عمليات فردية تهز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتستنفر حكومة نتنياهو
فلسطين… حصار النار
هزت شجاعة الشعب الفلسطيني الحكومة الإسرائيلية، مع عودة عمليات المقاومة الفردية بوجه آلة الإجرام والقتل الإسرائيلية.
وفيما رفعت القوات الإسرائيلية حال التأهب في المدينة المقدسة والضفة الغربية وعلى حدود قطاع غزة إلى الدرجة «القصوى»، وبدأت الاستعداد لـ «سيناريوهات تصعيد محتملة»، توالت الدعوات في مختلف أنحاء العالم لضبط الوضع وعدم الذهاب نحو مزيد من التصعيد، فيما حذرت القيادة الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في نهجها الذي سيؤدي للمزيد من التدهور ما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بكاملها.
وصباح أمس، نفذ فتى فلسطيني في الـ 13 من العمر، عملية قرب بؤرة استيطانية في ضاحية سلوان في القدس الشرقية، أدت إلى إصابة إسرائيليين بجروح، وذلك غداة هجوم أمام كنيس أوقع سبعة قتلى و10 جرحى، وقٌتل منفذه، الجمعة.
وأكدت الشرطة، من ناحيتها، انها «شلّت حركة» مطلق النار الذي أصيب بجروح، مضيفة أنه من سكان القدس الشرقية.
وفي وقت سابق، أمس، أعلنت الشرطة توقيف 42 شخصاً على صلة بهجوم الكنيس الذي يُعد بين الهجمات التي خلّفت أكبر عدد من القتلى منذ عام 2008، ونفذه الشاب خيري علقم (21 عاماً) من سكان الطور شرق القدس.
وقد أطلق علقم، النار على الكنيس في حي النبي يعقوب الاستيطاني قبل أن تطارده الشرطة وتقتله.
ورجحت الشرطة أن المهاجم عمل بمفرده، إذ لا سوابق أمنية لديه، فيما استدعت والديه للتحقيق
وتفقّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الجمعة، مكان العملية، وقال إن العملية «هجوم قاسٍ ومن أصعب ما شهدته إسرائيل خلال الأعوام الأخيرة».
وتعهد «اتخاذ خطوات فورية»، داعياً الإسرائيليين إلى عدم الردّ بأنفسهم.
من جانبه، أعلن رئيس الأركان هيرتسي هاليفي رفع حال التأهب وزيادة القوات على طول خط التماس بين الضفة وأراضي 1948.
وقطع وزير الدفاع يوآف غالانت، زيارته الخاصة للولايات المتحدة.
ونقلت وسائل إعلام عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، من موقع عملية الكنيس، «سأعمل على تغيير أوامر إطلاق النار».
ويتزامن الهجوم على الكنيس مع تزايد الدعوات الدوليّة إلى التهدئة، فقد استشهد تسعة فلسطينيّين الخميس في مخيّم جنين للاجئين.
وأعلنت إسرائيل انّ العمليّة استهدفت عناصر من حركة «الجهاد الإسلامي» التي تعهّدت وحركة «حماس» بالردّ. وأُطلقت في وقتٍ لاحق صواريخ عدّة من القطاع باتجاه إسرائيل. وردّ الجيش بضرب أهداف لـ «حماس».
وفي الضفة وغزة وبعض المخيمات الفلسطينية في لبنان، نزل العشرات من الفلسطينيّين إلى الشوارع مبتهجين وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية، بينما شددت دول عربية، على وقف كل الهجمات على المدنيين.
وحذرت السعودية، من انزلاق الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى «المزيد من التصعيد الخطير».
ودانت كل استهداف للمدنيين، مؤكدة «ضرورة وقف التصعيد وإحياء عملية السلام وإنهاء الاحتلال»، وفق «وكالة واس للأنباء».
من جانبه، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نتنياهو الجمعة هاتفياً، ودان «الهجوم المروع» خارج الكنيس.
وفي غزة، قال الناطق باسم «حماس» عبداللطيف القانوع، الجمعة، إنّ هجوم القدس «بداية الردّ على جرائم حكومة المستوطنين الفاشيّة وآخرها مجزرة جنين».
وبارك الناطق باسم «الجهاد» في الضفّة طارق عزّالدين «عمليّة القدس الفدائيّة التي جاءت بالزمان والمكان المناسبَين لتردّ على مجزرة جنين».