«علاقتي الإنسانية بالممثلين هي التي تبقى وليس النقد والسجادة الحمراء والجوائز»
لارا سابا لـ «الراي»: لستُ نادمة لأنني أخرجتُ «ع مفرق طريق»
باشرت صالات السينما في لبنان عرض فيلم المخرجة لارا سابا «ع مفرق طريق» الذي حاز جائزة التسويق للأفلام التي هي في مَراحل ما بعد الإنتاج في مهرجان مالمو في السويد، كما شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة ضمن فئة «روائع عربية».
الفيلم من كتابة جوزفين حبشي وشارك في بطولته مجموعة من كبار الممثلين اللبنانيين بينهم جوليا قصار وبيتي توتل وهيام أبو شديد ورفعت طربيه ونقولا دانيال وجوزيان بولس وشربل زيادة وغيرهم.
وفيما قالت سابا لـ «الراي» إنها ليست نادمة أبداً لأنها أخرجت الفيلم، أوضحت أنه يطرح قضايا مهمة عن طريق الكوميديا الراقية وأنه عائلي ويناسب كل الفئات العمرية، مشيرة إلى أنه عبارة عن قصيدة بصرية بأسلوب مرح وعفوي تستند على قصة حب جميلة وشخصيات جذابة.
• ما موقفك من الانتقادات التي وُجهت إلى فيلم «ع مفرق طريق»؟
- لستُ ضد الانتقادات شرط ألا تكون شخصية، ولكن أكثر نقد قاس صدر من شخصٍ اعتبر أن الناس لم يضحكوا خلال مشاهدة الفيلم، في حين أن البسمة كانت على وجوههم منذ بداية الفيلم وحتى نهايته وغادروا وهم في قمة الراحة. كما نصحني أن أبقى في مجال الوثائقيات، وهذا ليس من حقه.
ومن الأشياء التي قيلت عن فيلمي السابق «قصة ثواني» أو الجديد «ع مفرق طريق» هي حُسن إدارتي للممثلين، بينما هو اعتبر أنني لم أنجح في ذلك. مَن يعمل في المجال يجب أن يكون مهيأً لسماع الآراء كافة حول عمله، سواء كانت سلبية أم إيجابية، لأن أذواق الناس ليست واحدة وهناك مَن يحب وهناك مَن لا يحب.
• عربياً، كيف تلقيتِ الأصداء حول الفيلم، خصوصاً أنه كان حاضراً في الدورة الأخيرة لمهرجان البحر الأحمر؟
- ردة فعل الناس كانت إيجابية جداً. أقول دائماً إن الفيلم لبناني محلي جداً في الطبع وفي الطبيعة، ولكن المواضيع التي يتطرق هي مواضيع عالمية. صحيح أنه يوجد في الفيلم «نكات» لا يفهمها إلا اللبنانيون، ولكنهم أخبرونا في السعودية أن الفيلم حرّك فيهم الكثير من الحنين والمشاعر الجميلة، حتى إننا بكينا عندما تحدّثوا بشكل جميل جداً عن الفيلم وعن لبنان ولأننا نجحنا بنقلهم إلى عمق القرية اللبنانية.
كما شارك الفيلم في فاعليات «مهرجان مالمو» في السويد وحاز «جائزة التسويق للأفلام»، أي مراحل الأفلام بعد الإنتاج. لكن بالنسبة إليّ، هو ليس فيلم مهرجان، خصوصاً أن الافلام الرومانسية الكوميدية ليست أفلام مهرجانات وهم لا ينتظرون هذه النوعية من الأفلام من لبنان.
• كيف تردين على مَن يعتبرون أنك تحاولين السير على خطى نادين لبكي؟
- فيلم «قصة ثواني» لا علاقة له على الإطلاق بنادين لبكي، وهي لم تقدّم أي فيلم يشبهه قبل أن أنفذه. ربما توجد بعض الجوانب في فيلم «كفرناحوم» كموضوع الفقر وقضية الطفل التي تناولتها في فيلمي «قضية ثواني»، ولكن فيلمها كان بعد فيلمي وليس قبْله.
• لم يكن المقصود بالسؤال تقليد نادين لبكي، بل المقصود السير على خطاها؟
- عند افتتاح مهرجان بروكسل العالمي للأفلام المستقلّة قال لي مدير المهرجان إن فيلمي مُعاكِس تماماً لأفلام نادين لبكي التي كانت تُخْرِج فيلم «كراميل» وقتها، ولا أذكر إذا كانت قد أخرجت فيلم «هلّق لوين»، لأنني في فيلم «قصة ثواني» كنت أريد تقديم صورة معبّرة وليس صورة جميلة.
أما على صعيد الأحلام والخطوات، فأنا أحيي نادين لبكي التي كانت زميلتي في الجامعة، وكل مُخْرِج يحبّ أن تحظى أفلامه بالمشاهدة. وأقول دائماً إن أي فيلم لا يمكن أن يكتمل إلا عندما يلتقي جمهوره، وكلما كان الجمهور كبيراً، كانت القدرة على التوزيع أكبر.
وكلما كان الفيلم مُشاهَداً أكثر، وصل المُخْرِج إلى نتيجة. وهنا تكون المسؤولية أكبر على المخرجين الذين يقدّمون أفلاماً تجارية وجماهيرية من المخرجين الذين يقدمون أفلاماً نخبوية، لأن الجمهور الذي يتم التوجه إليه في الأفلام النخبوية لديه نفس الهموم والوعي للمشاكل التي تُطرح في هذه الأفلام، أما الجمهور العريض فلا يوجد عند غالبيته هذا الوعي وهذا الهمّ، وهنا يحصل التغيير.
ربما تكون نادين هي أكثر مَن نجح في توزيع أفلامه وهذا يُعد حلماً بالنسبة إلى المخرج، لأن كل مخرج يحبّ أن تُشاهَد أفلامه على نطاق واسع. أما الإنتاج، فهو صعب جداً وربما تكون نادين أيضاً أكثر مخرجة لديها سهولة في إنتاج أفلامها، وأنا أتمنى أن يتحقق هذه الأمر معي لأنه يوجد لديّ الكثير من المشاريع التي تحتاج إلى تنفيذ.
• لو لم تكوني بعيدة عن الإخراج السينمائي طوال السنوات الثماني الماضية، هل كنتِ قدمت فيلم «ع مفرق طريق»؟
- لو كنتُ مشغولة وكانت لديّ الإمكانات لإخراج فيلم آخَر لَما كنت أخرجت «ع مفرق طريق»، بل كنت أخرجت فيلماً آخر يؤثر فيّ ويحرّكني أكثر.
لكن هذا الأمر لا يمنعني من أن أقول إنني لست نادمة أبداً لأنني أخرجتُ فيلم «ع مفرق طريق» وأعتقد ان ما قدّمتُه قياساً بالإمكانات التي كانت متوافرة بين يدي ليس سهلاً على الإطلاق.
التصوير هو أكسجين بالنسبة إليّ وعلاقتي الإنسانية بالممثلين وفريق العمل والتصوير هي التي تبقى عندي وليس النقد والسجادة الحمراء والمهرجانات والجوائز.