No Script

حديث القلم

لعلها تجد أذناً صاغية!

تصغير
تكبير

كل مواطن من حقه الاحتفال في أعياد بلاده الوطنية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الاحتفال قائماً على إيذاء الغير، والاستمتاع بالتعدي على الآخرين، وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، وفي كل عام نعيد (الاسطوانة) ذاتها، دون أي تحرك حكومي يذكر، تجاه بشاعة المناظر والأحداث التي يسميها البعض احتفالاً!

الاحتفالات يفترض أن ترعاها الدولة ومؤسساتها المختصة، ويجب أن يكون لها مكان محدد ولها وقت معين، فمن غير المعقول أن تصبح العملية عشوائية بهذا الشكل المزعج، لدرجة أن ظاهرة بالونات المياه القبيحة أصبحنا نشاهدها حتى في المناطق السكنية وفي (الفرجان).

فوضى مرورية، ومشاجرات، ومشاكل غصت بها مخافر الشرطة، وحوادث دهس، وإتلاف متعمد لبعض الممتلكات الخاصة والعامة، وغيرها من الممارسات والسلوكيات الهابطة والتعديات التي لاتعبر إطلاقاً عن الاحتفالات الوطنية أصلاً ولا تعكس أي شعور وطني ولا تثبت حب الوطن أو احترام الذات والغير.

أسر كثيرة تفضل السفر وترك احتفالاتكم الهابطة، وكأنكم أجبرتموها إجباراً على الذهاب بعيداً وفضلت قضاء إجازة الأعياد الوطنية خارج البلاد بسبب تقاعسكم وعجزكم في إدارة هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، ولم أرَ أو أسمع أن الأشقاء في الإمارات أو قطر مثلاً قد احتفلوا بهذا الشكل المخزي في مناسباتهم الوطنية!

النهوض بالوطن والازدهار ومواكبة الحضارة والدول الأخرى الشقيقة التي سبقتنا بمراحل، يكون عبر بناء الإنسان أولاً وأخيراً، فحب الأوطان قيمة وخلق وممارسة متزنة وعاقلة بعيدة كل البعد عن تعمد إيذاء الناس، وعتبي الشديد على بعض أرباب الأسر، آباء وأمهات يدّعون حب الكويت، وأبناؤهم يمارسون تلك الممارسات بعلمهم ووجودهم ورضاهم، فأي قيم وأي أخلاق قد كرستموها في هذه الأجيال الجديدة ؟!

** وخزة القلم:

أرجوكم... أعيدوا الهيبة، وأعيدوا جمال هذه الأعياد الوطنية، وليكن هناك تحرك (قانوني) جاد للقضاء على هذا القبح وهذا التراجع الأخلاقي، هي رسالة قد تضيع بين آلاف الرسائل، ولكنها قد تصل!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي