No Script

الناظم الرقابي أكد أن فحص المحفظة منذ 1992 حتى الآن يمس سمعة النظام المصرفي

«البنك المركزي»: شراء القروض أو إسقاط الفوائد يؤثّر على تصنيف الكويت

تصغير
تكبير

- مراجعة دفاتر القروض 30 سنة تُربك المصارف بآمال الحصول على الأموال حتى من الورثة
- اعتبار القروض محل المطالبات مُثقلة لكاهل المقترضين... فرضيات نيابية
- حماية «المركزي» للعملاء والتزام البنوك يبدّدان حجة مقترحات القروض
- لا حاجة تبرّر التدخل تشريعياً لاسترداد الفوائد المتحصّلة بشكل غير قانوني
- القروض الشخصية فُحصت ودُقّقت من مكاتب مستقلة بجانب رقابة «المركزي»
- البنوك غير مُلزمة قانوناً بتقديم مستندات القروض لأي جهة بعد مرور 5 سنوات
- انتظام القروض الاستهلاكية والإسكانية يؤكد عدم وجود أي مشاكل في محفظتها

أكد بنك الكويت المركزي أن تطبيق مقترحي شراء القروض أو إسقاط الفوائد يؤثر على تقييم الكويت من مؤسسات التصنيف الدولية، مشيراً إلى أن إعادة فحص جميع ملفات القروض الممنوحة للمواطنين منذ 1992 حتى الآن تمس سمعة النظام المصرفي المحلي.

وأفاد «المركزي» ضمن رؤيته التي رفعها إلى وزير المالية عبدالوهاب الرشيد حول الاقتراح بقانون الذي يهدف إلى تشكيل لجنة لبحث والتحقيق بملفات القروض الممنوحة للمواطنين منذ 1992 كافة، بعدم وجود تجاوزات قانونية في استيفاء فوائد القروض التي تشملها الفترة المستهدفة نيابياً للفحص، موضحاً أن ذلك الإجراء يمس مراكز قانونية استقرت بموجب تشريعات سابقة.

وبيّن الناظم الرقابي أن الفترة المستهدفة تخللتها إجراءات تم اتخاذها بالفعل، سواء بناءً على تعليمات رقابية أو بناءً على أحكام التشريعات القانونية ذات العلاقة، مشدداً على عدم وجود حاجة فعلية تبرر التدخل التشريعي بإصدار قانون في شأن استرداد الفوائد المتحصلة بشكل غير قانوني من البنوك.

مكاتب تدقيق

ولفت «المركزي» إلى أن الإجراءات التي اتخذها في شأن تنظيم وضوابط منح القروض الشخصية كانت شمولية، كما أن فحصها وتدقيقها جاء من قبل مكاتب تدقيق مستقلة، بما يوضح فاعلية ما تم من إجراءات تتعلق بالفترة التي حددها الاقتراح بقانون للتحقق من التزام البنوك بتنفيذ التعليمات الرقابية في شأن سعر الفائدة على القروض الشخصية (الاستهلاكية والمقسطة «الإسكانية») الممنوحة للعملاء.

ونوه «المركزي» إلى انقضاء فترات طويلة على منح جانب كبير من القروض المطلوب فحصها والتي تمتد لما قد يصل لنحو 30 عاماً، مرجحاً عدم توافر المستندات والسجلات المتعلقة بجميع هذه القروض لدى البنوك حالياً.

وأوضح أنه وفقاً لنص المادة (32) من قانون التجارة، يجب أن يُحتفظ بدفاتر القروض لمدة 10 سنوات، كما يُحتفظ بالمراسلات والمستندات والصور الخاصة بالمعاملات لمدة 5 سنوات، ولا يوجد إلزام قانوني على البنوك بتقديم هذه المستندات لأي جهة طالما انقضت المدة المذكورة للاحتفاظ بتلك المستندات بالنسبة للقروض القديمة.

طلب العميل

ولفت إلى أن رأي لجنة الشؤون المالية والاقتصادية البرلمانية تضمّن أنه رغم تأكيد «المركزي» أن التنظيم القانوني الحالي والإجراءات المتخذة يُغنيان عن الاقتراح المقدم، إلا أن اللجنة ترى أن ذلك غير كافٍ ولابد من إيجاد نظام قانوني خاص يتيح مراجعة واستعادة الفوائد غير القانونية، ولضمان التطبيق السليم للقانون أدخلت اللجنة تعديلاً على الاقتراح بقانون يتضمن اشتراط طلب العميل فحص اللجنة لقرضه، وذلك حفاظاً على السرية المصرفية لمن لا يرغب بفحص قرضه.

وعليه، وفي ضوء إفادة «المركزي» حول عدم وجود تجاوزات قانونية في استيفاء فوائد تلك القروض، ونظراً لامتداد الفترة التي يشملها الفحص من 1992 حتى الوقت الحالي، شدد الناظم الرقابي على أن هذا الإجراء يمس سمعة النظام المصرفي الكويتي، فضلاً عن أنه لن يترتب على عمل اللجنة سوى إرباك القطاع المصرفي في تلبية طلباتها والرد على أسئلتها، والتي من المتوقع أن يستمر عملها لفترات طويلة بسبب احتمال تقدم أعداد كبيرة من المواطنين أو ورثتهم بطلبات لفحص ملفات القروض ولديهم آمال عريضة باحتمال الحصول على أموال. وبناءً على ذلك، لا يرى «المركزي» أي مبرر لإصدار هذا الاقتراح بقانون.

وحول الاقتراح بقانون الأول في شأن شراء القروض المستحقة على المواطنين، أكد «المركزي» عدم صحة أي فرضيات بوجود أي مشاكل في محفظة القروض الاستهلاكية والإسكانية تُرهق كاهل المواطنين في ضوء انتظام هذه المحفظة وضوابط منح القروض، إضافة إلى مجموعة المآخذ والمحاذير التي تترتب على قيام الدولة بشراء قروض المواطنين أو الالتزام بتسديدها، أو تحمل أعباء هذه القروض.

زيادة أعباء

وخلص «المركزي» إلى أن الاقتراحين النيابيين بقانوني شراء الدولة لقروض المواطنين أو إسقاط فوائد القروض، جاءا بناءً على اعتبارات لدى اللجنة تنطلق في معظمها من فرضيات بأن هذه القروض مُثقلة لكاهل المقترضين إضافة لزيادة الأعباء المالية على المواطن، لافتاً إلى أنه ستكون هناك كلفة مباشرة تتحملها الدولة في إطار شراء القروض أو تحمل أعبائها، تعتمد على حجم المديونيات المقترح شراؤها وحجم الفوائد المطلوب إسقاطها، وتكاليف الحصول على التمويل اللازم لسداد المديونية، وما يترتب عليها من أعباء مالية وطول الفترة الزمنية لهذا التمويل بما يترتب عليها من ارتفاع في التكلفة.

وأضاف «قد تكون هذه التكلفة أيضاً في صورة فرصة العائد على استثمارات الدولة الذي ستفقده عن المبلغ المستخدم في شراء تلك المديونيات، إضافة إلى أي مخاطر أخرى يترتب عليها من ارتفاع في التكلفة، وقد تكون هذه التكلفة أيضاً في صورة تكلفة الفرصة البديلة الناتجة عن العائد على استثمارات الدولة التي ستفقده عن المبلغ المستخدم في شراء تلك المديونيات، إضافة إلى مخاطر أخرى يترتب عليها تكاليف إضافية في إطار ما هو مطبق من مقترحات».

وأشار إلى أنه مع انتظام القروض الاستهلاكية والإسكانية، وتدني نسبة عدم الانتظام بها، فضلاً عن التنظيم الكامل لها من خلال تعليمات «المركزي»، سواء في شأن أسلوب منح هذه القروض أو ترتيب الحماية الكافية لحقوق العملاء ومتابعة التزام البنوك بها، يكون من غير المستحق قبول مقترحات النواب للقروض.

«المتعثرين» و«دعم الأسرة» يُبطلان مبرر «شراء القروض»

لفت الناظم الرقابي إلى أن كلفة تطبيق الاقتراح بشراء القروض يضيف بلا شك عبئاً جديداً على المال العام، دون مبرر، في الوقت الذي تعاني فيه الموازنة العامة من عجز مالي تسعى إلى تقليصه.

ونوه إلى أنه وسط جهود الحكومة ومجلس الأمة في إصدار قوانين صندوقي المتعثرين ودعم الأسرة لا يرى «المركزي» مبرراً لإصدار هذا القانون ما يعني إبطال مبرّره.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي