برلين تواجه انتقادات لترددها في إرسال دبابات ثقيلة لأوكرانيا

واشنطن تدعو كييف إلى التركيز على «هجوم ربيعي» بدل التمسك بباخموت

تصغير
تكبير

- القوات الروسية تخترق خط الدفاع الأول في منطقة زابوريجيا
- موسكو تتهم واشنطن ولندن بنشر قناصة في خيرسون

حضت الولايات المتحدة، أوكرانيا، على التركيز على شن هجوم مضاد كبير في الربيع، بدلاً من الدفاع عن مدينة باخموت المُدمرة، في وقت فشل حلفاء كييف في الاتفاق على تسليمها دبابات ثقيلة.

في المقابل، تعزز القوات الروسية هجومها في باخموت وجنوب أوكرانيا، حيث تمكنت من اختراق خط الدفاع الأول للقوات الأوكرانية في منطقة زابوريجيا.

وفي انتقاد علني نادر، حضّ وزراء خارجية دول البلطيق برلين صباح أمس، على «تزويد أوكرانيا دبابات ليوبارد فوراً»، معتبرين أن ألمانيا «كونها القوة الكبرى في أوروبا تتحمّل مسؤولية خاصة».

من جهتها، أعربت أوكرانيا أمس، عن أسفها «للتردد العام» من جانب حلفائها الغربيين الذين رفضوا في اليوم السابق تزويدها دبابات ثقيلة، وهو قرار «يؤدي إلى قتل المزيد من مواطنينا» وفقاً لمستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك، داعياً الحلفاء إلى «التفكير بشكل أسرع».

ومساء الجمعة، اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أن «لا خيار آخر» سوى أن ترسل الدول الغربية دبابات ثقيلة، معرباً عن أسفه لموقف ألمانيا الحذر.

كذلك، وجّه السناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام انتقادات مباشرة إلى برلين عقب زيارة لكييف، الجمعة.

وكتب على «تويتر»، «لقد سئمت من مهزلة من سيرسل دبابات ومتى. أقول للألمان: أرسلوا دبابات لأوكرانيا لأنها في حاجة إليها (...) وإلى إدارة (الرئيس جو) بايدن: أرسلوا دبابات أميركية حتى يحذو الآخرون حذونا».

في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا، لم تتوافق الدول الـ 50 الممثلة الجمعة على إرسال دبابات ثقيلة إلى كييف رغم مطالباتها المتكررة.

ونقلت إذاعة «ذي فويس أوف أميريكا» عن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن جنودا أوكرانيين سيتدربون قريباً على «ليوبارد» في بولندا، مضيفاً «سنبدأ بذلك، وسنرى ما سيحدث لاحقاً».

من جهته، بدا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن كأنه يرجئ الأمر بقوله إنه لا تزال هناك «فرصة سانحة بين الآن والربيع» لتسليم دبابات غربية.

وبحسب روسيا، فإن إرسال هذه الدبابات لن يغيّر شيئاً في الوضع على الأرض، فيما اتهم الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الدول الغربية «بالتشبث بوهم مأسوي حول قدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة».

لكن بالنسبة إلى العديد من الخبراء، فإن دبابات ثقيلة حديثة ستحدث فارقاً حقيقياً لكييف في المعارك في شرق أوكرانيا حيث استأنفت روسيا الهجوم بعد تعرضها لانتكاسات كبرى في الخريف.

ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن قواتها تمكنت من اختراق خط الدفاع الأول للجيش الأوكراني في زابوريجيا.

وتابعت في بيان، «نتيجة لأعمال هجومية، تم تحرير خطوط ومواقع مهمة على محور زابوريجيا، وتم القضاء على أكثر من 30 مسلحاً في يوم واحد».

وأضافت: «في اتجاه زابوريجيا، ونتيجة لعمليات هجومية، سيطرت وحدات المنطقة العسكرية الشرقية على خطوط ومواقع تشكل مكاسب ذات قيمة».

وأفاد بحسب رئيس حركة «نحن مع روسيا» فلاديمير روغوف، بتقدم الجيش الروسي 7 كيلومترات خلال يوم واحد باتجاه مدينة زابوريجيا.

وفي محيط باخموت، تستمر الاشتباكات العنيفة بين القوات الأوكرانية والجيش الروسي المدعوم من مجموعة «فاغنر» التي صنفتها الولايات المتحدة، الجمعة، «منظمة إجرامية دولية».

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن أوكرانيا يجب أن تركز على هجوم مضاد كبير في الربيع، وليس على الدفاع عن هذه المدينة التي دمّرت بشكل شبه كامل وأصبحت خالية من سكانها تقريباً.

لكن باخموت أصبحت قضية سياسية ذات رمزية كبيرة. وتفقد زيلينسكي خط المواجهة في ديسمبر لدعم قواته، في حين تسعى روسيا لتحقيق انتصار بعد سلسلة من النكسات في الخريف.

وتابع المسؤول ان الاعتقاد السائد في واشنطن هو أن أوكرانيا استهلكت موارد كبيرة للدفاع عن مدينة باخموت، لكن هناك احتمالاً كبيراً بأن الروس سيخرجون الأوكرانيين في النهاية من المدينة.

وأعلن ان الأميركيين ينصحون كييف بتعديل طريقة إدارتها للحرب بعيداً عن محاولة الرد على كل هجوم روسي بهجوم بالمدفعية، لأن موسكو في النهاية ستكسب الأفضلية من خلال الاستنزاف.

ورأى أن الأولوية المعطاة للقتال في باخموت تعرقل كييف في مهمتها الأساسية المتمثلة في التحضير لهجوم استراتيجي ضد الروس في الجنوب خلال الربيع.

من جانبه، أعرب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي عن شكوكه الشديدة في تمكن أوكرانيا من دحر القوات الروسية من أراضيها هذا العام.

وقال إثر اجتماع رامشتاين، الجمعة، إن «الحرب يجب أن تنتهي على طاولة المفاوضات مثل العديد من الحروب في العالم»، مؤكداً أن الدعم لكييف سيستمر ما استمرت الحرب.

وقدر ميلي الخسائر البشرية الروسية في أوكرانيا بأكثر من 100 ألف قتيل.

من جانبها، نقلت «وكالة سبوتنيك للأنباء» عن مصدر روسي في وكالة إنفاذ القانون، أن قوات الأمن علمت من جنود أوكرانيين، أنه تم إرسال قناصين من الولايات المتحدة وبريطانيا إلى جزيرة بوتيمكين بالقرب من خيرسون.وتهدف هذه العملية - حسب المصدر - إلى قتل مدنيين وإلصاق التهمة بروسيا، بالتزامن مع اشتداد حدة المواجهات والقصف في مقاطعة خيرسون.

تدريبات دفاعية جوية في منطقة موسكو

موسكو - أ ف ب -أعلنت روسيا أمس، أنها أجرت تدريبات دفاعية جوية في منطقة موسكو، لحماية بنيتها التحتية الحيوية في حال وقوع «هجمات جوية»، على خلفية الصراع مع أوكرانيا.

وذكرت وزارة الدفاع في بيان «نُظّمت تدريبات في منطقة موسكو، مع أفراد لواء الدفاع الجوي التابع للمنطقة العسكرية الغربية، بهدف صد الهجمات الجوية ضد البنية التحتية العسكرية والصناعية والإدارية المهمة».

وأكدت أنه تم تدريب الجنود الروس المشاركين في المناورات على استخدام «صواريخ اس - 300 المضادة للطائرات».

وأشارت الى أنّ «أكثر من 150 جندياً وأكثر من 30 قطعة أسلحة، ومعدات عسكرية وخاصة شاركوا» في التدريبات.

ولم تحدد وزارة الدفاع موعد إجراء التدريبات.

ورفض الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الإجابة الجمعة على سؤال في شأن ما إذا كانت روسيا تخشى أن تكون موسكو مستهدفة، وأحال السؤال على وزارة الدفاع.

شهدت روسيا في الأشهر الأخيرة هجمات عدة نُسبت إلى أوكرانيا، سواء كانت أعمال تخريبية أو ضربات بمسيّرات ونيران مدفعية على مناطق حدودية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي