نجاح الحفلات والدراما والمسرح وعودة الروح للمعارض عكّره ألم الفراق
«2022»... عام البهجة الفنية والثقافية
يمكن وصف عام 2022، بعام البهجة على الصعيدين الفني والثقافي، إذ شهد دوران عجلة الحفلات مجدداً، لتشتعل معها المسارح التي تزيّنت بمطربيها. وكذلك الحال كانت بالنسبة إلى المسرح والدراما والمعارض الفنية. وشهدت الحركة الثقافية، عودة الروح إلى أرض المعارض، بعد إقامة معرض الكويت الدولي للكتاب بعد توقف لعامين بسبب جائحة كورونا. ورغم هذا التوهج، كان لألم الفراق وقعه المرير، والذي عكّر صفو هذا النجاح.
«بوشعيل».... مقدماً للمرة الأولى
خاض «نبض الكويت» الفنان نبيل شعيل تجربة التقديم للمرة الأولى في تاريخه الفني، حين جلس على كرسي التقديم من خلال برنامج «مع بوشعيل»، الذي عُرض على شاشة تلفزيون «الراي» في شهر رمضان الفائت.
واستطاع «بوشعيل» أن يثبت نفسه كمقدم، حين استضاف في ثلاثين حلقة، نجوماً كلاً في مجاله من دولة الكويت والوطن العربي، محققاً نسبة مشاهدة عالية وإشادة جماهيرية كبيرة.
المسرح... العجلة مستمرة بالدوران
شهدت الحركة المسرحية في الكويت خلال العام 2022 نشاطاً ملحوظاً، سواء في المسرح الأكاديمي عبر مهرجاني «الكويت المسرحي 22» و«أيام المسرح للشباب 13»، أو من خلال العروض التي قدمها المسرح التجاري في عيدي الفطر والأضحى.
لو بدأنا من المسرحي الأكاديمي، خصوصاً مهرجان «أيام المسرح للشباب» الذي نظمته الهيئة العامة للشباب، لوجدنا شدة المنافسة رغم قلة العروض المشاركة، حيث قدمت فرقة المسرح الكويتي مسرحية «صالحة»، كما شاركت فرقة «تريند» بمسرحية «وميض»، ودخلت فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية بعرض عنوانه «ذاكرة صفراء»، وفرقة المسرح الشعبي بـ«قبر ولكن».
أما فرقة مسرح الخليج، فقد دخلت بعرض عنوانه «أناركيا»، فاكتسح جوائز المهرجان وفاز بأفضل عرض متكامل.
ولم يكن التكهن سهلاً بالعروض الفائزة في مهرجان «الكويت المسرحي 22»، الذي انطلقت فعالياته في شهر أكتوبر الماضي، حيث جاءت توقعات النقاد مُغايرة نوعاً ما عن اختيارات لجنة التحكيم.
فقد استحوذت مسرحية «طاهرة» لفرقة مسرح الخليج العربي على الجائزة الكبرى بفوزها كأفضل عرض مسرحي متكامل، بالإضافة إلى حصولها على 4 جوائز أخرى في مجالات مختلفة، هي الأزياء والديكور والإضاءة، إلى جانب جائزة أفضل ممثلة دور أول لبطلة المسرحية أحلام حسن.
وتنافست في المسابقة الرسمية للمهرجان 8 فرق مسرحية، أهلية وخاصة، وهي مسرحية «الهجين» لمؤسسة «إيت» ومسرحية «لنشرب القهوة» لفرقة مسرح الشباب، ومسرحية «طاهرة» لفرقة مسرح الخليج العربي، ومسرحية «تفضلوا على العشاء» لفرقة المسرح الكويتي، ومسرحية «ماردين» لفرقة المسرح الشعبي، ومسرحية «ولاية عجب» لشركة «جالبوت».
وفي المسرح التجاري، احتدمت المنافسة بين نجوم الكوميديا الكويتية هذا العام، حيث عاد الفنان عبدالعزيز المسلم إلى أجواء الرعب من خلال مسرحية «الطابق الثاني» وهي من تأليفه وإخراجه، وبمشاركة الفنانة هدى حسين.
