«كامكو إنفست» أشارت إلى أن دول «اليورو» تعقد صفقات مع الخليج لتأمين الإمدادات
تخلي أوروبا عن الغاز الروسي عزّز الطلب عالمياً ورفع الأسعار
لفتت شركة كامكو إنفست إلى أن أسعار الغاز الطبيعي العالمية وصلت إلى مستويات قياسية خلال العام 2022 على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية المستعرة، التي ما تزال تداعياتها الخطيرة تنعكس على أسعار الطاقة العالمية، إلى جانب القيود الصارمة التي فرضتها الصين لمكافحة جائحة كوفيد -19.
وذكرت «كامكو إنفست» في تقرير لها أن منطقة مجلس التعاون الخليجي كانت واحدة من أبرز المناطق الرئيسية التي توجهت إليها دول الاتحاد الأوروبي للحصول على إمدادات الغاز الطبيعي المسال في سعيها للتنويع بعيداً عن الطاقة الروسية، منوهة إلى أن الدول المستهلكة للغاز الطبيعي مثل ألمانيا تقوم حالياً بتكثيف الجهود الديبلوماسية وعقد الصفقات مع دول مجلس التعاون لتأمين إمدادات الغاز المسال على المديين القريب والبعيد، فيما أعلنت شركة المرافق الألمانية «RWE» أنها ستتسلم أول شحنة من الغاز المسال بمقدار 137 ألف متر مكعب من شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بنهاية 2022.
وبين التقرير أنه في نوفمبر 2022، وقعت قطر والصين واحدة من أكبر صفقات الغاز المسال على الإطلاق، حيث أبرمت صفقة لتوريد الغاز الطبيعي المسال بـ60 مليار دولار لمدة 27 عاماً، وتنص الصفقة على قيام شركة قطر للطاقة التابعة للدولة بتزويد مؤسسة البترول والكيماويات الصينية بـ4 ملايين طن من الغاز المسال لمدة 27 عاماً بدءاً من 2026، كما وقعت قطر في 2022 اتفاقيات كبرى مع أبرز شركات النفط والغاز لتوسيع نطاق إنتاجها من الغاز بنسبة 70 في المئة في 2027.
وأضاف «وقعت كل من (قطر للطاقة) و(توتال للطاقة) 5 اتفاقيات شراكة رئيسية منفصلة تصل قيمتها إلى 29 مليار دولار لبناء وتوسيع الطاقة الإنتاجية لحقل غاز الشمال. ويتألف مشروع توسعة حقل الشمال من جزأين متميزين، هما الجزء الشرقي والجنوبي، ويهدف مشروع الجزء الشرقي إلى زيادة طاقة إنتاج الغاز الطبيعي المسال في قطر من 77 إلى 110 ملايين طن سنوياً. وبالمقارنة، تم التخطيط لمشاريع الجزء الجنوبي لزيادة الطاقة الإنتاجية للغاز المسال في قطر من 110 إلى 126 مليون طن سنوياً».
وتوقع التقرير أن تشهد الصين، التي خففت إجراءات احتواء الجائحة، ارتفاعاً في الطلب على الغاز الطبيعي في 2023 مقارنة بمستويات 2022، مبينة أنه وفقاً لوكالة ستاندرد آند بورز غلوبال، من المرجح أن يتراجع طلب الصين على الغاز الطبيعي بـ1.4 في المئة في 2022 ليصل إلى 363.1 مليار متر مكعب، فيما يعد أول انخفاض على الإطلاق في الطلب على الغاز الطبيعي مقارنة بالطلب البالغ 369 مليار متر مكعب في 2021.
وأوروبياً، أفاد التقرير بأن رد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على النزاع الروسي الأوكراني، والذي تضمّن فرض عقوبات على صادرات الطاقة الروسية، بما في ذلك صادرات الغاز الطبيعي إلى دول الاتحاد الأوروبي، أدى إلى تعرض الاتحاد الأوروبي لاضطرابات شديدة، كما أثر على أسعار الغاز العالمية.
البحث عن بديل
وذكر أن الاتحاد الأوروبي مرّ بعام صعب حاول خلاله العثور على بديل للغاز الطبيعي الروسي بعد أن سعى لعزل ومعاقبة روسيا بسبب الصراع الروسي الأوكراني، مشيراً إلى أن تحول السياسات للتخلي عن الغاز الطبيعي منخفض السعر من روسيا واستيراد الغاز الطبيعي المسال بسعر أعلى من مواقع بعيدة مثل الولايات المتحدة وقطر ساهم في تعزيز الطلب العالمي على الغاز، ورفع أسعار الغاز الطبيعي العالمية على مدار 2022.
وبيّن التقرير أنه وفقاً للبنك الدولي، ارتفعت الأسعار الشهرية للغاز الطبيعي في أميركا خلال ديسمبر الماضي بـ47.4 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 5.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، لافتاً إلى أن أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة بلغت أعلى مستوياتها الشهرية على الإطلاق عند 8.79 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أغسطس 2022، حيث أدى ارتفاع أسعار الغاز المسال عالمياً إلى استمرار الطلب على صادرات الغاز من الولايات المتحدة، الأمر الذي أدى إلى تصاعد الضغوط على أسعار الغاز الأميركية.
أما بالنسبة لأوروبا، فأوضح التقرير أن الأسعار الشهرية للغاز تراجعت خلال ديسمبر 2022 بـ5.2 في المئة على أساس سنوي حتى نهاية العام بمتوسط 36 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بينما ارتفعت الأسعار الشهرية للغاز المسال في اليابان في ديسمبر بـ27.1 في المئة على أساس سنوي، بوصولها إلى مستوى 19.47 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.