No Script

تمزج بين القصة والرواية.. ويحضر فيها المؤلف بشكل صريح

«الدكتور نازل» متتاليات قصصية جديدة لطالب الرفاعي

تصغير
تكبير

تأكيدا لعشقه لفن القصة القصيرة، أصدر القاص والروائي طالب الرفاعي متتاليات قصصية جديدة عن دار ذات السلاسل، حملت عنوانا لافتا «الدكتور نازل».

تحوي المجموعة 24 قصة قصيرة، وجميع القصص تشكّل وحدة واحدة، كونها تكشف وتعري، بسخرية عالية، عالم «الدكتور نازل» وزوجته «دلال».

وتخوض المتتاليات في حالات اجتماعية حاضرة ودالة، في الحياة الاجتماعية الكويتية والخليجية والعربية. وهي إذ تجعل من بطلها «الدكتور نازل» رمزًا معبّرًا للتردي والفساد الأخلاقي الذي أصاب بعض مناحي الحياة، فإن آخر قصص المتتاليات المعنونة بـ «رقابة» تشير بشكل صريح، إلى أن كاتب المجموعة طالب الرفاعي حين تقدم، عبر الناشر، لرقابة وزارة الإعلام، بغية فسح المجموعة، رفضت الرقابة إجازتها، وحينما راجعهم الكاتب، أوضحوا له إن جميع القصص مكتوبة بالأسماء الصريحة لأبطالها، ولذا لا يمكن نشر المجموعة تحسبًا للشكاوى التي ستُرفع على كاتبها والرقابة، وهنا اتفق الرفاعي مع الرقيب على رفع جميع الأسماء الحقيقية، وتسميتها بالدكتور نازل. وبما يشير صراحةً إلى حقيقية القصص، وحقيقية أبطالها!

يُشار إلى أن طالب الرفاعي، يُعد من قلة قليلة جدًا تُحسب على أصابع اليد الواحدة، من الكتّاب العرب الذين يغامرون بالكتابة وفق مدرسة «التخييل الذاتي»، وبما يعني وجود المؤلف باسمه الحقيقي وسيرة حياته ومن يحيط به ضمن أحداث القصة أو الرواية، وهذا ما كان في روايات «ظل الشمس»، و «الثوب»، و «سمر كلمات»، و «في الهنا»، وربما هذا ما أغرى الكاتب الرفاعي إلى الحضور باسمه الصريح في القصص كشاهد إثبات على حقيقة ما تسطّره القصص.

تُبدع المجموعة في تعرية مسلك الدكتور نازل عبر لحظات ومشاهد دالة، وعبر عدد كبير من الرواة، وكأن الكاتب أراد القول إن هذه القصص لم تأت بقلم وفكر طالب الرفاعي، بل اشترك في كتابتها المجتمع الكويتي بمختلف أطيافه، وبألسنة متنوعة وفق ما تفرضه حالة القصة.

«الدكتور نازل» تبدو جديدة تماماً في محاولة مدِّ جسر فني بين القصة والرواية، وربما هذا ما جعل كاتبها يجنّسها بـ «متتاليات قصصية»، ولقد أشار إلى ذلك الدكتور سليمان الشطي في كلمته على غلاف المجموعة: «في هذا النص رصدٌ لما تراه العُيونُ وتتحدث به الألسن. تجربة مزجٍ جميلةٍ بين فنَّيِ القصة القصيرة والرواية». بينما أشار كاتب القصة العربي الأهم محمد خضير في كلمته على غلاف المجموعة: «تؤلّف مجموعة (الدكتور نازل) لطالب الرفاعي فتحًا جديدًا في كتابة القصة القصيرة العربية؛ فقد حقّقت نصوصُها خطوةً بنائية مهمَّة في تقنية (الميتا - سرد)» على مستوى الموضوعات والشخصيات. وعكسَت قصصُ المجموعة خصوبة السَّرد، وإمكانية أن يضيف السَّارد الحقيقي، المؤلِّف الفعليّ، رؤيته بقصد التحفيز والتنوير والإقفال الضروري لنهاية كلِّ حالةٍ على انفراد.

«الدكتور نازل» إضافة إبداعية جديدة للمكتبة الكويتية والعربية، خاصة وجدة التناول القصصي فيها، وقدرتها على أن تجسّد أوجاع الإنسان العربي عبر سلوك الدكتور نازل ولسانه، وفي هذا يقول الناقد التونسي الدكتور عبدالدائم السلامي: "لا أدري إنْ كان ما يُروَى عن «الدكتور نازل» من أحوالٍ اجتماعيةٍ بَدَا فيها إنسانًا مَزِيجًا من اللُّؤمِ والدَّناءَةِ يُعَدُّ طبيعةً آدميّةً فيه أم هو من اختِلاقِ حُسَّادِه الرُوّاةِ، وهم كُثْرٌ، ولكنّي أدري أنَّ في تلك المرويّات فتنةً سرديّةً عاليةً أزْعُم أن هذا البطلَ قد تعمَّد إغرائي بها لأقاسِمَه شيئا من مَجْدِ لُؤمِه، وبعضًا من لذاذة مَسَاوِيه. إنّ الدكتور نازل حالةُ نُزولٍ أخلاقيّ مُفْرَدَةٌ في القَصِّ، ولكنّها عامّةٌ في الواقع، وهي ليست مخصوصةً بالكويت فحسبُ، وإنما هي تستشري في جميع وطننا العربيّ، فإذا الإنسانُ فيها نازِلٌ إلى سَفيلِ آدميتِه".

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي