عودة الوفد الرسمي... واستياء كويتي... واعتذار عراقي
«فوضى المنصة» تطغى على حفل افتتاح «خليجي 25»
- جماهير خليجية شكت عدم تمكينها من الدخول الى المدرجات رغم امتلاكها تذاكر معتمدة من اللجنة المنظمة
طغت الفوضى التنظيمية التي شهدها استاد البصرة الدولي ومحيطه يوم الجمعة على حفل افتتاح بطولة كأس الخليج لكرة القدم «خليجي 25»، والتي كان من نتائجها انسحاب ممثل صاحب السمو الأمير، رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ فهد الناصر وعودته مع الوفد المرافق الى البلاد قبل دخولهم منصة كبار الضيوف في الاستاد.
ورغم أن حفل الافتتاح حظي بالاعجاب، فنياً وتقنياً، إلا أن ما لم يُشاهده المتابعون على شاشة التلفزيون كان أشبه بـ «انفلات تنظيمي» تسبب في شكاوى عديدة سواء من الوفد الرسمي أو الجماهير، ابتداء من «استيلاء» عدد من الحضور على المقاعد في منصة كبار الحضور الـ VIP ومروراً بالتدافع الذي حدث في المنصة وأثار استياء الحضور وانتهاء بشكوى جماهيرية من عدم تمكينهم من الدخول الى المدرجات رغم امتلاكهم تذاكر رسمية ومعتمدة من اللجنة المنظمة.
ونقلت مصادر عن الوفد الكويتي أن المغادرة جاءت استجابة لمقترح من وزير الرياضة العراقي أحمد المبرقع الذي كان في استقبال الوفد وأكد لهم صعوبة الوضع في المنصة مفضلاً عدم محاولة الدخول إليها.
وتداولت وسائل التواصل الإلكتروني لقطات توضح حجم الفوضي العارمة التي شهدها استاد البصرة الدولي ومحيطه قبل وأثناء حفل الافتتاح كما تحدث مشجعون كويتيون وعمانيون وشكوا من تعرضهم إلى مضايقات وعدم تمكينهم من الدخول الى الملعب رغم تكبدهم مشاق السفر الى البصرة لمؤازرة منتخباتهم وحصولهم على تذاكر للمباريات.
وكان الوفد الكويتي الأكثر تضرراً من وراء هذه الفوضى، حيث لم يتوقف الأمر عند عدم دخول ممثل سمو الأمير الى المنصة بل تجاوزه الى وفد اتحاد كرة القدم الى مضايقات كما نقل عضو مجلس الإدارة عبدالعزيز السمحان الذي كشف عن تعرضه الى عملية سرقة خلال دخول الملعب عبر قطع «جيب الدشداشة» بموس والاستيلاء على محفظته.
وأصدر الاتحاد الكويتي لكرة القدم بياناً أعرب فيه عن استيائه الشديد من «سوء تنظيم مراسم حفل افتتاح البطولة».
وأشار إلى ما نتج عن ذلك «من تدافع جماهيري وازدحام شديد»، تسبب في تعذر دخول ممثل سمو الأمير، رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية، الشيخ فهد ناصر، لمراسم الافتتاح، حفاظاً على سلامته وسلامة الوفد المرافق له.
وأضاف: «أنه نظراً لما حدث، وتضامناً مع ممثل أمير البلاد، فقد انسحب بدوره رئيس الاتحاد الكويتي، عبدالله الشاهين، والوفد المرافق له من مراسم الافتتاح، كما تم إبلاغ رئيس الاتحاد العراقي باحتجاج الاتحاد الكويتي على تلك الأمور التنظيمية».
وتابع: «حفاظاً على مكانة وأهمية البطولة، ودعماً للاخوة الأشقاء، فإن منتخب الكويت لكرة القدم سيستمر في المشاركة في فعاليات البطولة، مع تأكيدات الجانب العراقي بتوافر كافة وسائل الأمن والسلامة التي تتطلبها استمرار المشاركة».
وبيّن الاتحاد أن الشاهين، والوفد المرافق له، سيتابعون المنتخب الوطني للتأكد من عدم تأثر اللاعبين بأي من تلك الأحداث، والاطمئنان على أمنهم وسلامتهم.
وطمأن الاتحاد الجماهير الكويتية على سلامة اللاعبين، وجميع أعضاء الوفد الكويتي في البصرة.
من جهته، أصدر الاتحاد العراقي بياناً يوم أمس أبدى فيه أسفه الشديد لـ«خروج بعض الأمور التنظيمية عن إطارها الصحيح في مراسم افتتاح فعاليات كأس خليجي 25 في مدينة البصرة».
وتقدم رئيس الاتحاد العراقي، عدنان درجال، باعتذار للوفد الكويتي لما واجهه من صعوبات في دخول ملعب جذع النخلة، وما نتج عنه من مغادرة ممثل أمير دولة الكويت رئيس اللجنة الأولمبية الشيخ فهد الناصر، وكذلك رئيس الاتحاد الكويتي وأعضاء مجلس الإدارة.
وأبدى درجال أسفه الشديد لمشاهد التدافع الجماهيري التي حدثت أمام الملعب وداخل المقصورة الرئيسية، مؤكداً أن الاتحاد العراقي، وكذلك القائمين على تنظيم البطولة، سيضعان في الاعتبار ضرورة تلافي ما حدث لضمان ظهور العملية التنظيمية في أفضل صورة ابتداء من مباريات اليوم الثاني للبطولة.
وأشار درجال إلى أن ما حدث من أمور تنظيمية لن يؤثر على متانة العلاقة بين العراق والكويت، وبالأخص على المستوى الرياضي. لافتاً إلى أن الاتحاد الكويتي كان من أشد الداعمين لإقامة البطولة في مدينة البصرة سواء من خلال زيارة رئيس الاتحاد الكويتي عبدالله الشاهين والوفد المرافق له لملعبي البطولة قبل إقامتها بنحو ثلاثة أسابيع، أو بتواجد المنتخب الكويتي لملاقاة منتخب العراق ودياً في ملعب الميناء الأولمبي.
وحث عدنان درجال الجماهير على ضرورة مواصلة الدعم والمساندة من أجل إنجاح البطولة التي تمثل بوابة عودة الرياضة العراقية لاستضافة الأحداث الرياضية بعد فترة طويلة من الغياب.