مُتعافٍ يشرح كيف تغلّب بالإرادة والجسارة على المخدرات وبمساعدة مركز علاج الإدمان

«لحظة وعي» أعادت مُدمناً... إلى الحياة


مركز علاج الإدمان طريق التعافي لمن أراد العودة للحياة الطبيعية
مركز علاج الإدمان طريق التعافي لمن أراد العودة للحياة الطبيعية
تصغير
تكبير

- ناصر:
- الفضول والبحث عن أبواب جديدة أدخلاني في عتمة دهاليز المخدرات فقطفتْ 24 عاماً من عمري
- بدأت في عمر 17 عاماً بتعاطي المؤثرات العقلية فقادتني إلى المواد الدخانية ثم الكحول
- التعاطي جعلني شبه إنسان وشخصاً مهزوماً يهرب من أي مشكلة خوفاً من المواجهة
- هنادي الأشكناني: حالة ناصر بعقباته وانتكاساته ثم ثباته على طريق التعافي رسالة لمن لا يستطيع الإقدام على ترك الآفة

بعد أن يتمكن من الإنسان ويتغلغل في شرايينه، يصبح الانتصار على الإدمان ليس بالأمر السهل، لكنه دليل إصرار على البقاء، بل هو قوة وجسارة ورغبة حقيقية بمسيرة ملأى بعطاء منشرح نأياً عن كل ما يدمر روعة الحياة ويشوه بهاءها ويلوث نقاءها.

وبمثل هذه الإرادة الواعية والرغبة الصادقة الباهية، يدق ناصر ناقوس الخطر محذراً كل من تسول له نفسه مجرد التفكير بالتجربة، ويتحسر من عمق تجربته الإدمانية على أيام خالية أذبلت زهور سني حياته الماضية، وفتكت بشبابه الزاهي، بزعم الفضول وطرق أبواب جديدة، فعاش مدة طويلة في عتمة دهاليزها، يتشوى على جمر العزلة وانتكاسات متتالية امتدت إلى 24 عاماً.

وبروح معنوية عالية، يحكي ناصر لوكالة «كونا» تجربته المرة مع عالم الإدمان التي بدأها بعمر 17 عاماً بتعاطي المؤثرات العقلية، والتي قادته في ما بعد إلى ما يسمى بالمواد الدخانية، ثم الكحول، معللاً ذلك بأن نزعة الفضول في فترة المراهقة كانت أعلى، ولا سيما مع غياب الوعي بمخاطر المخدرات ومصاحبة أصحاب السوء.

وقال إن رحلته مع التعاطي جعلت منه شبه إنسان بل شخصاً مهزوماً يحاول الهروب من أي مشكلة خوفاً من المواجهة وبيان تهالك شخصيته، علاوة على انحسار دائرة الأهل والأصدقاء بفعل الرغبة الدائمة للانعزال بفعل التعاطي، فكان يلجأ للمخدرات، واهماً بأنها قادرة على مساعدته لتجاوز «جبال المشاكل المتراكمة».

وأوضح أن محاولته الدؤوبة لجني الأموال بأي وسيلة كانت بهدف شراء المخدرات، صنعت منه شخصاً هامشياً لا يثق به كل من حوله، ولا سيما مع تكرار نكوثه بالوعود فضاقت الدائرة الاجتماعية من حوله رغم إقدامه على الزواج والإنجاب، واصفاً حالته بأنها أشبه بالموت البطيء بفعل تعطل المشاعر وجفاف التفاعل بمحيطه.

وكشف عن اللحظة الفاصلة في حياته، ليصفها بأنها لحظة «العودة للحياة» بعدما شتتت المخدرات أبناءه، وانفصل عن والدتهم، علاوة على تراكم القضايا المالية ضده، قائلاً إنه قرر متسلحاً بالإرادة والإصرار السير قدماً نحو الطريق الصحيح، بمراجعة مركز علاج الإدمان الذي وفر له العلاج والبرامج التأهيلية النفسية والاجتماعية.

وأضاف أن المركز ساعده عبر برامج عالية الفعالية على تجاوز مراحل التعافي الأولى، والتي يستصعب على أي حالة تجاوزها منفرداً، ولا سيما بحلهم لمشاكل جانبية عالقة، الأمر الذي أسهم بدعم الإرادة لديه والثبات على طريق التعافي.

وبهذا الصدد، قالت رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية بالمركز هنادي الأشكناني إنه وبعد 4 أعوام من قرار ناصر سلوك طريق التعافي، تم اختياره وفقاً لآلية متبعة ليكون مشرفاً ومسؤولاً عن حالات النزلاء، يحثهم على الصبر ويقاسمهم مر التجربة السابقة.

وأضافت الأشكناني أن المركز يقدم علاجاً بروتوكولياً معتاداً للمرضى، لكنه يواصل مساندة ومؤازرة حالات شبيهة بناصر، عبر تقديم برامج نفسية واجتماعية تعنى بتخطيهم المراحل الصعبة الأولى للتعافي بسرية، وخصوصية عالية، مشيرة إلى أن ناصر التحق ببرنامج «منزل منتصف الطريق» الذي خوله في ما بعد للإشراف على حالات مماثلة تقيم في المركز.

وأكدت أن حالة ناصر، وما مرت به من عقبات وانتكاسات، ومن ثم ثبات على طريق التعافي، جديرة بأن تقدم رسالة لجميع من لا يستطيع الإقدام على ترك آفة المخدرات، موضحة أن «غياب القرار عند بعض متعاطي المخدرات، يلزمنا توجيه الرسالة لذوي مدمني المخدرات لمساعدتنا للوصول إلى أكبر عدد ممكن والسعي لعلاجهم من خلال رقم المركز أو حساباته في برامج التواصل الاجتماعي».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي