تسليم أوكرانيا دبابات غربية ثقيلة... «علامات» الحرب العالمية تتشكّل!

تأثير دبابات «أبرامز» في حرب أوكرانيا يعتمد على العدد وسرعة التسليم
تأثير دبابات «أبرامز» في حرب أوكرانيا يعتمد على العدد وسرعة التسليم
تصغير
تكبير

في تحول عن موقفهم السابق، أعلن مسؤولون أميركيون عزم الولايات المتحدة على إرسال دبابات «أبرامز إم 1» إلى أوكرانيا، في حين وافقت ألمانيا على تزويد كييف بدبابات ثقيلة كانت كييف تطالب بها منذ أشهر.

وبحسب شبكة «سي إن إن»، فإن الدبابات تمثل «أقوى سلاح هجومي مباشر تم توفيره لأوكرانيا حتى الآن»، وهو نظام مدجج بالذخائر مصمم لمواجهة العدو وجهاً لوجه بدلاً من إطلاق النار من مسافة بعيدة.

وفي حال استخدامها بشكل صحيح مع التدريب اللازم، فقد تسمح الدبابات الثقيلة لأوكرانيا باستعادة الأراضي من القوات الروسية التي كان لديها الوقت لحفر خطوط دفاعية، بحسب الشبكة الأميركية.

وربط خبراء ومحللون تأثير هذا النوع من الأسلحة في ساحة المعركة بالنسبة لأوكرانيا، بعوامل عدة، أبرزها عدد الدبابات التي ستحصل عليها كييف، بالإضافة إلى الوقت الذي تستغرقه عملية تسليمها.

ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمد الثلجي، أن هناك عوامل عدة من شأنها أن تجعل هذه الدبابات ذات تأثير كبير في الخطوط الأمامية.

وقال لموقع «الحرة» إن إحداث الفارق بالنسبة لأوكرانيا في المعارك مرتبط بأعداد هذه الدبابات الثقيلة ووقت تسليمها وتدريب الأطقم التي تستخدمها، بالإضافة إلى كيفية توظيفها في ساحة المعركة والمسائل المتعلقة بإدامتها من قطع الغيار والصيانة والتزود بالوقود.

ويلفت مدير مركز «أوراس» للدراسات الاستراتيجية، ومقره كييف، رمضان أوراغ، في حديثه لـ «الحرة» إلى عامل آخر مهم «الأرض الخصبة في أوكرانيا التي قد تساهم في انغماس الدبابات بالوحل».

بالإضافة إلى ذلك، قال أوراغ إن من الضرورة أن يكون هناك غطاء جوي من مقاتلات «إف - 15» أو «إف - 16» لعمليات هذه الدبابات على الخطوط الأمامية.

التركيز على الجنوب

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إرسال دبابات «أبرامز» إلى أوكرانيا سيكون «جزءاً من تفاهم ديبلوماسي أوسع مع ألمانيا حيث توافق برلين على إرسال دبابات ليوبارد 2 الخاصة بها وتوافق على تسليم المزيد من الدبابات الألمانية الصنع من قبل بولندا ودول أخرى».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن من المتوقع أن ترسل واشنطن 30 دبابة من طراز «أبرامز إم 1» من دون أن تحدد موعد التسليم.

وقال الجنرال الأميركي المتقاعد روبرت أبرامز، إن الأمر «شاق»، لكنه ليس مستحيلاً.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن ضابط المدرعات المتقاعد الخبير في استخدام «أبرامز» التي سميت على اسم والده الضابط، الجنرال كريتون أبرامز، ان «بناء مخزونات الإمدادات وتسليم المركبات وتدريب الأطقم والميكانيكيين يستغرق وقتاً».

وفي الإطار، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لقناة «الحرة» إن «عملية التدريب على أبرامز تستغرق شهوراً، وأوكرانيا لن تتسلم تلك الدبابات على الأرجح قبل عام».

وأوضح مسؤول في البنتاغون، الثلاثاء، ان «ابرامز لن تسحب من مخزون وزارة الدفاع وانما سيتم تأمينها عبر عقود خارجية».

ونوه مسؤول دفاعي سابق مطلع، رفض الكشف عن هويته لشبكة «سي إن إن»، إلى أن هذه الدبابات لن تتواجد على أرض القتال في المدى القريب، ولن تشارك في العمليات العسكرية «خلال الأسبوع أو الشهر المقبل».

وذكر مسؤولون أميركيون في وقت سابق أن صيانة «أبرامز» أمر صعب، كما أن من الصعب تدريب الأوكرانيين عليها، وأوضحوا أنها تعمل بوقود الطائرات، مما يجعلها خياراً سيئا لهذه المرحلة من الحرب، بحسب«رويترز».

وقال الثلجي إن الدبابات يمكن أن تشكل قوة مجتمعة لإحداث تأثير كبير في منطقة معينة، ولا سيما إذا كان هناك عدد كبير منها، مشيراً إلى أن الدبابات الثقيلة لديها قابلية عالية في التحرك من منطقة لأخرى، خصوصاً في الأماكن المفتوحة.

ويرجح أن تستخدم هذه الدبابات في المناطق الجنوبية مثل خيرسون وزابوريجيا، على اعتبار أن الغرب يسعى لوضع ضغوطات على الجانب الروسي قرب شبه جزيرة القرم، وهي هدف حيوي بالنسبة للدول الغربية، بحسب قوله.

ومع ذلك، يرى أن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدبابات الثقيلة التي قد يصل عددها إلى 600، بما يعادل ثلاث فرق مدرعة، خصوصاً أن طول الجبهة يتجاوز ألف كلم.

كذلك، يتوقع الثلجي أن تستغرق عملية تدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام «أبرامز» وقتاً طويلاً قد يصل إلى ثلاثة أشهر.

لكن أوراغ يضع فرضية استخدام «أبرامز» لأطقم تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حال وصولها إلى أرض المعركة خلال أسابيع أو أشهر على اعتبار عدم جهوزية القوات الأوكرانية، مما قد يستفز روسيا.

وأضاف «أتوقع أن تستخدم من قبل طاقم أجنبي مما قد يعطي روسيا ذريعة لاستخدام السلاح النووي التكتيكي بحجة أن الأجانب دخلوا طرفاً في المعركة».

«علامات الحرب العالمية»

ونما الدعم ببطء ليشمل مدافع «هاوتزر» وأنظمة المدفعية الصاروخية «هيمارس» والدفاعات الجوية «باتريوت»، وأخيراً، المركبات القتالية المدرعة، بما في ذلك «سترايكر» المستخدمة من قبل الجيش الأميركي قبل الإعلان عن الدبابات الثقيلة أولاً من جانب بريطانيا.

والثلاثاء، حذر الكرملين من أن تسليم كييف «ليوبارد»، «سيترك أثراً لا يمحى»على العلاقات مع برلين.

ويعتبر النموذج الألماني من الدبابات الهجومية، الذي يُعد من الأفضل أداء في العالم، رائجاً في أوروبا مما يضمن تأمين قطع الغيار والذخيرة.

وقال مسؤول أميركي لصحيفة «بوليتيكو»، رفض الكشف عن هويته، إن صفقة «أبرامز» يتم إجراؤها من أجل الحفاظ على «وحدة التحالف وتمهيد الطريق لدبابات ليوبارد وزيادة القدرة على تحقيق نتائج جيدة لأوكرانيا».

وحذر أوراغ، من إمكانية لجوء روسيا لاستخدام السلاح النووي التكتيكي بعد الدعم الغربي الأخير، خصوصاً وأن المسؤولين الروس سبق وأن لمحوا مراراً وتكراراً باللجوء للخيار غير التقليدي.

وأكد أن «الإعلان عن الدبابات الثقيلة يعني أن هناك تحالفاً معادياً لروسيا قد تشكل، وهذه علامات الحرب العالمية... أوكرانيا أصبحت مسرحاً للقتال إذ إن الذخيرة غربية فعلياً والمعدات أطلسية والمعلومات الاستخباراتية مرتبطة بالأقمار الاصطناعية التابعة للناتو في حين أن روسيا أيضاً تتسلم أسلحة من دول أخرى».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي