شيءُ من أفكاري / دعونا نحلم

تصغير
تكبير
| مـريـم فـضـل |
«قدمت عمرك للأحلام قربانا
لا خنت عهدا، ولا خادعت إنسانا
والآن تحمل أحلاما مبعثرة
هل هانا حلمك؟ أم أنت الذي هانا؟»
فاروق جويدة
بمجرد قراءة تلك السطور فأنت تجزم أنك لن تجد معنى واحدا لها بل ألف تأويل، وفي الوقت نفسه تتحرك المشاعر داخلك مبعثرة وتضرب داخل صدرك، وكأنها تحاول أن تسألك ألف سؤال وسؤال. ولست هنا بصدد شرح هذه الأبيات، ولكن لها الفضل عليّ فقد ساعدتني في كتابة السطور المقبلة.
قيل لي ذات مرة: «أنتم أيها الحالمون سبب مشاكلنا وفي النهاية أنتم الخاسرون»، وكان ردي ببساطة: «دعونا نحلم ونخسر الجهل الذي تحملون».
دعونا نتحدث بصراحة، في الطفولة تشعر بإنك تريد وبرغبة ملحة أن تغير العالم وعندما تصل لسن المراهقة تشعر بانك تريد أن تغير وطنك وفي سن الراحة تريد أن تغير نفسك! وهذا يتفق إلى حدٍ ما مع قول أحد الفلاسفة حين قال: «عندما كنا مراهقين نريد تغيير العالم، وحين كبرنا أصبحنا غير قادرين على تغيير انفسنا»، أي في كل مرحلة يقل مستوى لاحلم لديك، ولكن هناك قلة من يلهثون وراء أحلامهم ويحققونها لتصبح على أرض الواقع على شتى المراحل.
فالواقع لم يُصنع إلا من احلامنا على سبيل المثال، لو تطلق العنان لخيالك على كيفية حل المشكلة المرورية عندنا في الكويت فسوف تتخيل «ماذا لو كان بعض مقرات العمل تحت الماء، وتتحول سيارتك إلى غواصة كي تنفذ من الزحمة»، هذا خيال وحلم لا يسمح أن نستخف به، فماذا لو أخذناه على محمل الجد ونفذناه ستجد الحلم أصبح واقعاً وأنك تستحق أن تعيش لأنك تحمل فكراً مختلفاً.
ومن جانب آخر، عندما تتساءل ما الدافع الذي يحرضنا على التغيير وكأننا لا نرضى أن يعيش الآخرين سوا على أحلامنا كما قال الشاعر المتنبي «وإني من قومٍ كأن نفوسهم.. والعظما»، تجد الحلم والخيال المبتكر هو الدافع الذي يريدك أن تتغير وتغير من هم حولك للأجمل وهو من جانب آخر سبب سهرك وكسلك نهاراً، لأنه على دوام تام معك. أي ان الحلم يحمل إيجابيات وسلبيات فللحلم ضريبة أيضاً!
الاستخفاف بالاحلام من أول درجات الجهل، فالإنسان السلبي هو من يرى إلى الوراء ويتمسك بعادات مكسورة، لأنه يتبع عادات غيره ويحرم عقله من الأحلام والتفكير والابداع والانجاز.
فكن صاحب رأي وحلم وخيال، وتأكد أننا كلنا نحمل احلاماً خضراء قي عقولنا تحتاج أن نسقيها من ماء الاعتراف والتغيير والعمل عليها، فلا تدعها تذبل. وان كنت صاحب إرادة ضعيفة وغير قابل للتغيير وغير مدرك لأحلامك فلا تكدر صفو الحالمين ودعنا نحلم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي