روسيا وبيلاروسيا تبدآن تمارين عسكرية جوية مشتركة

الكرملين يهدد بـ «إحراق» الدبابات الغربية في أوكرانيا وينفي وجود توتر بين الجيش ومرتزقة «فاغنر»

شموع وزهور وألعاب أطفال أمام المبنى السكني المدمر في دنيبرو (أ ف ب)
شموع وزهور وألعاب أطفال أمام المبنى السكني المدمر في دنيبرو (أ ف ب)
تصغير
تكبير

- موسكو تنفي قصف مبنى سكني في دنيبرو... وحصيلة القتلى ترتفع إلى 40

توعد الكرملين أمس، بـ «إحراق» الدبابات التي ينوي الغربيون خصوصاً لندن ووارسو تسليمها لأوكرانيا، ونفى من ناحية ثانية، مسؤوليته عن مذبحة دنيبرو، مؤكداً أن القوات الروسة تقصف فقط أهدافاً عسكرية.

وقال الناطق ديمتري بيسكوف في مؤتمره اليومي مع الصحافة عبر الهاتف إن «العملية العسكرية الخاصة ستستمر. هذه الدبابات تحترق وستحترق».

وأضاف أن خطط بعض الدول الغربية، مثل بريطانيا وبولندا، المتعلقة بإرسال دبابات إلى أوكرانيا «لن تغير الوضع على الارض. بل ستطيل أمد هذه القصة فحسب».

وأعلنت لندن السبت أنها سترسل إلى كييف 14 من دباباتها القتالية من طراز«تشالينجر 2»، بالإضافة إلى دعم مدفعي متقدم آخر في الأسابيع المقبلة.

وتعهدت فرنسا وبولندا أو أبدت استعدادها لإرسال دبابات إلى أوكرانيا.

ومن المقرر أن يجتمع حلفاء أوكرانيا في رامشتاين (ألمانيا) يوم الجمعة لمناقشة إمدادها بمزيد من الأسلحة.

ويتعرض المستشار أولاف شولتس لضغوط للسماح بتصدير دبابات «ليوبارد 2» القتالية إلى كييف من ألمانيا، التي تنتجها، ودول أخرى تملكها.

«فاغنر»

من ناحية ثانية، نفى الكرملين وجود أي توتر بين الجيش الروسي ومجموعة «فاغنر» في أوكرانيا بعد مؤشرات على وجود نوع من التنافس على الأرض.

وقال بيسكوف «هذا الصراع موجود فقط في الإعلام».

وأضاف أن على روسيا «أن تعترف وهي تعترف بأبطالها. تعترف بالأبطال الذين يخدمون في صفوف القوات المسلحة (...) وأولئك الذين ينتمون إلى مجموعة فاغنر العسكرية». وأوضح «يقاتل الجميع في سبيل وطنهم».

والانقسامات التي كشفها العديد من المراقبين، ظهرت الى العلن الأسبوع الماضي خلال المعركة للسيطرة على مدينة سوليدار شرق أوكرانيا.

وأكد المسؤول عن «فاغنر»، رجل الأعمال يفغيني بريغوجين، مراراً أن فقط رجاله يقاتلون القوات الأوكرانية في هذه المدينة.

وعندما أعلن بريغوجين الأربعاء الاستيلاء على سوليدار، سارعت وزارة الدفاع الروسية الى اعلان سيطرة قواتها على المدينة بعد يومين، وهو ما نفته كييف.

في الأثناء، نشر بريغوجين رسالة هاجم فيها «أولئك الذين يسعون باستمرار لسرقة انتصاراتنا»، من دون أن يسميهم.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية لاحقاً في خطوة نادرة، بياناً أشادت فيه بـ «شجاعة» رجال فاغنر في سوليدار.

ميدانياً، اتهم بيسكوف، الجانب الأوكراني بمذبحة دنيبرو، مشيراً إلى «مأساة» قد تكون نجمت عن نيران المضادات الجوية الأوكرانية.

من جانبه، أعلن قائد الشرطة الوطنية الأوكرانية إيغور كليمنكو أنه بعد ليلة ثانية من عمليات البحث، عثر على 40 قتيلاً بينهم طفلان وأن 75 شخصاً بينهم 15 طفلاً اصيبوا بجروح.

وأفاد حاكم المنطقة الأوكراني فالنتين ريزنيشنكو أن «مصير 35 من سكان المبنى لا يزال مجهولاً» ما يثير مخاوف من تضاعف حصيلة القتلى.

مناورات

عسكرياً، بدأت روسيا وبيلاروسيا، تدريبات عسكرية مشتركة، أمس، ما أثار مخاوف في كييف والغرب من أن تستخدم موسكو حليفتها لشن هجوم بري جديد في أوكرانيا، وذلك بعدما اتخذت موسكو من جارتها نقطة انطلاق لغزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وأعلنت وزارة الدفاع في مينسك، أن الحليفتين ستجريان مناورات جوية بين 16 يناير وأول فبراير المقبل، باستخدام كل المطارات العسكرية في بيلاروسيا، وأنهما بدأتا تدريبات عسكرية مشتركة تشمل «لواء فرعياً مميكناً» أمس.

وتؤكد مينسك ان المناورات الجوية دفاعية وأنها لن تدخل الحرب.

وجاء في بيان للوزارة «الهدف الرئيسي للتمارين تعزيز التناغم التشغيلي في الأداء المشترك لمهام التدريب القتالي».

وأضافت الوزارة أن المناورات ستشمل تدريبات على عمليات الاستطلاع الجوي وتسيير دوريات حدودية مشتركة والهبوط الجوي التكتيكي وتسليم مؤن وإجلاء جرحى.

وقال النائب الأول للأمين العام لمجلس الأمن البيلاروسي بافل موراييفكو إن «التدريبات محض دفاعية في طبيعتها»، حسب ما نقلت قناة وزارة الدفاع على «تلغرام» الأحد.

وأضاف أن الوضع عند الحدود مع أوكرانيا «ليس هادئاً جداً»، لكن مينسك على أهبة الاستعداد لـ «أي سلوك استفزازي» من كييف.

وسبق للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو أن شدد على أنه لن يرسل جنوداً إلى أوكرانيا.

وسمحت مينسك لموسكو، أكبر دائنيها وحلفائها السياسيين، باستخدام أراضيها منطلقاً لهجومها على أوكرانيا.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت مينسك انها بصدد إنشاء قوة إقليمية مشتركة مع موسكو مع وصول آلاف العسكريين الروس إلى أراضيها.

ألمانيا تدعم إنشاء محكمة خاصة للقادة الروس

لاهاي - أ ف ب - دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة القادة الروس على خلفية غزو أوكرانيا.

وفي خطاب ألقته في لاهاي، أمس، دعت بيربوك إلى إنشاء «شكل جديد» من المحكمة من أجل «تقديم القادة الروس إلى العدالة» قد تكون مستندة إلى القانون الأوكراني لكن مقرّها في الخارج وتضم قضاة دوليين.

وقالت «نحتاج إلى توصيل رسالة واضحة إلى القيادة الروسية هنا والآن مفادها أن الحرب العدوانية لن تمر دون عقاب».

وتزايدت الدعوات لإيجاد سبيل لمحاكمة كبار القادة الروس لارتكابهم جريمة «عدوان كبرى»، إذ إن المحكمة الجنائية الدولية التي تتّخذ في لاهاي مقرا ليست مخوّلة أن تقوم بذلك بموجب قواعدها.

وأوضحت بيربوك في خطاب أمام أكاديمية لاهاي للقانون الدولي «فكرتنا مع بعض الشركاء... أن تستند المحكمة إلى القانون الجنائي الأوكراني».

وأضافت «من المهم بالنسبة إلينا أن يكون هناك عنصر دولي، على سبيل المثال، موقع خارج أوكرانيا، بدعم مالي من شركاء وتضم مدعين عامين وقضاة دوليين (...) سيكون هذا شكل جديد» من المحكمة.

وفي وقت لاحق، غرّدت وزارة الخارجية الألمانية أن بيربوك تريد «دعم أوكرانيا دوليا من خلال إنشاء محكمة خاصة في لاهاي».

كذلك، دعت بيربوك إلى إدخال تعديلات على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية حتى تتمكن في نهاية المطاف من محاكمة القيادة الروسية لعدوانها.

وبما أنّ روسيا ليست من الدول الموقّعة على معاهدة روما التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية فإنّ هذه الهيئة القضائية لا يمكنها تاليا التحقيق في «جرائم العدوان» الروسية بل تنحصر صلاحيتها في التحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية المرتكبة في أوكرانيا.

وأتت الدعوة الألمانية بعدما نددت السويد التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، امس، بالقصف الروسي الذي استهدف نهاية الأسبوع مبنى سكنيا في دنيبرو قائلة إنه يشكل «جريمة حرب».

بدوره، ندد باسم منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأعمال موسكو قائلاً إنها «لن تمر من دون عقاب».

وأضاف بيتر ستانو خلال إحاطة صحافية يومية في بروكسيل «تواصل روسيا إظهار وجهها اللاإنساني وتطبق إرهابها بقصف صاروخي وحشي بشكل عشوائي. هذه الأعمال تشكل جرائم حرب ويجب أن تتوقف على الفور».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي