آلاف الضحايا في زلزال مدمر وهزات ارتدادية

«أكبر كارثة» في تركيا وسورية منذ 1939

تصغير
تكبير

- الأرض اهتزت في قبرص ولبنان والأردن والعراق ومصر وحتى الدنمارك وغرينلاند
- توقعات أميركية بخسائر قد تتخطّى المليار دولار

«كأنها نهاية العالم»... عبارة تختصر مآسي ما حدث منذ فجر أمس، في برد الشتاء القارس، في تركيا وشمال سورية المجاورة، وسط توقعات أميركية بخسائر تتخطى المليار دولار.

فقد ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، قرب مدينة كهرمان مرعش، أمس، عند الساعة 04.17 بالتوقيت المحلي (01.17 ت غ) على عمق نحو 17.9 كلم، على مسافة 60 كيلومتراً من الحدود السورية، وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي. وشعر به السكان في سورية وقبرص ولبنان والأردن والعراق ومصر وحتى الدنمارك وغرينلاند، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا في تركيا وسورية، وانهيار مبانٍ على سكانها.

وأعقبت ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة عند الساعة 10.24 بتوقيت غرينتش جنوب شرقي تركيا على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة إكينوزو، شعر به سكان دمشق وبيروت وبغداد.

وحسب البيانات، فإن مركز الزلزال الثاني، كان على بعد 10 كيلومترات جنوب مدينة البستان.

وصنفت الهزة الأرضية على أنها «مدمرة»، كما قدر المركز الأورومتوسطي لرصد الزلازل قوة الزلزال الجديد بـ 7.7 درجة، كما قدرها المسح الجيولوجي الأميركي بـ 7.5 درجة.

من جهتها، حذرت الطوارئ التركية من وجود نشاط زلزالي خطير في المنطقة (كهرمان مرعش)، مع استمرار الهزات الارتدادية لتصل قوتها إلى 6.5 - 6.7.

وذكر شاهد من «رويترز» في ديار بكر، التي تبعد نحو 350 كيلومتراً إلى الشرق، أن الهزة الزلزالية الأولى استمرت لمدة نحو دقيقة وتسببت في تهشيم زجاج النوافذ.

كما شعر السكان في أنقرة بالهزات رغم أن المدينة تبعد 460 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من مركز الزلزال وشعر به أيضاً السكان في قبرص.

وإثر الزلزال الأول، وصف الرئيس رجب طيب أردوغان، الأمر بأنه «أكبر كارثة» تمر بها تركيا، منذ زلزال قوي ضرب إقليم أرزنجان (شرق) في العام 1939، فيما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) أن الزلازل التي ضربت تركيا وشمال سورية هي الأقوى التي تضرب هذه المنطقة منذ العام 1939.

وقال أردوغان في مركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة «الجميع يضعون كل قلوبهم وأرواحهم في الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعب من الأمور».

وتابع «لا نعرف إلى أي مدى سيرتفع عدد الضحايا لدى تواصل جهود رفع أنقاض العديد من البنايات في منطقة الزلزال».

وأضاف «اليوم هو اليوم الذي يقف فيه 85 مليوناً على قلب رجل واحد».

وأظهرت لقطات من تلفزيون «رويترز» العشرات من المنقذين في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض هي كل ما تبقى من بناية ضخمة ويسحبون كتلاً من الحطام بحثاً عن ناجين ويرفعون أياديهم من حين لآخر طلباً للهدوء لينصتوا لأصوات الاستغاثة.

وارتفعت حصيلة الزلزالين العنيفين اللذين ضربا جنوب شرقي تركيا، مساء، إلى أكثر من 2500 قتيل وما لا يقل عن 10 آلاف جريح، على ما أظهرت بيانات وفرها مسؤول في الهيئة العامة التركية لإدارة الكوارث (افاد).

وأوضح المسؤول أن 2834 مبنى انهار ما يعزز الخشية من ارتفاع الحصيلة في تركيا.

وفي سورية، قتل ما يزيد على 1000 شخص وأصيب أكثر من 2500 على الأقل بجروح، في حصيلة جديدة غير نهائية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.

وسجلت معظم الإصابات في محافظات حلب (شمال) واللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وطرطوس (غرب).

وبثّت «وكالة سانا للأنباء» الرسمية صوراً تظهر دماراً كبيراً في مدن عدة بينها جبلة واللاذقية، انهارت فيها أبنية بأكملها موقعة خسائر بشرية وأضراراً جسيمة.

وفي مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق، رجحت منظمة «الخوذ البيضاء» ارتفاع حصيلة القتلى مع «وجود مئات العائلات تحت الأنقاض» وسط «صعوبات كبيرة والحاجة لمعدات ثقيلة للإنقاذ».

وأحصت المنظمة انهيار نحو 133 مبنى بشكل كامل و272 بشكل جزئي، عدا عن تصدّع آلاف المباني في شمال غربي سورية.

وأفاد مراسلو «فرانس برس» في شمال سورية عن سقوط أبنية بأكملها فوق رؤوس قاطنيها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي