د. وائل الحساوي / نسمات / الزوج والحمار!

تصغير
تكبير
يحكى ان صعيديا تزوج صعيدية، وبعد انتهاء موسم العرس سار بها إلى بلدته في الصعيد على حمار، وبعدما قطعا شوطا من الرحلة شعر الحمار بالتعب فنهق، فقال الرجل: «واحد»، لم تفهم الزوجة ما قال ثم سارا، وبعد مرحلة من الطريق نهق الحمار فقال الرجل: «اثنان»، ثم سارا وبعد مرحلة من الطريق نهق الحمار، فأخرج الرجل بندقيته واطلق الرصاص على الحمار فأرداه قتيلا، ثم سارا مرحلة من الطريق على الاقدام، فشعرت الزوجة بالاعياء فتذمرت، فقال الزوج: «واحد». بالطبع فإن الزوجة قد فهمت المقصود وسكتت حتى نهاية الطريق.

اعتقد بأن وزير الاعلام اراد من تخويفنا في كلامه عن التشديد في قانون المرئي والمسموع القادم ان يعطينا درسا لن ننساه ان نحن تجرأنا على مخالفة القانون كما فعل الزوج بالحمار.

لا اعتقد بأن الحكومة جادة في ما ذكرته من تعديلات مقترحة على قانون المرئي والمسموع إذ ان حجم التشديد الذي كشفه وزير الاعلام هو بمثابة استخدام الكلاشنيكوف لتأديب الاطفال، اما قول الوزير بأن ما رأيتموه حتى الآن هو «سَلَطة» اي بمثابة المقبلات التي تسبق الاكل فيوحي بأن القانون المقترح سيشرّع تعليق الصحافيين والاعلاميين على المشانق لاي غلطة محتملة.

تعرف الحكومة جيدا ان مجلس الامة لن يوافقها على تلك التعديلات والسبب هو ان نواب المجلس هم اكثر من تتم محاكمتهم على جنح الصحافة، إذاً ماذا اراد الوزير من كلامه عن تشديد العقوبات، وهل اراد ان يثبت لنا بأنه جاد في تطبيق القوانين وانه غير متساهل مع اختراق القانون كما اتهمه البعض؟! ام ان هذا انذار بأن تلك القوانين سيتم تطبيقها حالما يتم حل المجلس حلا غير دستوري؟ ... ام ان الوزير اراد ان يقول لمنتقديه على التساهل مع المخالفين للقانون الحالي: العيب في القانون وليس في الوزير، وما دمتم ترويدون التشديد فانتظروا ما يسوءكم!!

نحن نقول بان القانون الحالي يكفي لردع المتهورين والمتطاولين على خلق الله، كما ان المحاكم المدنية تستطيع ردع من لم يردعه القانون ولكن كل ما نريده هو البعد عن المزاجية والهوى في التطبيق، وشعبنا من افضل الشعوب تأدبا واحتراما للقانون ولكن بشرط التطبيق الصحيح.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي