No Script

صنّاعه أكدوا لـ «الراي» على الحيادية في رسوماتهم وعدم الإساءة للشخوص

«الكاريكاتير» صوت الشعب... الساخر

تصغير
تكبير

«الكاريكاتير»... هو صوت الشعب، الذي يلامس همومهم ويشعر بمعاناتهم.

هكذا يعتبره صنّاعه ومحبوه، ممن يرون أن لهذا الفن قدرة تعبيرية فائقة على إيصال الفكرة أو الحالة التي يكابدها الناس بصورة يومية، وهو ما لا تقدر على فعله عشرات الخطب السياسية في المنابر!

وشدّد عدد من فناني جمعية الكاريكاتير الكويتية، الذين استطلعت «الراي» آراءهم، على الحيادية في أعمالهم الفنية وعدم الإساءة للشخوص في ما يقدمونه من رسومات تعبيرية، تحاكي الواقع المجتمعي أو تنتقد الوضع السياسي، بأسلوب ساخرٍ وساخط، مؤكدين أن النقد «لا يمسّ الشخوص بشكل مباشر، بل يستهدف الخطأ وليس المخطئ».

كما أضاء أصحاب الريشة، على أهم العقبات التي تعترض طريقهم، فضلاً عن تعرضهم للسرقة الفكرية من بعض الرسامين، والقيود التي تكبّل حرية التعبير الكاريكاتيري، إلى جانب المحاذير التي يتبعونها قبل الشروع في أعمالهم.

محمد ثلاب: نطالب بحفظ الحقوق وبتطبيق الملكية الفكرية

قال رئيس جمعية الكاريكاتير الكويتية الفنان محمد ثلاب إن بعض الفنانين يعانون بسبب سرقة أعمالهم الكاريكاتيرية، و«لذلك نطالب بحفظ حقوقنا وبتطبيق قانون الملكية الفكرية».

وأضاف ثلاب «نحن في جمعية الكاريكاتير نعمل دائماً على تذليل الصعوبات التي تواجه فنانينا، وإيجاد الحلول لكي يتمكنوا من العمل بأريحية ومن دون تعقيدات، بالإضافة إلى إقامة الندوات والدورات والورش، التي تساعدهم على مواكبة التحوّل الرقمي».

ولفت إلى أن الكثير من الرسامين استبدلوا نشاطهم من الكاريكاتير التعبيري السياسي التقليدي إلى فن «الأنيميشن» و«البورتريه» و«الغرافيك» وغيرها، عازياً الأمر إلى تراجع الحريات في الكويت.

وبسؤاله عن غياب «الكاريكاتير» التلفزيوني، ردّ ثلاب: «أصل الكاريكاتير هو التعبير الصحافي، حيث بدأ سياسياً بالأبيض والأسود، وعندما دخل التلوين أصبح اجتماعياً، ثم صار (ديجيتال)، ليواكب العصر الحديث والعالم الافتراضي، وقليلون من يرسمون (لايف) لبعض القنوات السياسية مثل قناة الجزيرة، وبعض القنوات اللبنانية، والقنوات المصرية على غرار ما كان يقدمه الفنان الكاريكاتيري الراحل جمعة فرحات». واستدرك: «لكن في الوقت الحالي لا يوجد اهتمام من جانب القنوات الإخبارية أو السياسية بفن الكاريكاتير، إلا ما ندر».

زينب دشتي: لكل فنان حدود خاصة يلتزم بها

اعتبرت الفنانة الدكتورة زينب دشتي أن «فن الكاريكاتير هو فن الفكرة الجديدة، ونقد الأحداث السياسية والاجتماعية وتسليط الضوء عليها. وبالتالي تكمن صعوبة الفن في كيفية التعبير عن هذه الفكرة بشكل بسيط وساخر يستطيع الجميع فهمه وإدراكه».

وأضافت «كما أن الإبداع هو السمة الرئيسية في أي عمل فني، وقد يستوحي الفنان أفكاره من تجارب غيره ولا مانع من ذلك، إلا أن نقل الأعمال هو غير المسموح به.

فإبداع أي فنان، يأتي نتيجة التراكم المعرفي والثروة البصرية التي لا تأتي إلا بعد تجارب فنية شخصية واطلاع على تجارب الآخرين، بالإضافة إلى الخيال حتى يصل الفنان إلى صناعة خط فني خاص به».

ولدى سؤالها عن حرية التعبير بالنسبة إلى فناني الكاريكاتير، ردّت: «تتميز الصحافة في الكويت حسب التقارير الدولية بحرية التعبير وإبداء الرأي. ومع ذلك، فإن لكل فنان حدوداً خاصة يلتزم بها.

وقوانين يضعها لنفسه، حتى يكون العمل قابلاً للنشر والتداول، وما يميز فن الكاريكاتير أنه فن يعتمد على الإيحاء والرمزية في كثير من المواقف، حتى يكون عملاً سهل القراءة بصرياً».

ولفتت دشتي إلى المحاذير التي ينبغي أن يتوقف عندها كل فنان، «وأهمها بالنسبة إليّ الحيادية وعدم الإساءة الشخصية وتداول الفكرة والموضوع برمزية حتى تصل الفكرة للجميع في زمن سريع التغيير ومتعدد الوسائط».

محمد القحطاني: رسالتي للخطأ... وليس للمخطئ

ألمح الفنان محمد القحطاني إلى أهم الصعوبات التي تواجه فناني الكاريكاتير، وهي مقص الرقيب، وقلة الدعم لهذه النوعية من الفنون، وغياب الثقافة العامة، «خصوصاً وأن الغالبية من الناس (مو عارفة شنو يعني) كاريكاتير».

كما تحدث القحطاني عن السرقة الفكرية التي تعرض لها في مشواره، مضيفاً «لقد حصل معي أكثر من موقف وتم بحمد الله إنصافنا من قِبل القانون»، في حين أرجع غيابه عن الكاريكاتير التلفزيوني إلى توجه الناس صوب مواقع «السوشيال ميديا» التي قال إنها «تجذب جميع الموهوبين وليس فقط رسامي الكاريكاتير»، كاشفاً عن مجموعة من الأفكار التي يطمح لترى النور في القريب العاجل.

وأوضح أن الكاريكاتير لا يقتصر على التعبير عن القضايا السياسية فقط، «بل هناك قضايا ذات طابع ساخن ودسمة المضمون في كل جوانب الحياة، يشعر الرسام بالحالة العامة كون مجاله يُحتّم عليه أن يكون قريباً من الناس ويتلمس همومهم ويحسّ بمعاناتهم، فالكاريكاتير هو صوت الشعب أولاً وأخيراً».

وحول المحاذير التي يسير على ضوئها، أجاب: «في الحقيقة، عندي إيمان مطلق بأن حرية الرأي مكفولة كما نص عليها الدستور الكويتي، وواجبي الفني يحتم عليّ أن أسلط الضوء على الخطأ والظواهر السلبية، ولكن من دون التعرض للشخوص. ليست محاذير، ولكن احتراماً وتقديراً للكل أينما كانوا، إذ إن رسالتي ورسوماتي للخطأ وليس للمخطئ».

سامي الخرس: التضييق في الرقابة وزيادة القيود

قال الفنان سامي الخرس، «لعلّ أبرز الصعوبات التي تواجه فناني الكاريكاتير تتمثل بالتضييق في الرقابة مع زيادة القيود وتجريم بعض الأفكار، خصوصاً في الانتقاد المباشر للشخصيات العامة وتراجع الحريات بشكل عام، ما يؤثر على الفكر الإبداعي للفنان».

وعمّا إذا كان قد تعرض ذات مرة إلى السطو الفكري، قال الخرس: «نعم تعرضت للسرقة مرات عدة وبشكل واضح من بعض الرسامين»، مشدداً على تطبيق قانون الملكية الفكرية، من أجل حفظ الحقوق الأدبية للفنانين.

وحول إمكانية التجربة في الكاريكاتير التلفزيوني، علّق بالقول: «لا يوجد لديّ وقت للتفرغ والالتزام في برنامج أسبوعي، لعملي في مشاريع فنية أخرى، منها الرسوم المتحركة والكتب الفنية و(الكوميكس)»، مشيراً إلى أن فن الكاريكاتير السياسي أصبح صعباً، «بسبب الوضع السياسي المتأزم حالياً».

وذكر الخرس مجموعة من المحاذير التي ينبغي اتباعها قبل الشروع في أي عمل فني ساخر، «إذ يجب على رسام الكاريكاتير أن يبدأ بالرقابة الذاتية أولاً، لا سيما في مواقع (السوشيال ميديا)».

وختم قائلاً: «مع الخبرة لسنين طويلة في هذا المجال، أستطيع أن أضع لنفسي خطوطاً حمراً لا أجتازها، وعدم الخوض في المواضيع الحسّاسة، مثل الدينية أو الأخلاقية أو التعرض للشخصيات العامة بشكل مباشر».

سارة النومس: مجتمعنا يحب المجاملات... ويعتبر النقد شتيمة

تحدثت الفنانة سارة النومس عن إمكانية التجربة في «الكاريكاتير التلفزيوني» بعد سنوات من العمل في الصحافة، كاشفة عن أنها لم تطوّر نفسها كثيراً في هذا المجال، على الرغم من عرضٍ تلقته من إحدى القنوات العربية، «ولكنني رفضته كوني سأترك مجال عملي في الكويت».

ولفتت إلى أنها لا تجد بداً من العمل في الخارج، خصوصاً إذا تم ذلك في مجال مضمون وليس في القطاع الخاص.

وعمّا إذا أصبح فنان الكاريكاتير مقيداً في طروحاته الساخرة تجاه بعض القضايا السياسية، علّقت بالقول: «نعم للأسف.

نحن مجتمع يحب المجاملات كثيراً ويعتبر النقد مثل السب أو الشتم، فالغالبية ترفض أن ينتقدها رسام الكاريكاتير، خصوصاً إذا كان الشخص متنفذاً في الدولة، وبالتالي يصبح الرد سلباً على الفنان بمحاربته أو منعه من الظهور. لذا، غالبية الفنانين اليوم تعتمد على المجاملات والمدح لاتقاء شر المتنفذ».

كما قلّلت النومس من موضوع سرقة الأفكار، وقالت: «لا أسميه سرقة، وإنما يمكننا تسميته (توارد خواطر) وحدث ذلك كثيراً ومازال يحدث أيضاً مع كثير من الفنانين داخل الكويت وخارجها».

طالب العطار: لا توجد برامج تلفزيونية تهتم بـ «الكاريكاتير»

أكد الفنان طالب العطار أن «قلة المنصات الإعلامية التي تهتم بنشر الكاريكاتير، تعدّ إحدى الصعوبات والتحديات بالنسبة إلينا كفنانين»، مشيراً إلى أن «غياب الكاريكاتير التلفزيوني يعود إلى عدم وجود برامج تلفزيونية مباشرة لمزاولة هذا النوع من الفنون». وشدّد على أنه يراعي القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية قبل الشروع في أي عمل كاريكاتيري.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي