الجمعية احتفت برئيسها الفخري ومرور 5 سنوات على تأسيسها

لوحة وفاء لعبدالرضا كمال... بريشة «الكاريكاتير الكويتية»

تصغير
تكبير

- وليد الجاسم: ما يفعله «الكاريكاتير»... لا تقدر على فعله عشرات المقالات والخطب السياسية
- عبدالرضا كمال: أؤكد الدعم لكل المبدعين... لاسيما الشباب منهم
- محمد ثلاب: نوع من التكريم لما قدّمه على امتداد مسيرته الحافلة
- زينب دشتي: احتكاك الفنانين الشباب بـ «رائد الكاريكاتير»... خطوة مهمة

جسّدت جمعية الكاريكاتير الكويتية معاني الوفاء في أبهى صوره، عندما احتفت مساء أمس بـ «شيخ الرسّامين» ورئيسها الفخري الفنان عبدالرضا كمال، الذي لم يمنعه كبر سنه ومرضه من حضور معرضه الخاص، الذي انطلق تحت رعاية وحضور رئيس تحرير جريدة «الراي» الزميل وليد الجاسم، إلى جانب رئيس الجمعية الفنان محمد ثلاب، بالإضافة إلى عدد من فناني الكاريكاتير، منهم محمد القحطاني وزينب دشتي وسارة النومس.

وشهد المعرض، الذي تزامنت انطلاقته مع الذكرى الخامسة لإشهار الجمعية، رسومات كاريكاتيرية متعددة من أرشيف كمال، الزاخر بالأعمال الخالدة التي تُحاكي هموم المواطن الكويتي وتستعرض قضايا المجتمع بأسلوب ساخر وساخط حيناً، ومضحك في كثير من الأحيان، فضلاً عن اللوحات التي تتناول الفساد بشكل مباشر، وتنتقد بعض القوانين بكل جُرأة.

القدرة الصادمة

وعلى هامش الاحتفالية، أعرب رئيس تحرير جريدة «الراي» الزميل وليد الجاسم عن سعادته الغامرة لإتاحة هذه الفرصة لرعاية هذا المعرض الذي يُعنى بتكريم فنان قدير ورائد فن الكاريكاتير في الكويت والخليج والوطن العربي، مشيراً إلى أن «الكاريكاتير فن صعب جداً ولكنه محبّذ جداً في الصحافة الورقية التقليدية، لأنه يعكس فهماً عميقاً للواقع ويعكس لروح ساخرة، كما لديه قدرة صادمة في تحريك الناس. فمن خلال رسمة واحدة ممكن أن يفعل ما لا تقدر على فعله عشرات المقالات أو الخطب السياسية، فهو فن جميل جداً وخطر جداً، ويحتاج إلى درجة عالية من المسؤولية».

وأضاف الجاسم «منذ أن أبصرت أعيننا على الصحافة، ونحن نرى ونستمتع برسومات أستاذنا الكبير عبدالرضا كمال، وأنا سعيد جداً بأن أشارك في تكريمه والاطلاع على لوحاته بشكل مركّز»، موضحاً أن غالبية ما لفت نظره في لوحات كمال الموجودة في المعرض هو تركيزه على العنصرية التي تؤرقه، والخلافات، إساءة حقوق المرأة، الفساد، غسل الأموال، والمشكلات التي يجترها المجتمع على مدى سنوات، «فكان يضع رؤيته من خلال عينه الرقيبة، والملاصقة للحالة المجتمعية، ومتابعته للأزمات منذ 50 سنة، حيث إنه بدأ الرسم في العام 1971، ولغاية اليوم مازال يقول إن مشاكلنا تُعاد، وهذا يدل على أن لدينا مشكلة في حل المشاكل العالقة، وأتمنى أن يكون هذا المعرض مناسبة لكي يستشعر الجميع بأهمية إيجاد الحلول وعدم العيش في التكرار نفسه».

دعم الشباب

بدوره، لم يُخفِ الفنان القدير عبدالرضا كمال فرحته العارمة بتكريمه في هذا المعرض الذي أقامته الجمعية خصيصاً للاحتفاء به، مؤكداً دعمه لكل المبدعين لاسيما الشباب.

وقال كمال في تصريح مقتضب لـ «الراي» نظراً لحالته الصحية، إنه يتطلّع إلى مستقبل مشرق لكويت الغد، تزول فيه الخلافات والمشكلات والفساد، ليسود الحب والتفاني في ربوع الوطن الغالي، متمنياً إعطاء الفرصة للشباب، من أجل نهضة ونهوض البلاد في السنوات المقبلة.

معرض استثنائي

أما رئيس الجمعية الفنان محمد ثلاب، فقال إن «هذا المعرض هو استثنائي، حيث أقمنا اليوم احتفالين، أولهما لرائد فن الكاريكاتير الفنان عبدالرضا كمال، بعد أن جمعنا من أرشيفه العريق ما يقرب من 120 لوحة كاريكاتيرية قديمة كان قد تم نشرها في الصحافة الكويتية، وهذا كنوع من التكريم له، لما قدمه على امتداد مسيرته الحافلة من أعمال لاتزال خالدة».

وأشار إلى أن الاحتفالية الثانية تتمثل بذكرى مرور 5 سنوات على إشهار الجمعية، «حيث لاقينا خلال هذه السنوات تطوراً كبيراً في فن الكاريكاتير ووجدنا ازدياداً ملحوظاً في عدد الفنانين، كما رأينا التغير النموذجي في نوعية الكاريكاتير. فبعد أن كان محصوراً في الصحافة الورقية فقط، أصبح اليوم منتشراً في مجالات شتى».

أول معرض شخصي

من جهتها، قالت عضو مجلس إدارة الجمعية الفنانة زينب دشتي: «إن معرض الفنان كمال هو أول معرض شخصي تقيمه الجمعية في مقرها، كما أن توقيت الاحتفالية لم يكن عشوائياً، بل تعمّدنا اختياره في الثامن من شهر يناير الجاري، وهو التاريخ الذي شهد إشهار وتأسيس الجمعية قبل 5 سنوات»، مبينة أن احتكاك الفنانين الشباب برائد الفن الكاريكاتيري عبدالرضا كمال، يُشكلّ خطوة مهمة لتعزيز هذا الفن في نفوسهم.

التاريخ يتكرّر

أكد الجاسم أن معظم الرسوم التي خطها كمال بريشته قبل عشرات السنين تلامس بقوة الشارع الكويتي حالياً، وكأن التاريخ يُعاد ويتكرر، «وهذا يؤكد أن المشكلات التي نعيشها اليوم، هي نفسها التي عشناها بالأمس، ولم يتم إيجاد الحلول الجادة لها إلى الآن».

جائزة الدولة

دعا ثلاب وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى الالتفات لهؤلاء الروّاد وتكريمهم بجوائز الدولة، «فالجائزة لا تنحصر فقط لفناني الفن التشكيلي، وإنما هناك فنون أخرى مهمة، منها فن الكاريكاتير».

نصير المرأة

لعلّ من أكثر الرسومات الكاريكاتيرية الطريفة التي شهدها المعرض، هي تلك التي تُضيء على تعنيف الزوجة لزوجها، إلا أن الفنان كمال برّر ذلك التعنيف على أنه ردة فعل تجاه ما يفعله الزوج بزوجته، مؤكداً أنه لا يسخر من المرأة في رسوماته إطلاقاً، بل يُناصرها دوماً ويُطالب بحقوقها أسوة بالرجل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي