأ أن تخسر حفيدها.

هي زوجة لا تكسر القوانين التي وَضَعَها زوجُها، لأنها تربّت على هذه الطريقة كونها تنتمي إلى جيل يكنّ الكثير من الاحترام للأهل والزوج. لكن رضوخها كان عقلانياً، إذ لم تكن ضعيفة الشخصية، بل برهنتْ أنها تحمّلتْ ولكنها وصلتْ إلى مكان على طريقة أن «لا أغلى من الولد إلا ولد الولد» حين علمتْ أن حفيدها مصاب بمرض السرطان، فتستعيد شخصيتها وقوتها وتواجه زوجها ولكن ليس بغضب بل بتوسُّلها إليه بينما هو ظلّ متمسكاً برأيه. وحتى الزوج كان لديه مبرّر، لأنه نشأ على هذه الطريقة وهذا الأمر ظهر عندما قالت لسارة (الممثلة رزان جمال) هو يريد أن يحبّ لكنه لا يعرف كيف.

• حتى انك تميّزتِ بتقديم شخصية الحَماة النموذجية التي هي بمثابة أم؟

- نعم، كنت الحماة المثالية في مسلسل «الثمن»، ويا ليت أن كل الحموات يتصرفن مثل «نادية» في التعامل مع صهر أو كِنّة العائلة وكأنهما ولدان من أولادها. بالنسبة إلى جيل الحموات اللواتي هنّ من عمر نادية، لم يكن هناك حماة مثالية بل كانت الكنّة غريبة عن العائلة.

ورسالة التوعية التي تحملها نادية تكمن في تسليط الضوء على ضرورة أن تكون هناك إنسانية في العلاقات. ونادية، بالرغم من ثرائها الشديد، لم تكن شخصاً مغروراً، بل كانت امرأة متواضعة كونها تتحلّى بأخلاق نبيلة.

• مَن يعرفك عن قُرب لا بد وأن يقول إنك تحملين من هذه المواصفات على المستوى الشخصي؟

- هذا صحيح، وهذا الأمر ينطبق على كل أدواري، وحتى تلك التي لعبتُ فيها دور المرأة المتسلطة أو السيئة. عندما يتقمّص الممثلُ الشخصيةَ تصبح جزءاً منه ولا بد وأن يعطيها شيئاً من ذاته. عندما تلامس الشخصية التي تلعبها الممثلة نفسيّتَها وأحاسيسها، فحينها تكون الممثلة حقيقية.

• كيف تتحدثين عن ثنائيتك مع الممثل رفيق علي أحمد في «الثمن»، علماً أنك شكلتِ ثنائياتٍ ناجحةً مع غيره من الممثلين؟

- عندما وقفتُ أمام رفيق علي أحمد، شعرتُ بأنني أقف أمام هامة كبيرة. هو ممثل يحترم عمله لأنه مسرحيّ وأكاديميّ، ومع هذا النوع من الممثلين تصبح اللعبة أكاديمية وتشبه الرياضة، أي مثل كرة المضرب أو أي رياضة أخرى تحتاج إلى شخصين محترفين كي تكون ناجحة.

• وهذا يعني أنك تفضّلين أن تمثلي أمام ممثّل أكاديمي؟

- طبعاً، مع أنني شكلتُ أيضاً ثنائية ناجحة مع الممثل أحمد الزين في مسلسل «للموت»، لأنه فنان يملك الكثير من الخبرة والموهبة، واستطعنا أن نمدّ بيننا جسراً من التواصل كي نشكل ثنائياً ناجحاً تحت إدارة مُخْرِجٍ استطاع أن يدخل إلى التفاصيل وتمكّن من تطويعنا لنصبح متشابهيْن.

• هل ستشاركين في الجزء الثالث من «للموت»؟

- نعم.

• هل تتوقعين أن يؤثّر عرض مسلسل «للموت» على مسلسل «الثمن»، خصوصا أن الثاني مؤلف من 90 حلقة؟

- سيتوقف عرض «الثمن» في شهر رمضان الفضيل كما قرأتُ في الإعلام، ولا أعرف إذا كان هذا الكلام صحيحاً. وبالنسبة إلى مسلسل «للموت 3»، فهو سيُعرض على منصة «شاهد» ومحطة «أم تي في» اللبنانية على أن يُستكمل عرض مسلسل «الثمن» بعد انتهاء شهر رمضان المبارك إذا صحّ ما نُشر.

• هل لديك مشكلة في أن يُعرض لك عملان في وقت واحد؟

- على الإطلاق. حتى انه عُرضت لي في سنة من السنوات الأخيرة ثلاثة أعمال في موسم رمضاني واحد ونافستُ نفسي من خلالها. عندما أكون على ثقة بأنني أستطيع أن أُحَمِّلَ الشخصيات التي أقدّمها القدر الفني الذي تستحقه، فإنني أشعر بفرح كبير كوني أعطيتُ كل شخصية منها شيئاً مختلفاً عن الشخصية الأخرى.

• هناك إجماع من الكاتبة نادين جابر ومن بعض الممثلين المُشارِكين في الموسم الجديد من «للموت» على أنه مختلف تماماً بمضمونه عن جزأيه الاول والثاني. فهل أنتِ مع أن يكون هناك جزء ثالث من هذا المسلسل؟

- المسألة تتوقّف على العرض والطلب وعلى الإنتاج، ولا علاقة لنا في ذلك كممثلين مُشارِكين في العمل. نحن كممثلين علينا أن نقدّم أدوارَنا بصدق وأمانة في أي مسلسل، حتى لو كان الجزء الذي نشارك فيه هو الجزء المليون.

• ومن حيث المبدأ؟

- لو أن الناس لم يحبوا العمل ولو أن المسلسل لم يحتلّ المرتبة الأولى على شاشات المحطات التي عرضتْه لَما كان طُلب أن يكون هناك جزء جديد منه. مسلسل «للموت» عُرض على منصة «نتفليكس» وليس على منصة «شاهد» فقط، ونحن مع النجاح.

• ومن الناحية الفنية؟

- فنياً، كل شيء مختلف في دوري. حتى شخصية «حنان» التي أقدّمها في «للموت» تتغيّر من موسم إلى آخَر. في الموسم الأول، كانت المرأة الخجولة والمحرومة، وفي الجزء الثاني صارت المرأة المتزوجة والملتزمة، كما انها ستتغيّر في الموسم الثالث بعد فقدانها لـ «سحر» و«ريم».

ولا تعود «حنان» هي نفسها وحتى شكلها يتغيّر، لأن التغيير لا يقتصر على المضمون فقط. هناك مُخْرِجٌ اسمُه فيليب أسمر لا يحب التكرار أبداً، بل هو مع تقديم كل ما هو جديد، ومع أن يكون هناك تغيير في الملامح كما في الواقع.

حتى ان أسلوبَه الإخراجي يختلف من موسَم إلى آخَر. فيليب اسمر يتحدّى نفسه دائماً ويدفعنا كممثلين لأن نتحدى نحن أيضاً أنفسنا، كما ان الكاتبة نادين جابر كتبتْ الموسم الثالث من «للموت» وكأنه مسلسل جديد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي