ثمرة 40 عاماً من شغف ناصر الصباح وحصة الصباح
مجموعة الصباح الآثارية... متحف زاخر بشواهد تاريخية
كونا - على مدى 40 عاماً وتحديداً منذ 23 فبراير 1983، بدأت مسيرة دار الآثار الإسلامية على يد الشيخ الراحل ناصر صباح الأحمد رحمه الله، وقرينته الشيخة حصة الصباح، بامتلاك مجموعة آثارية، شكلت عناصر أفضل متاحف الكويت والعالم، العارضة للتحف الإسلامية، بما يضمه من مجموعة متنوعة لفنون العالم الإسلامي، تحت اسم «مجموعة الصباح الآثارية».
من المنزل إلى المتحف
تشارك الشيخ ناصر الصباح، رحمه الله، هوايته مع محبي وجامعي الآثار، وتحديداً صديقه جاسم الحميضي، الذي كان يمتلك مجموعة فنية خاصة به. وبعد اقتناء العديد من التحف ونماء المجموعة الفنية (مجموعة الصباح الآثارية) نقلت من منزله عام 1983 إلى متحف الكويت الوطني، تزامناً مع افتتاح المتحف الجديد بطلب من الحكومة الكويتية، وبعد المفاضلة بين مجموعات فنية خاصة أخرى.
30 ألف قطعة فنية
تضم مجموعة الصباح الآثارية حالياً نحو 30 ألف قطعة فنية، جزء منها معروض في المعارض في مركز الأميركاني الثقافي (المبنى التاريخي المطل على البحر)، فيما تحفظ بقية المقتنيات في مركز اليرموك الثقافي، الذي يحتضن كذلك أنشطة الموسم الثقافي.
سيراميك وعاج
وتضم المجموعة آثاراً متنوعة أنتجت من السيراميك، الذي يعتبر من أقدم المواد المستخدمة في الصناعة، ويعود تاريخها الى العصر الحجري القديم. ومن بين المجموعة (سلطانية) من الفخار تزينها عناصر نباتية محورة، جلبت من العراق وتعود للقرن التاسع الميلادي.
كما تضم زجاجيات يعود تاريخها إلى 4500 عام، معظمها أنتجت في إيران وسورية ومصر منها (دورق) من الزجاج المنفوخ المزخرف بمقبض مختلف اللون، أنتج في بلاد الشام في فترة ما قبل الإسلام في القرنين 6 - 7 الميلاديين.
جواهر وأحجار كريمة
كما تزخر مجموعة الصباح بقطع فريدة من الجواهر والأحجار الكريمة، أبرزها مجوهرات تعود إلى إقليمي الهند المغولية وهضبة الدكن في الهند في القرنين الـ 16 والـ 18 الميلاديين.
مخطوطات قرآنية
ومن العصور الاسلامية، يبرز القرآن الكريم كأحد أهم العناصر، حيث تضم مجموعة الصباح عدداً وفيراً من مخطوطات القرآن الكريم، ومنها صفحات لأحد أقدم المخطوطات القرآنية، والتي تم نسخها في القرن الثاني بالخط (الحجازي).
مشغولات وعملات
وتشمل المجموعة نحو 2000 قطعة من المشغولات المعدنية، ومن بين تحف دار الآثار الإسلامية، مرشة عطر برونزية تزينها صفوف من البراعم صنعت في شرق بلاد فارس في القرنين 9-10 الميلاديين. وتضم أيضا مقتنيات آثارية من العملات المعدنية تصل إلى أكثر من 12 ألف عملة.
سجاد ومنسوجات
وتكتمل زينة مجموعة الصباح الآثارية بقطع نادرة وفخمة من السجاد والمنسوجات التي تعتبر قديماً من أبرز الهدايا التي تقدم لذوي الشأن وتقدر بقيمة عالية لمالكها وكان لمصر وإيران وتركيا والهند الدور الأبرز في إنتاج تلك القطع.
وتحتوي المجموعة على أكثر من 20 قطعة سجاد تعود إلى القرنين 2 و4 الميلاديين إضافة إلى قطع تعود للعصور الإسلامية اللاحقة.
بداية الشغف
كانت البداية باقتناء أول قطعة آثارية امتلكها الشيخ ناصر الصباح في العام 1975 بلورت أول عناصر المجموعة، وكانت عبارة عن إناء زجاجي مطلٍ بمادة المينا، يعود إلى منتصف القرن الـ14 الميلادي، ليزداد بعدها شغفه ورغبته في جمع القطع التي تعود إلى فترات إسلامية مبكرة.
ثم امتد الشغف لجمع قطع فنية تعود للعصور البرونزية والحديدية والبيزنطية والحضارة اليونانية والرومانية لاحقاً.
«دار الآثار»... والغزو
أصبح المبنى رقم 3 في المتحف، والذي يحتوي على مجموعة الصباح، يعرف بـ«دار الآثار الإسلامية»، وبقيت المجموعة هناك حتى أغسطس عام 1990 تاريخ الغزو العراقي للكويت، الذي شكل نقطة سوداء للمجموعة.
أضرار جسيمة
حرص الشيخ ناصر على استعادة مجموعته التي سلبت إلى بغداد، وتمكن بالتعاون مع الأمم المتحدة من استعادة معظم القطع العام 1991، لكن بعضها كان قد تعرض لأضرار جسيمة، بسبب سوء النقل والتخزين.
استعادة أثمن القطع
ظلت قطع ثمينة مفقودة، حتى تم العثور على إحدى أثمنها في العام 1996 بالصدفة، عندما نشرت صورة لخنجر مرصع بالأحجار الكريمة في كتيب مصور لصالة سوذبي للمزادات في لندن، وتمكن أحد أعضاء الدار من معرفة القطعة، وتمت استعادتها. وحتى الآن لا تزال 59 قطعة أثرية نادرة مفقودة.