مشاجرات واستعراضات وسرعات جنونية في استقبال العام الجديد
التجمعات الشبابية... خَنَقت «الصبية»
- خالد المهندي لـ«الراي»: العنف واحد من 15 ظاهرة سلوكية تهدد بسقوط المجتمعات
- فيصل الأستاذ لـ«الراي»: فلاشات توعوية للحد من ظاهرة العنف وتركيز عليها في المناهج
كانت ليلة رأس السنة في مخيمات منطقة الصبية، نسخة مكررة من كل عطلة نهاية الأسبوع في الآونة الأخيرة، حيث سادت حالة من عدم الاستقرار، مع التجمعات الشبابية التي تشحن أجواءها بالمشاجرات العنيفة والاستعراض المزعج للسيارات حتى ساعات متأخرة من الليل، إضافة إلى السرعة الجنونية في القيادة وتهديد أرواح الناس ومرتادي الطرق.
وقالت مصادر أمنية مطلعة «الراي» إن «عدد البلاغات التي وردت إلى هاتف الطوارئ 112، بلغت في الساعة الأولى من العام الجديد نحو 100 بلاغ»، مشيرة إلى أن منطقة جسر جابر كان لها نصيب الأسد منها، ما بين مشاجرات وتصادم ومضايقات للعوائل، وحالتي طعن إحداهما بحالة حرجة، بسبب مشاجرة كبيرة، حيث تمت السيطرة عليها من قِبل رجال الامن، بينما توزعت البلاغات الأخرى ما بين حوادث مرورية وتصادم وحريق وإزعاج من بعض الأهالي من الأصوات في بعض المواقع، أبرزها منطقة المخيمات في الصبية وفي شاليهات الخيران وبعض البنايات في المناطق الداخلية.
ومع ما رافق ليلة رأس السنة من أحداث وخروج عن المألوف، تحدثت «الراي» مع متخصصين في علم الاجتماع والنفس، لتفسير ما يقوم به الشباب من أعمال وما يتصف به سلوكهم من عنف.
حالة تمرد
يقول الاستشاري النفسي الدكتور خالد المهندي إن «مثل هذه السلوكيات تضرب قلب المجتمع. فالعنف واحد من 15 ظاهرة سلوكية تمثل السبب الرئيسي في سقوط المجتمعات وتفككها»، مبيناً أسباب انتشار السلوكيات في صفوف الشباب والمراهقين وفق هذا النحو المفرط، فذكر أن «الأجواء العامة أصبحت أجواء عنف في شتى أنحاء العالم، خصوصاً في الدول المضطربة التي تشهد انفلاتاً أمنياً، ينقل إلى المنازل بواسطة الفضائيات».
وأوضح المهندي أن «ظاهرة العنف والمشاجرات الشبابية في أي مجتمع، هي نتاج غياب المشاريع التنموية والتوعوية في البلاد، إضافة إلى تأثير الصراعات الداخلية التي يعيشها المجتمع بأسره، وحولت أفراده إلى مجموعة من الأشخاص المضطربين، والمصابين بالتوتر وعدم الاستقرار، الأمر الذي أوجد حالة من التمرد لدى الأطفال، دفعتهم إلى رفض التقيد بجميع اللوائح والقوانين».
دور المدرسة
من جانبه، كشف مدير إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية السابق في وزارة التربية فيصل الأستاذ لـ «الراي»، عن «تضمين المناهج الدراسية قيم الولاء والمواطنة، في محاولة لتعزيزها في نفوس الطلبة ونبذ جميع السلوكيات السلبية الخاطئة، والتي أهمها إثارة النعرات، مع التركيز بشكل أكبر على ظواهر العنف الطلابي».
وبيّن الأستاذ أن «الوزارة قامت خلال الفترة السابقة بإنتاج بعض الفلاشات التربوية، التي تناولت جملة من السلوكيات المستجدة على المجتمع الكويتي»، مشدداً على «ضرورة تفعيل هذا التوجه في الجهات الحكومية كافة».
وقال إن «المجتمعات المدرسية تعيش أزمة التعامل مع الواقع الخارجي، حيث هناك خلل قائم في السلوكيات، الأمر الذي نشهد خلاله تلك الظواهر من حوادث العنف والمشاجرات والقتل والطعن، وهي سلوكيات دخيلة تستوجب تعاون الجهات الحكومية والخاصة للحد منها»، مؤكداً أنه «غير صحيح ما يردده البعض، من أن وزارة التربية اهتمت بالجانب التعليمي وأغفلت الجانب السلوكي في مدارسها».
وأكد «حرص الوزارة منذ سنوات على تعزيز المدارس بالعدد الكافي من الباحثين النفسيين والاجتماعيين، ومتابعة سلوكيات الطلبة، خصوصاً في المرحلتين المتوسطة والثانوية. والمهنة، وإن كانت طاردة في الوقت السابق، تشهد إقبالاً ملحوظاً بعد إقرار الامتيازات المالية».
وفيما أكد توفير الوزارة كل الأجواء الملائمة لعمل الباحث النفسي والاجتماعي في المدرسة، وفي آلية تواصله مع أولياء الأمور، قال إن «هناك بعض الآباء والأمهات يحرضون أبناءهم على ارتكاب العنف، تحت ما يسمى (أخذ الحق باليد)، ظناً منهم بأن هذا الأسلوب يستثير الرجولة المبكرة في نفوس أبنائهم ويجعلهم يعتمدون على أنفسهم منذ الصغر، وهي أفكار خاطئة بطبيعة الحال».