No Script

«فايننشال تايمز»: «مساكن النهضة» أصبحت رمزاً لـ «تعفن» نظام البناء

مجمعات سكنية فاخرة في تركيا تحوّلت فخّاً مُميتاً

تصغير
تكبير

- اعتقال 180 مقاولاً ومهندساً بنوا مساكن أصبحت قبوراً والتفتيش عن مئات غيرهم
- 6.7 مليون بناية كانت بحاجة إلى إعادة تأهيل في 2021 أُنجز منها 4 في المئة فقط

في يوم صيفي قائظ عام 2011، كان الموعد لاحتفال بوضع الحجر الأساس لبناء مجمع شقق سكنية فاخر مكان حقل أشجار زيتون في ضواحي مدينة أنطاكيا القديمة، لكن هذا المجمع أضحى ركاماً بفعل الزلزالين الكبيرين اللذين هزا تركيا في السادس من فبراير الماضي.

ووفقاً لصحيفة «فايننشال تايمز» التي نشرت تحقيقاً موسعاً حول انهيار أحد أبرز المجمعات الفاخرة في أنطاكيا، فإن «المجمع بعد أن رأى النور بشققه الـ249 وحوض سباحته، أصبح بعد 12 عاماً من إنشائه كتلة من الركام، وبدلاً من أن يكون (شعلة طموح) أصبح الصرح المكوّن من 12 طابقاً والمعروف باسم (مساكن النهضة) رمزاً لـ(التعفن) في نظام البناء بتركيا».

وأشارت الصحيفة إلى مشاعر السخط تجاه المقاولين والمهندسين الذين بنوا مساكن أصبحت قبوراً لعدد كبير من الناس، منوهة إلى أن الشرطة التركية اعتقلت 180 من هؤلاء ويفتشون عن مئات غيرهم.

وحسب تقديرات البنك الدولي عام 2021 كان ما يقدر بـ6.7 مليون بناية سكنية في تركيا بحاجة إلى إعادة تأهيل أو إعادة بناء بتكلفة تصل الى 465 مليار دولار، لكن عندما ضرب الزلزال الأخير البلاد كان 4 في المئة فقط من العمل قد أُنجز.

وذكرت «فايننشال تايمز» أن التحقيق الكامل في مأساة مجمع «مساكن النهضة» بدأ للتو، لكن من الجلي أن السبيل إلى تحقيق العدالة قد يكون صعباً، لافتة إلى أن «هاتاي» كانت المحافظة التركية الأكثر تضرراً من الزلزال، فيما تُظهر بيانات البنك الدولي أن أكثر من 30 ألف مبنى في المحافظة تضرر بشدة أو انهار نتيجة للزلزال.

وحسب دراسة أجرتها «جامعة الشرق الأوسط التكنولوجية» فإن معظم المباني المتضررة كانت قديمة نسبياً ويعود تاريخ بنائها الى ما قبل عام 2000.

تكاليف مليارية

من جانبه، كشف البنك الدولي الإثنين الماضي أن الأضرار المادية المباشرة التي نجمت عن الزلزالين المدمرين بلغت قيمتها نحو 34.2 مليار دولار، لكن إجمالي تكاليف إعادة الإعمار والتعافي التي تواجهها تركيا قد يكون مثلي ذلك.

وبحسب تقديرات البنك، سيخفض الزلزالان أيضاً ما لا يقل عن نصف نقطة مئوية من نمو الناتج المحلي الإجمالي المتوقع لتركيا هذا العام بين 3.5 في المئة و4 في المئة.

وقالت آنا بييردي نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لأوروبا وآسيا الوسطى إن التقييم المبدئي السريع للأضرار في تركيا البالغ 34.2 مليار دولار يعادل نحو 4 في المئة من ناتجها الاقتصادي عام 2021، لكن ذلك لم يشمل التبعات غير المباشرة أو الثانوية على نمو اقتصادها أو الزلزال الأحدث الذي وقع قبل أسبوع.

وأضافت: «خبرتنا تقول إن احتياجات إعادة الإعمار يمكن أن تتراوح بين مثلي و3 أمثال الأضرار المادية المباشرة التي تم تقديرها».

انهيار ألف مبنى شُيّدت بعد عام 2000

بينت «فايننشال تايمز» أنه بين عامي 1998 و2001 جرى فرض قوانين جديدة ومراقبة ازدادت صرامة بعد الزلزال الذي ضرب شمال غربي تركيا عام 1999 وأدى الى مصرع 17 ألف شخص على الأقل، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك انهار أو تصدع نتيجة الزلزال الأخير أكثر من 1000 مبنى شُيّدت بعد عام 2000 ومنها «مجمع الفردوس» السكني الذي افتتح عام 2013.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي