حلقة نقاشية في «ريكونسنس» بعنوان «أثر تغيّر موازين القوى الإقليمية والدولية على الأمن القومي الكويتي»
سهر: الكويت تترقّب تحوّلاً داخلياً كبيراً... قبل 2025
أكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله سهر، أن الكويت تترقب حدثاً داخلياً كبيراً قبل العام 2025، وذلك على وقع التحولات الكبيرة على الساحتين العالمية والإقليمية.
وقال سهر في الحلقة النقاشية التي نظمها مركز «ريكونسنس» للبحوث والدراسات، بعنوان «أثر تغير موازين القوى الإقليمية والدولية على الأمن القومي الكويتي»، إن العالم يشهد حالياً تحولات كبرى ويعيش لحظة فارقة، وهذه التحولات تختلف عن التغيرات العادية التي تحدث كل يوم، مشيراً إلى أن الدول الصغرى التي هي عرضة بشكل أكبر للتأثر بهذه التحولات، يمكن أن تنجح في تحقيق أهدافها واستقرارها، إذا تمكنت من الاستجابة لهذه التحولات بشكل صحيح.
وأوضح أن ما أبداه في الندوة هو خلاصات ورقتين علميتين، الأولى بالاشتراك مع كل من الدكتورة سارة المطيري والدكتورة حنان الهاجري، والدراسة الأخرى التي يقوم بها حالياً عن علاقة الصين بالدول الخليجية والكويت.
الكويت تمرّ بدورة مفصلية... كل 30 عاماً
- من لا يواكب التحوّلات فسيواجه تغييرات قد لا تكون لصالحه أو وفق إرادته
استهل الدكتور سهر الندوة بالقول إنه لاحظ عبر دراسته لتاريخ الكويت السياسي، أن هناك نسقاً في انتظام الأحداث، حيث تمر الكويت بدورة تاريخية مفصلية في أوضاعها الداخلية كل 30 عاماً تقريباً، وهذه الدورات مرتبطة إلى حد كبير بتغيرات دولية - إقليمية، تتشابك مع العوامل والمتغيرات المحلية، وتنتج عنها هذه التحولات، وهو ما يشير إلى أن الأمن الكويتي مرتبط بطريقة لصيقة بالتغيرات الإقليمية والدولية.
وقال إن هذه التحولات بدأت بتولي الشيخ مبارك الكبير، رحمه الله، للحكم في عام 1896. ومرة أخرى، بعد ذلك بنحو ثلاثين عاماً، عندما قام الشيخ أحمد الجابر بحسم مرحلة الثلاثينات بتغيرات جذرية حدثت بمعية الأحداث الدولية والإقليمية.
واستطرد الدكتور سهر في شرح التغيّرات التي أحدثها الشيخ عبدالله السالم، بعد نحو 30 عاماً أخرى تقريباً، بولادة الدستور والحياة السياسية التي نعرفها اليوم، وتكررت الدورة الثلاثينية في العام 1990 حيث جاء الغزو العراقي الغاشم. ومن تلك السلسلة التاريخية نستطيع القول، إن هناك تحولات دولية كبيرة متمثلة في تحول القوة من الغرب الى الشرق، أو من الولايات المتحدة إلى الصين، ونترقب تغيرات كبرى، بدأ مخاضها واضحاً منذ عام 2020، قد تمتد إلى السنوات الثلاث المقبلة حتى عام 2025.
وأضاف: إن المخاض الداخلي الذي تشهده الكويت ليس مفصولاً عما يدور دولياً وإقليمياً، وبالتالي لابد من اتخاذ مواقف وقرارات حاسمة وكبيرة، فالمعادلة التاريخية وسنن التاريخ، تثبت أن الذي لا يواكب التغيير والتحولات، سوف يواجه تغييرات قد لا تكون لصالحه أو وفق إرادته.
وأشار إلى وجود منطق علمي يربط هذه الأحداث والمتغيرات الدولية، وإذا لم تستطع الكويت مواكبتها فسيكون في ذلك، لا قدر الله، تهديد جذري لأمنها الوطني، فاستمرار الأمن والرخاء الذي تنعم به الكويت، مرتبط إلى حد كبير بمواكبة الكويت للتغيرات الإقليمية والعالمية.
العقد الاجتماعي... مضمونه «ابتعاد الحاكم عن التجارة»
تطرق سهر للأوضاع المحلية، قائلاً إن الكويت إذا لم تقم بتحولات جذرية في موضوع التنمية حتى سنة 2025، فقد تدخل في إطار مؤشرات مرحلة الدولة الفاشلة، لأن وجود أموال يعني أنك غني، لكن هذا لا يعني أنك ناجح. ومن هذه المؤشرات على سبيل المثال لا الحصر:
- ترهل الأداء المؤسسي.
- انعدام الثقة بين المؤسسات التنفيذية والتشريعية.
- انعدام الثقة بين المواطن وتلك المؤسسات.
- تفشي مظاهر الفساد.
وأكد أن الكويت قامت ومنذ نشأتها على ما يشبه العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، مضمونه «الحكم بالشورى وابتعاد الحاكم عن التجارة»، فكما لا يجب أن يكون صاحب السلطة تاجراً، فلا يجوز أن يكون التاجر صاحب سلطة سياسية، وهذه المعادلة هي الوحيدة الكفيلة بأن تكون سلطة الرقابة والتشريع بيد الطبقة الوسطى، ومن ذلك يتحقق التوازن السياسي المجتمعي.
وأوضح أن المحيط الجغرافي في القرن السادس عشر، عند بداية التاريخ الكويتي، تميز بالاضطرابات والحروب والفتن والغزوات والقتل على الهوية، وغير ذلك من أسباب عدم الاستقرار، وعندما جاء الكويتي مهاجراً من المناطق المحيطة به، جاء طلباً للحرية والأمن، ولذلك اشترط على الحاكم أن يكون الحكم شورى، وان تبتعد السلطة عن التجارة كأساس في تحقيق النماء والاستقرار.
ولاحظ أنه لم يكن لدى الكويت حينها مفكرون ومنظرون للديموقراطية ومتخصصون في نظرية العقد الاجتماعي، مثل جون لوك وجان جاك روسو وهوبز وغيرهم، وربما لم يكن الفكر الديموقراطي قد تبلور بعد في أوروبا في حينها، لكن جاء الانسان الكويتي إلى هذه الأرض بفطرته وحسه ورغبته في العيش المشترك، سني وشيعي وحضري وبدوي، طالباً الحرية والأمان، وهو ما تحقق من خلال نظام للتكافل الاجتماعي، حفظ للكويت ثقافتها السياسية وأمنها واستقرارها.
وأعرب سهر عن أسفه أن هذه الثقافة السياسية تشهد تغيراً في الوقت الحالي، حيث نجد لجوءاً لمؤسسات الظل، مثل القبيلة والعائلة والطائفة وهذه ثقافة تفتيتية خطيرة على المجتمع الكويتي، لابد من الحد من مظاهرها والتخلص من سلوكياتها، سواء كانت على مستوى الأفراد أو المؤسسات.
فنّ «التحوّط» لتحقيق التوازن بالعلاقات الخارجية
أوضح الدكتور سهر أنه في خضم التحولات الكبرى في العالم، تسعى الدول الصغيرة عادة لتحقيق التوازن في علاقاتها من خلال أساليب وصيغ مختلفة، بعضها يتمحور حول التحالف مع الدول القوية. والكويت تسعى دائماً للتوازن في علاقاتها الخارجية، فحالها كبقية الدول لها حلفاء وخصوم، وهي تسعى دائماً للوقوف مع الحلفاء، لكنها تتجنب استعداء الخصوم. فعلى سبيل المثال، الكويت تقف دائماً مع السعودية، لكنها بذات الوقت لا تبدي العداء ضد إيران.
والكويت تنتهج سياسة «التحوط» (Hedging Policy) في تحقيق التوازن بعلاقاتها الخارجية، والتي تقوم على أساس التحالف القوي مع الأصدقاء، ولكن دون أن يمتد الى استعداء الخصوم. وهذه السياسة التوازنية الكويتية تختلف عن سياسات أخرى لبعض الدول، مثل سياسة تحالف العصابة Bandwagoning، أو سياسة إلقاء المسؤولية (Buck Passing).
دول خليجية على خطى الكويت
قال سهر إن بعض دول الخليج في السنوات الأخيرة، بدأت بتتبع ذات المنطق الكويتي، لكن في تعاطيها مع النظام الدولي، فهي تتحالف مع الولايات المتحدة، لكنها لا تعادي روسيا أو الصين. وأخيراً رأينا السعودية تقود دول مجلس التعاون الخليجي في تقوية العلاقات مع الصين، دون استعداء الولايات المتحدة.
والتوجه نحو الصين مفيد لدول الخليج، لأن الصين لديها علاقات قوية مع إيران، ويمكنها ممارسة الضغط عليها لصالح دول الخليج، بشكل أكثر فاعلية من الولايات المتحدة، التي لا تتمتع بهذه الميزة لأنه ليس لديها أي علاقات طيبة مع طهران.
واقعياً... لابدّ أن تعطي الكويت لعلاقاتها مع السعودية حجماً أكبر
وفي تطرقه للمحيط الخليجي، قال سهر إن الكويت تعتبر المملكة العربية السعودية عمقاً استراتيجياً لها، وبالوقت نفسه تدرك السعودية أهمية الدور الكويتي خصوصاً في ملفات الوساطة.
وفي رده على سؤال حول مدى تأثر الكويت بالسياسات السعودية، قال «طبقاً للمدرسة الواقعية في العلاقات الدولية، لا توجد دولة في العالم لديها سيادة كاملة على قرارها السياسي، والسيادة المطلقة انتهت، ولم تعد هناك أي دولة بالعالم تتمتع بسيادة كاملة على قراراتها، بما فيها الدول العظمى، فما بالك بالدول الصغرى».
وأكد أن الكويت لابد أن تأخذ في الحسبان، القوى الإقليمية الكبرى الثلاثة المحيطة بها، وهي السعودية والعراق وإيران، ومن منطق واقعي، لابد أن تعطي الكويت لعلاقاتها مع السعودية حجماً أكبر، لكن دون وجود خصومة للآخرين، و«في إطار ما أشرنا اليه بسياسة التحوط، الكويتيون فنانون في هذا الأمر، وهذه كانت مدرسة الشيخ صباح الأحمد رحمه الله، في السياسة الخارجية».
الصين تتغوّل ونفوذها وصل إلى العمق الخليجي
اعتبر الدكتور سهر أن القوى الدولية المنافسة للولايات المتحدة في الوقت الراهن ليس لديها ذات القدرات الأميركية، فأوروبا ترغب في العودة للساحة العالمية كتكتل، وتحاول أن تنافس الولايات المتحدة اقتصادياً، بينما الصين تتغول يوماً بعد يوم، ومن المتوقع أن يفوق اقتصادها اقتصاد الولايات المتحدة في سنة 2030، كما أن نفوذ الصين يتمدد في آسيا، ووصل للعمق الخليجي.
السياسة الخارجية يجب أن تأخذ شكلاً مُؤسّسياً
- تهديدات الـ100 سنة الماضية كلّها من العراق
بتطرقه إلى العمل السياسي والديبلوماسي، قال سهر إن المسألة لم تعد تتعلق بأشخاص ومهاراتهم السياسية والديبلوماسية الفردية، وإنما لابد أن تأخذ السياسة الخارجية للدولة شكلاً مؤسسياً، يحدد ماهية السياسة الخارجية الكويتية بشكل مكتوب وواضح.
وذكر على سبيل المثال، أن التهديدات التي جاءت للكويت في المئة سنة الأخيرة، كلها كانت من العراق، ومع ذلك «لا توجد لدينا مراكز دراسات أو وحدات بحثية متخصصة في الشأن العراقي، خصوصاً وإن لدينا كفاءات وطنية سياسية وديبلوماسية وأكاديمية قادرة على إثراء مثل هذه المراكز».
وأضاف «إذا كان أمنك واستقرارك ورخاؤك مرتبط بالخارج، إذاً لابدّ من مواكبة التغيرات الخارجية والتحولات العالمية بشكل سليم ودقيق لأنه مرتبط بمستقبلك كدولة وليس كأفراد»، داعياً للاهتمام بعمل مراكز الدراسات والبحوث المهنية.
الكويت تسير بمنطق المشاعر وليس المصالح والرشد السياسي
رأى سهر أن السياسة عادة فيها درجة من الرشد ودرجة من المغامرة، والكويت للأسف تسير بمنطق المشاعر وليس بمنطق المصالح والرشد السياسي، وهذه سمة تنتشر في دول العالم الثالث عموماً وليس في منطقتنا وحدها، فالدول المتقدمة تجعل المؤسسات هي التي تعمل، ويكون هناك أسس ومرتكزات لسياستها الخارجية، وتستعين في ذلك بأفضل العقول. وعلى سبيل المثال فإن الولايات المتحدة لديها آلاف مراكز الدراسات والبحث والتفكير، Think tank، وهؤلاء يجتمع معهم المسؤولون الحكوميون بشكل دوري، لأخذ أفضل ما لديهم من أفكار ورؤى.
شيخوخة الدول العظمى ستصيب الولايات المتحدة
تحدث سهر عن النظام العالمي الذي بدأ بنهاية مرحلة الحرب الباردة بين القطبين الكبيرين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، واعتبر أن التحولات الكبرى في النظام العالمي تحدث عادة من خلال حروب كبيرة يخوضها الخصوم، لكن حقبة الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي لم تأتِ عقب حرب كبرى، وإنما جاء بإعلان الاتحاد السوفياتي حل نفسه، ومن هنا جاء حديث المفكرين الغربيين عن نهاية التاريخ وانتصار الليبرالية الغربية، وأيضاً القوة الأميركية الناعمة ثم القوة العظمى المهيمنة، واليوم هناك من يقول إن الولايات المتحدة هي من تشهد الآن تراجعاً كقوة عظمى، وهذا أمر طبيعي في حركة التاريخ، فكل الدول العظمى صعدت ثم تراجعت.
وأضاف أنه على الرغم من أن لدى الولايات المتحدة نظاماً سياسياً معقداً وحديثاً، يجعلها قادرة على إعادة تنشيط ذاتها، لكن إعادة التنشيط هذه لها حدود معينة ستنتهي لا محال بأمراض وأعراض شيخوخة الدول العظمى التي ستصيب الولايات المتحدة كما أصابت غيرها.
الشيطان الصهيوني... يقتات على الاختلافات
رأى سهر أن منطقة الخليج مثلت مرتكزاً مهماً في سياسة كل الرؤساء الأميركيين منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، لأنها مصدر مهم للطاقة عالمياً، ومع اقتراب الصين منها، فإن هذه المنطقة يمكن أن تمثل نقطة قوة وذراعاً للصين، وقد تمثل لها نقطة ضعف وتكون بمثابة الخاصرة التي تضعف نفوذها، ومن هنا لابد لدول منطقة الخليج أن تفكر بتعظيم مصالحها وقوتها عبر وسائط التفاهم الديبلوماسي، وعدم ترك فجوات الاختلافات بينها تتسع، لأن الشيطان الصهيوني يقتات على هذه الاختلافات ويتحين وجود فجوات ليلج بينها.
حرب أوكرانيا... هبة للصين
في رده على سؤال حول روسيا، ووضعها الدولي بعد الحرب الأوكرانية، قال سهر إن الصين لن تترك روسيا تنهزم أمام الغرب، لأن هذا سيضعف الصين ذاتها، وروسيا تعرف ذلك. هذه الحرب جاءت بمثابة هبة للصين، لأنها أشغلت الأميركيين عن مناكفة الصينيين، كما أن الصينيين حولوا الحرب لصالحهم فهم يشترون النفط الروسي بثمن رخيص، ويصدرون سلعاً ومعدات بديلة عن المعدات الأميركية التي ارتفعت أثمانها نتيجة الحرب.
وأضاف: «من يعتقد أن روسيا ضعيفة إلى هذه الدرجة، فهو لا يعرف القدرات العسكرية الروسية، ولا يمكن أن يكون مدركاً لأساسيات علوم الحروب والإستراتيجيات».
علي الزلزلة: في الأزمات... الكويتيون يتميّزون بالاتحاد
أكد عضو المجلس الاستشاري لمركز ريكونسنس علي الزلزلة، أن الكويتيين يتميزون بالاتحاد في الأزمات والاستعصاء على التفتيت والفتنة، وهذا ما ثبت خلال أزمة الغزو العراقي الغاشم.
وأضاف الزلزلة في مداخلة له في الحلفة النقاشية، أن الوحدة القوية بين الكويتيين ظهرت مرة أخرى عقب تفجير مسجد الإمام الصادق، الذي كان يهدف بالأساس لتفتيت المجتمع، إلا أنهم أثبتوا عكس ذلك، ووقفوا صفاً واحداً في مواجهة المؤامرة التي استهدفت وحدتهم وتفتيت نسيجهم الاجتماعي.
وقال إن وسائل التفرقة التي قد تنجح في دول أخرى لا تجد نجاحاً في الكويت، فالشعب واعٍ متعلم، ويفهم جيداً أهمية وأبعاد اللُحمة الوطنية.
عبدالعزيز العنجري: الكويت لا تملك رفاهية الانتظار والترقب
في بداية الحلقة النقاشية، رحب المؤسس الرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث والدراسات عبدالعزيز العنجري بالحضور.
وقال: «المركز كجهة غير حكومية، مستقلة وذاتية التمويل، يسعى لتأسيس ثقافة العمل المؤسسي وتدعيم البحث العلمي الجاد، فالكويت دولة صغيرة تتأثر بقوة بمحيطها الخارجي، وليس لدينا رفاهية الانتظار وترقب مآلات الأحداث، وعلينا الاجتهاد في توفير رؤى وطنية مخلصة ومستقلة، تعين صناع القرار على الإدراك السليم والشامل للواقع، من خلال أطروحات نقدية تشخص أوجه الخلل بلا تهوين وتعرض مكامن القوة بلا تهويل، وتمكنهم من الاستبصار الاستباقي للتحديات والفرص.
ورغم الصعوبات، وانعدام كل أشكال الدعم للمركز منذ تأسيسه ولغاية اليوم، سنستمر بالمساهمة في دعم البحث العلمي الجاد على مختلف المستويات، سعياً لاستشراف المستقبل بشكل مبني على علم ويقين وليس تكهنات».
وأضاف العنجري: «للمؤسسات البحثية في الدول المتقدمة دور كبير في تقديم فهم معمق لمختلف القضايا، بناءً على حقائق وأرقام. وخلال وجودي في واشنطن، رأيت كيف أن متخذي القرار في المؤسسات الحكومية، كالبيت الأبيض وإدارة الأمن القومي ووزارة الخارجية الأميركية ومؤسسات رسمية أخرى، يلجأون للمراكز البحثية بشكل مستمر، كما أن كثيراً من المسؤولين الحاليين في الحكومة الأميركية عملوا بمناصب مختلفة بمراكز بحوث، وعدد من المسؤولين السابقين عادوا لمجال العمل البحثي بعد انتهاء العمل الحكومي، كنائب وزير الخارجية الأميركي السابق ديفيد شينكر، والسفير السابق لدى كل من الكويت والعراق دوغلاس سيليمان، ومسؤول ملف إيران في إدارة ترامب إليوت أبرامز».