No Script

«في ثاني تجربة لها»

فرح فاضل لـ «الراي»: عُرضت عليّ بطولة «الزيتونة» فقبِلت

فرح فاضل
فرح فاضل
تصغير
تكبير

تشارك الممثلة فرح فاضل في دور البطولة المطلقة في مسلسل «الزيتونة» في ثاني تجربة تمثيلية لها بعد مسلسل «جوليا».

فاضل تحدثت لـ «الراي» عن العمل الجديد، عن رأيها بالدراما اللبنانية والمشاكل التي تعانيها.

• شاركتِ قبل أعوام عدة في مسلسل «جوليا»، لماذا تأخرتِ في خوض تجربتك التمثيلية الثانية؟

- كانت لديّ بعض الظروف التي جعلتْني أبتعد عن التمثيل، وحالياً عدتُ من جديد.

• يبدو أنها كانت ظروفاً قاهرة؟

- كلا، بل كنتُ أريد إنهاءَ دراستي الجامعية، كما انني فضّلتُ أن أعود مع الفرصة المناسبة، ولم يكن يهمني أن أشارك في دور بطولة ثانية. وأتت هذه الفرصة مع المُخْرِج والمُنْتِج إيلي معلوف وتلفزيون «ال بي سي آي» من خلال مسلسل «الزيتونة» الذي أعجبني نصه كثيراً. كما سأشارك قريباً في مسلسل «سر وقدر» مع المنتج معلوف ومع محطة «ال بي سي اي» أيضاً.

• وهل «سر وقدر» هو من بطولتك أيضاً؟

- بل هو دور بطولة مشترك مع فيفيان انطونيوس، ولكنني سأشارك في مسلسل «الزيتونة» بدور البطولة المطلقة.

• ما سبب إصرارك كممثلة على أدوار البطولة مع أن تجربتك الفنية تقتصر على عمل واحد؟

- لم أصرّ على دور البطولة المُطْلَقة وأعرف أنه يجب تسلُّق السلّم درجة درجة، ولكنني طوال الفترة الماضية كنتُ أشتغل على نفسي من خلال خضوعي لدروس في التمثيل ومن خلال إكمال دراستي الجامعية، كما انني قمت بإخراج فيلم قصير. كنتُ مشغولة طوال الفترة الماضية إلى أن جاءت الفرصة المناسبة من خلال مسلسل «الزيتونة». وعندما خضعتُ لتجربة أداء، تمت الموافقة على أن أكون بطلة العمل ولم يكن بإمكاني إلا أن أقبل بها.

• هل يمكن القول إن الطريق أمام الجيل الجديد من الممثلين أصبح أكثر سهولة خصوصاً أن هناك الكثير من الأعمال التي تُنتج سنوياً بين التلفزيون والمنصات والسينما؟

- صحيح أن الإنتاجات كثيرة وضخمة جداً وتُصرف عليها الكثير من الأموال، ولكن لا يوجد تنويع فيها، بل إن الوجوه نفسها تتكرر من عمل إلى آخَر، ولذلك أعتبر أن الطريق صعب جداً أمام جيلنا بسبب شدة المنافسة، عدا عن أن بإمكان أي كان أن يدخل المجال ولا يوجد تقدير للمواهب. وأنا مع إعطاء الفرص للمواهب الشابة، لأن الفن يعتمد على التنوع. وما يحزنني أن الوضعَ ليس كذلك، مع أنه يوجد لدينا الكثير من المخرجين والكتّاب والممثلين والممثلات، والمواهب الشابة يمكن أن تضخ روحاً جديدة في الدراما العربية. ربما أنا حصلتُ على فرصتي اليوم، ولكنني أحزن على رفاقي الذين لا تنقصهم الموهبة ولكنهم لم يحصلوا على فرصتهم حتى الآن.

• وهل هي مسؤولية المُنْتِج؟

- طبعاً إنها مسؤولية كل المُنْتِجين اللبنانيين، ولذلك أريد أن أتوجه بالشكر للمنتج إيلي معلوف وتلفزيون «إل بي سي اي» لأنهما آمنا بي ولإصرارهما على التعاون مع الوجوه الجديدة.

• هل كلامك يعني أن الناس ملّوا الوجوه المعروفة؟ وماذا يمكن أن يقال للمنتجين الذين يؤكدون دائماً أنهم بحاجة إلى أسماء معروفة كي يبيعوا أعمالهم؟

- ما يقوله المنتجون هو مجرد ذريعة، لأن العمل القوي ليس بحاجة إلى اسم معروف كي يباع. نحن نشاهد أعمالاً على منصات عالمية بينها «نتفليكس» ونتابع أعمالاً لممثلين في تجاربهم التمثيلية الأولى ولم نكن نعرفهم سابقاً. وأفضّل أن يُصرف المال على نص جيد وإنتاج ضخم، لأن مَن يبيع العمل ليس اسم الممثل، بل العمل في ذاته. مَن يعتمد هذا النهج يقدّم فناً حقيقياً، ومَن يفعل العكس يبيع من أجل أن يبيع وهو لا يقدّم فناً حقيقياً، وللأسف فإن السوق يسير في الاتجاه الثاني في الفترة الأخيرة.

• هل يعقل أن المنتِجين غير مدركين لهذا الأمر؟

- لا شك أنهم مدركون لهذا الأمر، ولكنهم يعتمدون الأسلوب الأسهل، والمُشاهِد في العالم العربي أصبح في غالبيته مجرد متلقٍّ، ولكن لا يخلو الأمر من وجود بعض المتذوقين. المنتِج يعتبر أن من الأفضل له أن يتعامل مع ممثل معروف اسمه يبيع. وقد اجتمعتُ مع الكثير من شركات الإنتاج الكبيرة والمهمة في العالم العربي وطرحتُ فكرة تقديم عمل جديد ألعب فيه دور البطولة، ولكن ما لبثت أن ألغيت كل المشاريع لأنها كانت تقول نريد اسماً يبيع.

• محطات التلفزيون هي التي تفرض على المنتجين التعاون مع أسماء مشهورة؟

- هذا صحيح، والأمر نفسه ينطبق على منصات العرض، ولكن المنتِج القوي يستطيع أن يفرض رأيه. لستُ ضد الاستعانة بأسماء مشهورة، ولو لم يكن الممثل موهوباً ومرغوباً لَما استمر واستعان به المنتجون. ولكن لا شيء يمنع المنتِج الذي يصور عملاً أو عملين لهذا الممثل أو تلك الممثلة من أن ينتج عملاً ثالثاً لوجه جديد بهدف التنويع.

وبالإضافة إلى موضوع الممثلين، هناك مشكلة في القضايا التي تطرحها الدراما العربية، لأنه ينقصها التنويع والتجدد. في الغرب، نشاهد أعمالاً مختلفة المضمون، ولا أعرف إذا كانت المسألة لها علاقة بالمحرمات وبمواضيع لا يمكن تناولها أم أن الأمر يرتبط بمواضيع معينة تبيع أكثر من غيرها. هذا السؤال يجب أن يُوجَّه إلى المنتجين.

• هذا يعني أنك لست راضية حتى على محتوى الدراما العربية؟

- لا أريد أن أقول إنني لست راضية، لأن هناك أعمالاً جميلة وجيدة ويمكن متابعتها وتحقق نسب مشاهدة عالية جداً، وإذا كنت أحب عملاً معيناً، فهذا لا يعني أنه سيعجب كل الناس، بل يوجد شارع يتكلم وهو الذي يحدد ما هي المواضيع التي يحب مشاهدتها. في المقابل، هناك أعمال لا تعجبني شخصياً، ولكن الناس يقولون العكس ويؤكدون أنهم أَحبوا العمل لأنه تشارك فيه هذه الممثلة أو ذاك الممثل.

• هذا يعني أن أذواق الناس ليست واحدة؟

- طبعاً، ولكن النقطة التي أحب أن أؤكد عليها هي أنه يجب أن ننوع أكثر في المواضيع والممثلين وفريق العمل، لأننا نلاحظ أن هناك فريق عمل واحداً لا يتغيّر ضمن شركات الإنتاج. حتى إنهم لا يغيّرون المخرج، وهذا الأمر لا يحصل في الخارج. مثلاً، ليوناردو دي كابريو يُعتبر من أهمّ الممثلين وهو يرفض أن يتعامل مع مخرج واحد في كل أعماله. يجب ألا نخاف من المجازفة، لأن الفن لا يعود فناً إذا لم نجازف فيه. إلى ذلك، أحب أن ألفت إلى مسألة وهي أن غالبية المنتجين اللبنانيين لا يهتمون بالدراما المحلية.

وأنا مع الأعمال المشتركة كما مع الأعمال المحلية، لأن المهم عندي هو إنتاج عمل جيد يمكن مشاهدته، ولكن أحب أن يكون هناك دعم للطاقات الجديدة، فأنا كاتبة وأكتب أفلاماً ومسلسلات، ونحن نلاحظ أن هناك بحثاً دائماً عن تمويلٍ للأعمال التي تشارك في المهرجانات، وأتساءل لماذا يجب أن نبحث في الخارج من أجل تأمين أموال لأعمالنا في حين أن لبنان فيه عدد كبير من المنتجين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي