«الراي» جالت في مرافق «كيبيك» بمنطقة الزور

العتيبي: 12 يوماً احتياطي غاز الكويت المسال... بالطاقة القصوى

تصغير
تكبير

- بوزبر: 8.9 مليون متر رمال لدفن المياه تعادل 3 أضعاف أكبر أهرامات الجيزة
- أكثر من 730 مليون دولار مساهمة المشروع في دعم السوق المحلي

إن كنت تعمل في القطاع النفطي، وفي المواقع الميدانية الحيوية تحديداً، فأنت أشبه بجندي من نوع آخر، هدفه الحفاظ عن مصالح الدولة الاقتصادية الإستراتيجية، لاسيما أن النفط يمثل مصدر دخل الكويت الأول والأكبر.

من هذه المواقع، مرافق الغاز المسال في منطقة الزور التابعة للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة «كيبيك»، والتي تبعد نحو 90 كيلومتراً عن مدينة الكويت وتمتد داخل البحر بنحو 2 كيلومتر، إذ تجد في هذه المنطقة كتيبة من الشباب الكويتي يعملون بمنتهى الحرفية، تحت أقسى الظروف الجوية للحفاظ على سلاسة الأعمال وتنفيذها بمنتهى الاتقان، فالخطأ هناك غير وارد، واتباع أقصى درجات الحيطة واجب في كل تحركاتهم.

وفيما جاء اختيار منطقة الزور الحيوية لاحتضان مرافق الغاز المسال، أحد المشاريع الإستراتيجية النفطية في الكويت، كونها أنسب المواقع فنياً وإستراتيجياً، فإن تنفيذ هذا المشروع الضخم على أرض مستحدثة بمساحة 716 ألف متر مربع لم يكن سهلاً، خصوصاً أن المنطقة بحرية، الأمر الذي تطلب دفنها بكميات هائلة بلغت نحو 8.9 مليون متر مكعب من الرمال، تعادل 3 أضعاف أكبر أهرامات الجيزة تقريباً.

حتى الخزانات التي تحملها هذه المنطقة ليست عادية كما يتصورها البعض، فيكفي أن قطر الخزان الواحد يبلغ 96 متراً بارتفاع 57 متراً تقريباً، ما يعادل مساحة أرضية ملعب استاد الشيخ جابر الأحمد لكرة القدم لكل خزان، في حين تبلغ سماكة الجدار الخرساني الخارجي للخزان 1.2 متر من الجزء السفلي.

ومن شأن المشروع الذي تبلغ تكلفته نحو 2.93 مليار دولار تأمين المخزون الإستراتيجي للكويت من الغاز المسال في حالات الطوارئ لنحو 12 يوماً بالعمل بالطاقة القصوى، ويمكن أن تمتد لأكثر من ذلك وفقاً للاستخدام، حيث تشتمل مرافق الغاز المسال على 8 خزانات ضخمة لتخزين الغاز الطبيعي المسال، بسعة 225 ألف متر مكعب للخزان الواحد، ويبلغ إجمالي كمية الخرسانة المستخدمة في إنشائها نحو 214 ألف متر مكعب بما يفوق كمية الخرسانة المستخدمة في أطول برج مبني من الخرسانة في العالم، وهو برج الحمراء في مدينة الكويت، كما تضم مرفأين لاستقبال بواخر الغاز المسال.

شرح وافٍ

وخلال جولة «الراي»، كان مدير مشروع الغاز المسال محمد العتيبي يتابع كل صغيرة وكبيرة على مدار الوقت عبر جهاز اللاسلكي الذي لم يتوقف عن البث، ليُصدر توجيهاته وتعليماته للعاملين في المشروع، إلى جانب تقديمه شرحاً وافياً عن كل جوانب المشروع ومزاياه وعوائده على الكويت، حيث أعطى من خلال ما طرحه مثالاً للقيادي النفطي المثقف والمدرّب على أعلى مستوى والمطلع على أحدث تطورات التكنولوجيا.

وذكر العتيبي، خلال الجولة، أن المشروع تم تنفيذه بناءً على توجيهات مؤسسة البترول الكويتية لإنشاء مرافق لتسلم وإعادة تبخير الغاز الطبيعي المسال بشكل دائم، وذلك لتحقيق الخطة الإستراتيجية للمؤسسة 2030 التي تستهدف تلبية احتياجات السوق المحلي من الوقود على المدى البعيد، وزيادة مرونة العمليات لتلبية الطلب الموسمي على الوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية في أوقات الذروة خلال فصل الصيف.

ولفت إلى أن المشروع يتوافق مع أحد الأهداف البيئية في الكويت في ما يتعلق بتحسين نوعية الهواء من خلال تقليل الانبعاثات من محطات توليد الطاقة الكهربائية، الأمر الذي يعكس التزام «البترول» وشركاتها التابعة بالممارسات الصحيحة دائماً واهتمامها بحماية البيئة والمجتمع، مؤكداً أن استخدام الغاز الطبيعي المسال في محطات الكهرباء سيضمن تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 30 في المئة.

وشدد العتيبي على أن اختيار منطقة الزور جاء لأنها أنسب المواقع فنياً وإستراتيجياً لتنفيذ المشروع، منوهاً إلى بعد الانتهاء من دراسات المردود البيئي لتغطية الموقع والإنشاء وعمليات التشغيل، تم عرض نتائجها على الهيئة العامة للبيئة والحصول على موافقتها.

ولعل الجدير بالذكر هنا، أن العتيبي انتقل من شركة نفط الكويت عند تأسيس «كيبيك» ليصبح اليوم مسؤولاً عن أحد أهم المشاريع النفطية الكويتية الإستراتيجية التي يتم من خلالها استيراد الغاز المسال الذي أصبح أحد مصادر الطاقة الآمنة بيئياً على مستوى العالم، والمسؤول عن ضمان سلاسة تأمين استقبال المخزون الإستراتيجي من الغاز المسال في الكويت.

بوابات أمنية عندما تعبر البوابات الأمنية لمرافق استيراد الغاز المسال، ستجد نفسك في منطقة تتميز بتنظيم على أعلى مستوى، ليس فقط للعمليات النفطية ولكن البيئية أيضاً، فلم يتم إغفال أدق التفاصيل من التخضير والتشجير والشوارع المنظمة المقيّدة السرعة.

ورغم أنك لن ترى في طريقك إلا معدات وخزانات وأنابيب، إلا أن كل شبر في هذه المنطقة تحت رقابة مشددة، فكاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار تغطي كل جوانب الموقع، لذلك لا تتخيل أنك تستطيع أن تتغاضى أو تُهمل أي إجراءات تخص الأمن والصحة والسلامة تطبقها «كيبيك» في عملياتها، وتعتبرها إجراءات أساسية لا يمكن التنازل عنها.

ورغم الأمطار الغزيرة خلال جولة «الراي»، التي استمرت لنحو 4 ساعات ما بين المقر الرئيسي في الزور وداخل المرافق وغرفة العمليات، إلا ان هذه الأمطار لم تمنعنا من الوصول إلى آخر نقطة بمرافق استيراد الغاز المسال داخل البحر بعمق 2 كيلومتر.

أرقام تاريخية

وخلال الجولة، عدّد رئيس فريق المشاريع الكبرى للغاز المسال في «كيبيك» فهد بوزبر لـ«الراي» الأرقام التاريخية لأعمال مشروع مرافق الغاز المسال في الزور، والتي أظهرت أن حجم ما تم تنفيذه كالتالي:

1- 8.9 مليون متر مكعب من الرمال لدفن المياه، بما يعادل حجم 3 أضعاف أكبر أهرامات الجيزة تقريباً.

2- 1.8 مليون متر مكعب السعة التخزينية الإجمالية للخزانات، الأكبر على مستوى العالم التي يتم بناؤها في مرحلة واحدة.

3- 96 متراً قطر الخزان الواحد بارتفاع 57 متراً تقريباً، ما يعادل مساحة أرضية ملعب استاد جابر لكرة القدم لكل خزان، و1.2 متر سماكة الجدار الخرساني الخارجي للخزان من الجزء السفلي.

4- 214 ألف متر مكعب إجمالي كمية الخرسانة المستخدمة في إنشاء الخزانات، ما يفوق الكمية المستخدمة في أطول برج مبني من الخرسانة في العالم، وهو برج الحمراء في مدينة الكويت.

5- 18 ألف طن إجمالي وزن صفائح النيكل المستخدمة في الهيكل الداخلي للخزانات، بما يعادل وزن 14 ألف سيارة تويوتا كورولا.

6- السعة التخزينية الإجمالية للخزانات تكفي لإمداد الكويت بالغاز الطبيعي لمدة 12 يوماً بالطاقة القصوى للمنشأة (3000 مليار وحدة طاقة حرارية بريطانية يومياً) دون استلام أي ناقلة.

7- 13 ألف عامل في هذا المشروع الإستراتيجي العملاق في الذروة في أرض المشروع.

8- 80 مليون ساعة عمل آمنة في المشروع، مع تدريب ما يفوق 100 مهندس ومهندسة ومشغّلين كويتيين.

9- أكثر من 730 مليون دولار مساهمة المشروع في دعم السوق المحلي.

10- استيعاب تفريغ ناقلتي غاز طبيعي مسال في آن واحد للتعامل مع متغيرات السوق العالمي وتقليل الوقت اللازم للتفرغ.

11- 125 ناقلة غاز طبيعي مسال تم استقبالها وتفريغها منذ تشغيل المشروع. الغانم: 3 مناطق رئيسية

في غرفة التحكم

في غرفة العمليات الخاصة لمشروع مرافق الغاز المسال، يتواجد شباب كويتي على أعلى مستوى من التدريب ويديرها بكل اقتدار.

وفي هذا الإطار، قدم رئيس فريق العمليات بالمشروع غانم الغانم، خلال الجولة، شرحاً وافياً لما تتضمنه وتقوم به غرفة العمليات، مبيناً أن غرفة التحكم تتكون من 3 مناطق رئيسية هي التحميل والعمليات والخدمات، وتم تنفيذها بما يواكب أحدث تكنولوجيا عالمية، حيث يتم من خلالها التنسيق بين المسؤولين لضمان تنظيم سير العمليات كاملة بشكل سلس.

وتشتمل غرفة العمليات على شاشات شاملة تتضمن مصادر تزويد الغاز المسال بهدف التحكم في جودة الغاز المسال، والحرص أن يكون وفق متطلبات وزارة الكهرباء والماء.

مكالمات 5.30 صباحاً

كشف مدير مشروع الغاز المسال محمد العتيبي أن هناك خطوط هاتف ساخنة تصدر من خلالها التعليمات كل يوم الساعة 5.30 أو 6 صباحاً من شركة نفط الكويت حول الكميات المطلوب ضخها في شبكة الغاز لاستخدامها في محطات الكهرباء والغاز.

سر الكبسولة البرتقالية

خلال الجولة، سألت «الراي» عن سر قارب برتقالي معلق على أحد جدران مناطق المرافق فوق المياه، فردّ العتيبي بأنها كبسولة إنقاذ لحالات الطوارئ في المرافق، تكفي لحمل 30 شخصاً كما أنها محمّلة بالمياه والغذاء، حيث يتم استخدامها للطوارئ وذلك لحين وصول الإنقاذ.

وبيّن أن كبسولة الإنقاذ مزودة بمحرّك يمكنها من الذهاب بعيداً عن منطقة الطوارئ بما يصل بالعاملين إلى بر الأمان في حال حدوث أي طارئ.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي