سيكون حاضراً عبر «وادي المنفى» على خريطة السينما العالمية
ميشال حوراني لـ «الراي»: في «ستيليتو» البطولة للنساء على صعيد النص وليس الأداء
يؤكد الممثل اللبناني ميشال حوراني أن رهانه على مسلسل «ستيليتو» كان في مكانه، موضحاً أن دوره فيه كان محورياً لأن قصته تدور حول الجريمة والتحقيق، رافضاً أن يقال إن دوره فيه جاء مكملاً لأدوار الممثلين الرجال في المسلسل بل للقصة في ذاتها.
حوراني تحدّث لـ «الراي» عن «ستيليتو» ونجاحه، عن مدى رضاه عنه وتحضيراته لما بعد هذا المسلسل.
• هل يمكن القول إن الممثلات المُشارِكات في «ستيليتو» هن بطلات العمل الأساسيات؟
- طبعاً، والجواب لا يحتاج إلى تردُّد.
في النسخة التركية الأساسية، البطولة هي نسائية والأمر نفسه ينطبق على النسخة العربية، وهنا أتحدّث على صعيد النص وليس على صعيد الأداء، أما الرجال فهم مكمّلون للقصة.
• هل دورك في المسلسل مكمّلاً لأدوار الممثلين الرجال؟
- بل إن دوري مكمّل للقصة برمتها.
لأن «ام بي سي» كتبت عند التعريف للمسلسل: هناك جثة تسقط من الطابق الأول ويبدأ المحقّق رامي في التحقيق.
المسلسل يقوم على جريمة، وبما أنني المحقق، فهذا يعني أن دوري محوري وأساسي في القصة كاملة مع النساء ومع الرجال. لا توجد جريمة من دون محقق وتحقيق، وهذا الأمر شكّل أحد عوامل الجذب بالنسبة إليّ، والتي شجعتني على القبول بدور المحقق رامي، مع أنني لعبتُ أدواراً أصعب منه.
دور رامي محوري وأنا تمكنت من إعطائه بُعداً، من خلال لقائي بعدد من المحققين اللبنانيين ودخولي عالم مسرح الجريمة وتَعَرُّفي عليه، أي إنني قمت بتحضيرٍ عمليّ للموضوع واخترتُ منه ما يناسب الاستخدام درامياً.
• هل شاهدتَ النسخة الأصلية من المسلسل؟
- كلا، عندما اجتمعتْ «ام بي سي» مع أبطال العمل الأساسيين، سألنا هل هناك «سكريبت» للمسلسل، قالوا كلا بل توجد النسخة التركية، ثم أرسلوا لي رابط بعض الحلقات وشاهدتُ عدداً من المَشاهد وعلمتُ أن موضوع المسلسل يدور حول جريمة وتحقيق، فقلت لهم إنني لن أشاهد المسلسل لأنني لا أريد أن يكون هناك مرجع في ذهني للأداء، ثم قمتُ بإعداد شخصية المحقق وفق رؤيتي الخاصة.
• هل أنت راضٍ عن النتيجة مئة في المئة؟
- بل أكثر من مئة في المئة. أولاً، لأن النتيجة جاءت أكبر مما كنتُ أتوقعه، وهذا يعني أن البابَ الذي دخلت من أجله هذا العمل تحقق أيضاً، ولكن لأن الأمور لم تصل إلى خواتيمها، لذلك لا يمكنني أن أفصح عن شيء حالياً.
والاتفاق على عمل ثان أكبر مع «ام بي سي» هو استثمارٌ لما زرعتُه بفضل أدائي وعملي وما لمسَه الفريق التركي و«ام بي سي».
الأثَر الذي تركتُه عند المخرج التركي هو دليل على براعتنا كممثلين لبنانيين، وليس أنا وحدي. الممثل اللبناني يستطيع أن يبرهن في أي مكان يتواجد فيه عن قدراته وأين يمكن أن توصله لاحقاً.
• أيهما تختار بين عمل جماهيري وعمل آخَر أقل جماهيرية ولكنه أكثر أهمية من حيث المحتوى؟
- أنا بحاجة لكلا العملين.
• ربما يحرص الممثل على اختيار العمل الذي ينشر اسمه أكثر؟
- هذا لا يكفي. الممثل الذكي هو الذي يعرف كيف ينوّع في اختياراته وكيف يحافظ على الانتشار كما على القيمة الفنية، وهذه تُعتبر المعادلة الذهبية التي يجب أن يعتمدها كل ممثل.
• ولكن هذه المعادلة ليست متوافرة درامياً؟
- ليست متوافرة دائماً، ولكن على الممثل أن يجيد الاختيار من بين ما يُعرض عليه.
مثلاً، قريباً سيُعرض الفيلم العالمي الذي شاركتُ فيه وهو بعنوان «وادي المنفى»، وهذا الخيار هو فني بامتياز، وليس خياراً جماهيرياً ولا تجارياً، لأن الفيلم سيجول على مختلف المهرجانات الدولية وسأكون حاضراً كممثل على خريطة السينما العالمية.
من المهم أن يُسجَّل في سيرتي الذاتية كممثل أنني ممثّل منتشر ويضم رصيدي خيارات فنية مهمة، وأعتقد أن هذا الأمر يشكل طموحاً لكل ممثل يتعامل مع مهنته بجدية.
• وهل ستكمل في المرحلة المقبلة بالدراما المشتركة أم أنك ستعود إلى الدراما المحلية؟
- أنا واقعي وموضوعي جداً، هل توجد دراما محلية؟ كنتُ ولا أزال أؤمن بأننا كممثلين لبنانيين يجب أن ندعم الدراما اللبنانية المحلية، ومشاركتي خلال العام الماضي في مسلسل «والتقينا» كانت في إطار هذه القناعة، أي التواجد ضمن الخريطة المحلية الضيقة.
ولكن الصورة تجاوزتْنا والأعمالُ صارت تُعرض على المنصات والدراما تحوّلت إلى عربية مشتركة، ولا يمكنني أن أكون خارجها. في الفترة المقبلة سأتابع في الدراما العربية المشترَكة، وأي عمل محلي لبناني أحقق نفسي فيه لن أتردد عنه. لا بد من دعم الدراما المحلية ولكن بالحد المقبول.
• ما حقيقة ما يقال عن ان الأعمال التي تُصوّر في تركيا حالياً أبطالها ممثلون سوريون فقط؟
- هذا الكلام غير صحيح، وما أعرفه أن هناك أعمالاً مشتركة تُصوَّر حالياً في تركيا. هناك عمل يشارك فيه نيكولا معوض وممثلة لبنانية وباسل خياط، وعمل آخَر لقيس الشيخ نجيب وسلافة معمار وتشارك فيه أيضاً ريتا حرب وإيلي متري ورولا بقسماتي، كما يتمّ التحضير لعمل ثالث من بطولة جنيد زين الدين وممثل سوري.
لكن النواحي التسويقية وليس الفنية هي التي ترجّح إلى أين تميل كفّة البطل.
• تقصد أن الممثل السوري هو البطل الأول في الدراما المشتركة؟
- ما دام الممثل السوري أسّس منذ ثلاثين عاماً للانتشار، فمن الطبيعي أن يكون هو البطل الأول.
لا شك أنه يملك الكفاءة لأن يكون النجم الأول، ولكن نحن أيضاً لدينا الكفاءة لأن نكون كذلك ولكن ينقصنا الوقت والدعم.
• أي نوع من الدعم تقصد؟
- دعْم المُنْتِج، لأنه يجب أن يثق بالممثّل اللبناني.
بما أننا في السينما في الصفوف الأولى، وفي الإعلام في الصفوف الأولى، وفي البرامج في الصفوف الأولى، فلا أعتقد أنه يوجد أي مانع من أن نكون في الدراما في الصفوف الأولى أيضاً.
لا يهمّني أن أسبق غيري، ولكنني لا أقبل بأن أكون في الخلف، وطموحي كممثل لبناني أن أكون في الصفوف الأولى.