ناقشوا في «رابطة الأدباء» أسباب تراجع الثقافة في الكويت

مثقفون وإعلاميون: سقف الحرية أصبح يلامس رؤوسنا !

تصغير
تكبير

أجمع عدد من المثقفين والأدباء والإعلاميين على أن مستوى الثقافة في الكويت بات يتراجع شيئاً فشيئاً، كاشفين عن أسباب عدة أدت إلى تراجعها، ومنها هبوط سقف الحرية، إلى الحد الذي أصبح يلامس فيه رؤوس المثقفين، وكل من لديه رأي حر.

جاء ذلك، خلال أمسية بعنوان «الثقافة في الكويت... الشباب والمستقبل» أقيمت أمس، في مقر رابطة الأدباء الكويتيين بالتعاون مع الملتقى الثقافي، وامتدت على مدى يومين بواقع جلستين في كل أمسية.

وناقش المنتدون في الجلسة الأولى أسباب تراجع الثقافة في الكويت، حيث ضمّت كلاً من الدكتورة سعداء الدعاس والإعلامي فهد الهندال والإعلامية الجازي السنافي، بينما أدارها الإعلامي علي أبوالملح.

«قاعات درس»

وتناولت الدعاس بعض الإشكاليات التي يعانيها المشهد الثقافي في الكويت، «لعلّ أبرزها تغييب الدور الثقافي للعديد من المؤسسات الحكومية والخاصة، وجمعيات النفع العام، التي كانت متوهجة ثقافياً في السابق، فتقلص المشهد الثقافي في عدد محدود من المصادر».

ولفتت إلى أن الإشكالية الأخرى تكمن في استعانة المؤسسة الثقافية ببعض الأسماء التي لا مُنجز لديها، «فابتعد الكثير من الأنشطة والفعاليات عن هاجس المتلقي واهتماماته، وتحولت إلى مجرد قاعات درس».

«عنق الزجاجة»

أما الإعلامي الناقد فهد الهندال، فقال إن ما تمر به الكويت اليوم هو مرحلة عنق الزجاجة، فإما تستعيد ريادتها الثقافية في المنطقة، وإما تبقى في ركب متأخر عن الدول التي سبقتنا بأشواط عديدة في تنويع وخدمة الثقافة والمثقفين من خلال مشاريع جديدة ورؤى متطورة وضعتهم في مقدمة الدول الراعية والحاضنة لإبداعات ومشاريع المبدعين والمثقفين.

«سقف الحرية»

من جانبها، رأت الإعلامية الجازي السنافي أن هناك عوامل كثیرة أدت إلى تراجع الثقافة في الكویت، منها قصور في التشریعات وحمایة حقوق الكتّاب والمفكرین، وتقلیص سقف الحریات وتحجیم الدور الثقافي للمؤسسات المختلفة.

وتساءلت: «كم شخص أبدى رأیاً مختلفاً وقدمت شكوى بحقه؟... سقف الحریات أصبح یلامس رؤوسنا، بعد أن كان عالیاً، وهذا من أسباب تراجع الثقافة، حيث أصبح المجتمع الیوم منغلقاً على ذاته، نخاف من التقدم، نخاف على الصورة المحافظة للمجتمع، نحاذر من كلام الناس وتأثیر التفرد على (سلوك القطیع)».

وختمت السنافي: «إصلاح الثقافة یبدأ بتحریر وفك قیود المؤسسات الثقافیة من المد المتشدد الدخیل».

«واقع المؤسسات الثقافية»

في غضون ذلك، انطلقت الجلسة الثانية بعنوان «واقع المؤسسات الثقافية»، واحتضنت كلاً من الناقد الدكتور علي العنزي وعبدالله الفيلكاوي ومنال النشمي، وتولت إدارتها هدى الكريباني.

ودعا العنزي بورقته الموسومة بعنوان «المسرح والمجلس الوطني» إلى تشكيل لجنة دائمة للمسرح ليست موسمية، ولا يهم أن يكون أفرادها محدودين.

وتابع: «هذه اللجنة هي بمثابة النواة المركزية التي تختص بالمسرح، تخطط له، وتحضر لإقامته، وهذا يعني كل ما يحدث في الكويت على صعيد المسرح، بعيداً عن سراديب الورقيات والأختام».

وشدد العنزي على أهمية التواصل بين المجلس الوطني للثقافة والمعاهد الفنية، ووجوب أن تقدم الفرق فصولاً دراسية قصيرة في إطار المعهد المسرحي أو سواه عن طرائقها في البحث والعمل، «وبمثل هذه الفصول يتم التفاعل الحقيقي بين الخبرات، والتجارب الفردية والجماعية».

من جهته، تطرق الكاتب عبدالله الفيلكاوي إلى العديد من الأمور التي أدت إلى تراجع الثقافة في الكويت، من وجهة نظره، كما تساءل عن أسباب هدر الطاقات الابداعية الشبابية وازدهارها في غير أرضها.

وأضاف متسائلاً: «مَن المسؤول عن هذه القرارات المتخبطة في إدارة المؤسسات الثقافية؟».

وأضاءت كاتبة قصص الأطفال مؤسس دار «حزاية» للنشر منال النشمي على مواطن القوة والضعف في الثقافة الكويتية، مشيرة إلى أن القوة تكمن بوجود الرغبة في التغيير والتطوير، أما الضعف فإن من أسبابه تدني الميزانية المرصودة للمؤسسات الثقافية.

الكتب المسرحية

أكد العنزي على أهمية الدعم الدائم لإصدار الكتب المسرحية، التي تضم بحوثاً معمقة وتفصيلية عن المسرح الكويتي الأصيل، وهذه الكتب لا تُغني عن بناء الأرشيف الكامل، لكنها تضمن الاستمرارية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي