No Script

خواطر صعلوك

عن بعض خيبات الأمل...!

تصغير
تكبير

عزيزي القارئ، صباح الخير، نُصاب أحياناً بخيبات أمل في حياتنا، وخيبات الأمل ربما تتعلّق بأشخاص أو أفكار أو وظائف... ولكنها في النهاية تمر مثل السحاب، ونعود لنبدأ من جديد... أذكر لك بعض خيبات الأمل من باب المواساة لك خصوصاً وأنت تُشاهد وتُراقب ما يحدث بين الحكومة والمجلس من لعبة أنت الطرف الخاسر فيها، ومن باب المثل الذي يقول «اللي يشوف خيبات أمل الناس تهون عليه خيبة أمله».

ربما من أكبر خيبات الأمل، ما حدث مع الشاب الأميركي الذي أراد أن يلفت نظر الممثلة الناشئة وقتها جودي فوستر، والتي كان يُحبها من طرف واحد، فوصل لقناعة أنه لكي يلفت نظرها عليه أن يقوم بشيء كبير، فقرّر اغتيال الرئيس الأميركي رونالد ريغان... وفشل، وحُكم عليه بالسجن، وبعد أربعين عاماً قضاها في السجن، سمع أن جودي فوستر، شاذة جنسياً، وأنها كذلك منذ المراهقة ولا تنجذب للرجال أبداً... تخيل خيبة الأمل!

قبل 171عاماً وتحديداً في عام 1852م، كتب رجل في مذكراته شيئاً عن قراءة الجريدة الأسبوعية، يُعبّر فيه عن استيائه من فكرة أن يُدخل الأخبار إلى عالمه منذ بداية الأسبوع... قائلاً «إن تخصيص اليوم بكامله لا يكفي لاستغلال ثروة الوقت المتاح في ذلك اليوم، تدفعنا قراءة الجريدة الأسبوعية، عن الأشياء البعيدة والمؤثرة إلى ارتكاب خطأ فادح، فهي تجعلنا نهمل الأشياء القريبة والصغيرة». ثم توقف عن قراءة الجريدة الأسبوعية.

تخيل خيبة أمل هذا الرجل عندما يكتشف أن أكثر من 90 في المئة من مستخدمي الهواتف الذكية اليوم، أول شيء يفعلونه عند الاستيقاظ من النوم كل يوم هو أن يفتحوا الأبواب لمواقع التواصل الاجتماعي لكي تدخل غرف نومهم وأدمغتهم قبل حتى أن يغسلوا وجوههم... وبعضها أخبار ومقاطع فيديو لما يحدث في المجلس... يالها من خيبة أمل!

صديقي كان يُحب علم التسويق، فتخصص في التسويق، ثم اكتشف أن أسوأ ما في علم التسويق، أن حافلته ضمت «اللي يسوى واللي ما يسوى» مما حول حياتنا لزحمة، زحمة من الأفكار والعلامات والرموز، براندات وشعارات، حتى قوس قزح لم نعد قادرين على رسمه لأنه أصبح يُمثل الآن المثلية والشواذ... كم كان طيف الألوان بريئاً وجميلاً عندما كنا نرسمه ونحن صغار، وها هو قد خُطف منا ونحن كبار، فشعر بخيبة أمل!

تخيل خيبة الأمل عندما تكتشف أن الطفل المشهور في القصة العالمية والذي تجرأ على القول بصوت مرتفع إن «الإمبراطور عارياً» بينما كان الجميع صامتاً... ربما كان أيضاً هذا الطفل قد قبض من الإمبراطور نفسه!

الكاتب الشاب الذي اتخذ الكتابة مساراً مهنياً له، وجادل والديه في ذلك، والذي يُعلق صورة نجيب محفوظ، وتولستوي، وراءه على الحائط، بينما يُصوّر فيديو يتكلم فيه عن الأدب والكتابة، ويشتكي من أن السوق مليء بأنصاف الموهوبين... هذا الشاب يُصاب بخيبة أمل عندما يكتشف أن الإبداع في الوطن العربي يبدأ من فوق الركبة، والانتشار يبدأ من قائمة الهاتف والمعارف، يا لها من خيبة أمل!

تخيّل أن جيل الشباب الأميركي الذي عارض الحرب على «فيتنام» لدواعٍ أخلاقية، هو ذاته الجيل الذي كبر وتقدم في السن ووصل إلى الحكمة التي جعلته يُعطي صوته لجورج بوش لكي يغزو العراق!... يا لها من خيبة أمل.

تخيل خيبة أمل شخص، يُدخل جميع الناس إلى حياته، ويفتح قلبه للجميع، ويعطي الجميع، لا يعرف كيفية اختيار أصدقائه، ولا يعرف التمييز بين الخبيث والطيب... يالها من دائرة متكررة من خيبات الأمل. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي