«برج الشَعَر» الذي عُرض في «بيت السدو» تأهل للتصفيات النهائية من بين 10 آلاف عمل فني
سليمان العمر مرشّح لجائزة عالمية في إيطاليا
- العمر لـ «الراي»: ولادة الفكرة بدأت عندما تساءلت حول تأثير الحداثة على هويتنا وعاداتنا وتقاليدنا
- البرج دخل المنافسة في بطولة «Arte Laguna Prize»... واختير ضمن قائمة أفضل 24 عملاً
إذا كان «بيت الشَعَر» مشهوراً عند أهل البادية، فإن «برج الشَعَر» الكويتي سيكون ناطحة سحاب في «فينيسيا»...
فالفكرة التي ابتكرها الفنان الكويتي سليمان العمر، ضمن مشاركته في برنامج الإقامة «سدي 2022» الذي يقيمه «بيت السدو» باتت مرشحة لجائزة «Arte Laguna Prize» العالمية وهي المسابقة الدولية التي تعنى بالفنون البصرية وتنظمها الجمعية الثقافية الإيطالية.
وتمت ترجمة فكرة العمر بطريقة مُعاصرة مذهلة، لإظهار الموروثات الشعبية والعادات الخليجية بأسلوب فني - إبداعي، يعكس الهوية الكويتية بصورتها المعاصرة، والتغيرات التي طرأت على الصحراء وساكنيها في الزمن الحاضر، بعد أن تبدلت الخيمة لتصبح برجاً.
ولادة الفكرة
وقال العمر لـ «الراي»: «إن ولادة الفكرة بدأت عندما صرتُ أتساءل حول تأثير الحداثة على هويتنا وعاداتنا وتقاليدنا، فخرجت بفكرة (برج الشعر) والقماش الذي يستخدمه في بنائه، فاخترت هذه النوعية من القماش لأنه يعبّر عمّا هو أكبر من كونه قماشاً، خصوصاً أنه يتكيّف مع حالة الطقس في الصيف والشتاء، فتراه في البرد (يشدّ) ليمنع دخول الهواء، وفي الحر يتمدّد ليسمح بدخول الهواء، ولذلك شعرت أن هذا القماش يُمثل أي شخص يعيش في الجزيرة العربية، لأنه يصعب العيش في هذه الأجواء».
وزاد: «أما بالنسبة لتصميم بيت الشعر على طريقة البرج، فهذا يمثل الحداثة، حيث إنني جعلت مواد البناء في البرج مثل (السقالة) لتعبر عن العادات والتقاليد التي تتغير دوماً مثل البناء».
وبسؤاله عن كيفية مشاركة «برج الشعر» للمنافسة في بطولة «Arte Laguna Prize»، المزمع إقامتها في شهر مارس المقبل في مدينة فينيسيا، ردّ قائلاً: «تقدمت لدخول البطولة من ضمن 10 آلاف شخص، وبعد التصفيات، تم اختيار 240 عملاً بينها برج الشعر، الذي دخل أيضاً في قائمة أفضل 24 عمل نحت ونص مرشح للبطولة (Sculpture & Installation)».
وتقدم العمر في ختام تصريحه، بالشكر إلى القائمين على «بيت السدو» كما وجه الشكر لكل من دعمه وشجعه على تنفيذ هذه الفكرة، التي أبصرت النور، وحلّقت إلى العالمية على الفور.
«بيت البدر»
أوضح العمر أنه اشتغل على تنفيذ البرج في ساحة «بيت البدر» وهو آخر البيوت العربية المعروفة، والذي يعتبر حالياً من المواقع التراثية المهمة في الكويت، حيث تم بناؤه في العام 1837، مبيناً أن اختياره لتنفيذ البرج في ذلك الموقع، كونه يحتاج إلى مكان رحب ليتمكن من العمل بقدر عالٍ من الهدوء والتركيز.
أهم المحافل
أكد العمر أنه ليس أول فنان أو مبدع كويتي يدخل المنافسة في بطولة «Arte Laguna Prize»، بل سبقه إليها أحد الزملاء، متمنياً تحقيق النجاح في تلك البطولة لرفع اسم الكويت عالياً في أحد أهم المحافل الدولية.