بعد أن خسرت السوق 16.25 في المئة العام الماضي
150 مليار دولار إصدارات سندات في 4 أيام
بعد أن تضخم التفاؤل لأسابيع بأن عام 2023 سيجلب أخيراً الراحة لمشتري السندات في العالم، استفاد المقترضون من خلال إصدارات فاقت قيمتها أكثر من 150 مليار دولار من الديون الجديدة في 4 أيام فقط (العربية.نت).
وامتدت موجة المبيعات إلى جميع أنحاء العالم، من هونغ كونغ التي جمعت 5.8 مليار دولار من خلال أكبر سندات خضراء لها على الإطلاق، إلى وحدات «مجموعة كريدي سويس»، التي أصدرت مجتمعة سندات بقيمة 4.3 مليار دولار بعملتي الدولار والجنيه الاسترليني، فيما باعت المكسيك سندات دولارية بـ4 مليارات دولار، ما شكل بداية جديدة لسوق عانى من خسارة هائلة بلغت 16.25 في المئة العام الماضي.
وبينما كانت بداية المستثمرين سريعة في استعادة بعض هذه الأموال، فإن وتيرة إصدارات السندات في الأسبوع الأول من 2023 تُظهر أن المُصدرين يستعدون لشيء عالق من العام الماضي، وهو أن الأسواق المتقلبة يمكن أن تغلق فرصة الاقتراض أسرع مما هو متصور، وفقاً لما تظهره أرقام مؤشر أسعار المستهلك.
من جهتها، قالت الرئيس المشارك لقسم الديون المشتركة في «باركليز كابيتال»، ميغان غرابر، إنه مع وجود الكثير من عدم اليقين في شأن التضخم واتجاه الاقتصاد، يمكن بسهولة تدمير شهية المستثمرين من خلال بعض البيانات مثل: مؤشر أسعار المستهلك، أو مؤشر ثقة المستهلك، واجتماعات البنك المركزي أو خطاباته.
وأضافت خلال مؤتمر «بلومبرغ إنتليغنس» في نيويورك الشهر الماضي، أن العلاوة الإضافية المطلوبة في أيام مثل هذه الأحداث تميل إلى تخويف المقترضين، ما يجعلهم جميعاً يحاولون حشر عروضهم في أيام تبدو فيها فرصة حدوث مفاجأة كبيرة منخفضة.
ولفتت غرابر إلى أن «ثلاثة أرباع العروض في أي شهر معين خلال عام 2022 جاءت في 5 أيام عمل فقط من كل شهر، وكانت هناك أيام طويلة من التعاملات الصفرية في السوق الأولي وتزاحم شديد في أيام أخرى»، متوقعة أن يستمر هذا الاتجاه العام الجاري، ما يعني أن الشركات التي تحتاج إلى الاقتراض لن تضطر فقط إلى التعامل مع معدلات فائدة أعلى، ولكن أيضاً مخاطر سوء التوقيت.