أعلنت أنها قادرة على الانتصار خلال عام بصواريخ بعيدة المدى
كييف تصف معارك سوليدار وباخموت بـ «الأكثر دموية» منذ بداية الغزو الروسي
- موسكو وكييف تتفقان في أنقرة على مبادلة أسرى
- تعيين الجنرال فاليري غيراسيموف قائدا للقوات الروسية في أوكرانيا
- بولندا مستعدة لإرسال دبابات «ليوبارد» إلى أوكرانيا
تتواصل «المعارك الدموية» التي يخوضها الجيشان الروسي والأوكراني للسيطرة على سوليدار، وفقاً لكييف وموسكو، فيما أعلنت مجموعة «فاغنر» الروسية في وقت سابق الاستيلاء على هذه المدينة الصغيرة الواقعة في شرق أوكرانيا.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئاسة الأوكرانية في مقابلة مع «وكالة فرانس برس»، «كل ما يحدث اليوم في باخموت وسوليدار هو السيناريو الأكثر حصداً للأرواح لهذه الحرب» التي بدأت في 24 فبراير الماضي.
وتقع سوليدار المعروفة سابقاً بمناجم الملح على بُعد نحو عشرة كيلومترات شمال شرقي باخموت التي يدافع الأوكرانيون عنها بضراوة منذ أشهر في مواجهة سلسلة هجمات تشنها القوات الروسية.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار على «تلغرام» إن هناك «معارك عنيفة مستمرة في سوليدار»، مضيفة أن الروس «حاولوا اختراق الدفاع الأوكراني» و«السيطرة على المدينة تماما، لكن لم ينجحوا» في ذلك.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، من جانبها، في بيان أن «وحدات هجومية تقاتل في المدينة» مشيرة إلى أن «وحدات مجوقلة عطلت الوصول إلى الأجزاء الشمالية والجنوبية» من سوليدار. وأضافت أن «القوات الجوية الروسية تضرب معاقل العدو».
خسائر «هائلة»
وفي وقت سابق، بدا الكرملين حذراً في شأن الوضع على الأرض.
وقال الناطق ديمتري بيسكوف «دعونا لا نتسرع. لننتظر الإعلانات الرسمية»، مضيفاً أن هناك «ديناميكية إيجابية في تقدم» القوات الروسية.
ويتعارض بيان الجيش الروسي مع تصريحات قائد «فاغنر» الذي أكد في وقت سابق أن وحداته «حصراً» شنت الهجوم على سوليدار وسيطرت عليها «بالكامل».
وأشار يفغيني بريغوجين عن طريق جهازه الإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن قتالا يدور في وسط المدينة، ما يلقي بظلال الشك على مدى سيطرة المجموعة الروسية على المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ قبل الحرب أكثر من 10 آلاف نسمة.
وكانت «وكالة ريا نوفوستي للأنباء» نشرت صورة له برفقة مقاتلين مسلحين مشيرة إلى أنها التقطت في مناجم الملح في سوليدار.
ونفى الجيش الأوكراني على الفور هذه الأنباء، مؤكداً أن سوليدار «أوكرانية وستبقى كذلك» مشيراً إلى أنه «غير صحيح» أن بريغوجين متواجد في المدينة.
وأكد «بوبر»، وهو جندي جريح قابلته «فرانس برس»، أمس، بينما كان ينتظر إجلاءه على الطريق الذي يربط باخموت بسلوفيانسك «لم ينو أحد التخلي عن المدينة»، مؤكداً أن الروس «لم يسيطروا بالكامل» على سوليدار.
وأشار بودولياك إلى أن الخسائر العسكرية الروسية «هائلة» و«الجيش الأوكراني يخسر رجالا أيضا».
وقال «إنها بالتأكيد أكثر من تلك (المسجلة) في مكان آخر من قبل».
«المزيد» من الأسلحة
وكرر مستشار الرئاسة الأوكرانية دعوات كييف لتلقي «المزيد» من الأسلحة والمعدات العسكرية الغربية، من أجل إنهاء الحرب في الأشهر المقبلة.
وأوضح «فقط الصواريخ التي يزيد مداها عن 100 كيلومتر هي التي ستتيح لنا تسريع عملية تحرير الأراضي» مضيفا أن هذا السيناريو سينهي الحرب بحلول الخريف على أبعد تقدير.
وأضاف «لن نهاجم روسيا. نحن نخوض حربا دفاعية حصراً».
واوضح «سنكون قادرين على إغلاق أجوائنا في غضون شهر» معتبرا أن أوكرانيا ستتمكن قريبا من إسقاط 95 في المئة من الصواريخ التي تطلقها روسيا بدلا من 75 في المئة حاليا.
وفي لفيف، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن وارسو مستعدّة لإرسال عدد من الدبابات من طراز «ليوبارد» لكييف بناء على طلبها.
وخلال زيارة للمدينة غرب أوكرانيا، قال دودا في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيريه الأوكراني والليتواني «ستُرسَل مجموعة من دبابات ليوبارد (14 مدرّعة) في إطار تحالف يجري تأسيسه».
وأضاف «كما تعلمون، هناك عدد من الشروط الرسمية يجب الوفاء بها (...) ولكن الأهم من كلّ ذلك، نريد أن يكون هذا تحالفًا دوليًا»، مشيرًا إلى أنه يعتمد على دول أخرى للمساهمة في عمليات التسليم.
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالخطوة، قائلاً إنه كان يتوقع «قراراً مشتركاً» تشارك فيه دول أخرى مستعدّة لإرسال دبابات «ليوبارد».
وقال «دولة واحدة فقط لا يمكنها أن تساعدنا».
وأعلن الرئيس الليتواني غيتاناس ناوسيدا أن بلاده سترسل أنظمة مضادة للطائرات وذخيرة إلى أوكرانيا.
وتطالب أوكرانيا ألمانيا خصوصا بتسليمها دبابات قتالية، ولم تستجب برلين بعد لطلبها مدرعات من طراز «ليوبارد 2».
فاليري غيراسيموف
وفي خضمّ المعارك الدائرة، استبدلت روسيا من جديد قائد قواتها في أوكرانيا وعيّنت هذه المرة الجنرال فاليري غيراسيموف، كرئيس أركان للقوات المسلحة، بديلاً عن سيرغي سوروفيكين الذي تولى المنصب في نوفمبر.
وأكدت وزارة الدفاع أن التبديل جرى بسبب «زيادة المهام» التي يتعين انجازها و«الحاجة» إلى «تفاعل أوثق» بين مكونات الجيش.
اجتماع نادر
على الصعيد الديبلوماسي، عُقد اجتماع نادر الثلاثاء في أنقرة بين مفوضي حقوق الإنسان الأوكراني والروسي ديمترو لوبينتس وتاتيانا موسكالكوفا.
وقالت موسكالكوفا، أمس، إن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على مبادلة 40 أسير حرب.
والتقت موسكالكوفا مع لوبينتس على هامش مؤتمر دولي. وأظهرتهما صور وهما يجلسان على جانبي طاولة.
وفي وقت سابق، ذكرت موسكالكوفا عبر «تلغرام» إنها ولوبينتس ناقشا المساعدات الإنسانية.