كذلك قدم الفنان طارق العلي مسرحية «طمباخية» في مسرح نقابة العمال بميدان حولي، ولاقت المسرحية أصداء جيدة حينها.
أما الفنان بشار الشطي، فقد أبدع بمسرحية «السيرك» للمخرج بدر الشعيبي، خلال عرضها على مسرح النادي العربي.
وكعادته، نجح الفنان محمد الحملي في مسرح الأطفال، عبر مسرحية «أنا زومبي» التي احتضنها مسرح دار المهن الطبية بمنطقة الجابرية.
في حين تألق الفنان عبدالعزيز النصار بمسرحية «ممنوع من الرقابة»، من تأليف الكاتبة تغريد الداود وإخراج يوسف البغلي حيث حققت نجاحاً لافتاً عند عرضها على مسرح عبدالحسين عبدالرضا.
كما أبدع زميله الفنان خالد المظفر في مسرحية «موعد مع معاليه» على مسرح كيفان، وهي من تأليف وإخراج عبدالعظيم صفر.
ولعلّ مسرحية «الشحاتين» للكاتب بدر محارب والمخرج محمد الحملي، نالت هي الأخرى نصيبها من الجماهيرية والنجاح. أيضاً، شهدت الحركة المسرحية نجاحاً باهراً سجلته المسرحية الغنائية «زين للأبد» على حلبة الكويت.
ولأننا في موسم الحصاد المسرحي، فلا نغفل «قروب البلام» الذي يواصل زرع الابتسامة على مدار العام، إذ قدم لجمهوره أخيراً مسرحية «الحرب العالمية السادسة»، وهي من الأعمال المميزة التي تلقى إقبالاً كبيراً من عشاق المسرح الكوميدي.
أوتار الآلات والحناجر ألهبت الحفلات
كان العام 2022 حافلاً بالنسبة إلى الحفلات الغنائية، إذ إنها لم تتوقف طوال العام، وتوزعت على غالبية الأشهر، واستقطبت نجوماً من كل الوطن العربي، فاشتعلت الخشبات بلهيب أوتار الآلات الموسيقية المرافقة لحناجر الفنانين، ونستعرض أبرزها:
الانطلاقة
كانت الانطلاقة عصر 19 فبراير، حين دقّت طبول الفرح وتعالت الأهازيج في ساحة العلم، إيذاناً بإطلاق احتفالية هي الأكبر في تاريخ الكويت، تعنونت بـ «دار الجمايل»، وتخللتها «العرضات الوطنية» وفنون السامري، إلى جانب ألوان مختلفة من الفنون البحرية.
وفي فبراير أيضاً، وضمن فعاليات كرنفال «رود رش العائلي» في «مدينة الكويت لرياضة المحركات»، أحيت فرقة ميامي الكويتية إلى جانب الفنان بدر الشعيبي ومغني «الراب» دافي والفنانة الإماراتية شمة حمدان حفلاً، فيما احتضن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي حفلات فبراير، حيث افتتح الفنان السعودي عبادي الجوهر والفنان اللبناني ملحم زين أولها بتاريخ 25، في حين أحيا الفنان اللبناني راغب علامة والمغربية أميمة طالب حفلهما في اليوم التالي. أما الفنان فؤاد عبدالواحد والفنانة أسماء لمنور، فأحييا الحفل الثالث بتاريخ 27، ليكون الختام بتاريخ 28 مع الفنان تامر حسني والفنانة يارا.
وفي الشهر ذاته، شهدت «حلبة الكويت لمحركات السيارات» أيضاً إقامة «مهرجان الكويت الأول» الفني الذي استمر على مدار خمسة أيام بمناسبة الأعياد الوطنية.
وافتتح الفنانان خالد الملا وسلطان المفتاح الجلسات الغنائية بالمسرح المكشوف في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، والتي جاءت ضمن الاحتفالات بالأعياد الوطنية وفعاليات موسم «ربيع الكويت 2022».
في شهر مارس، تم افتتاح «أمسيات تراثية» بتنظيم أكاديمية لوياك للفنون الأدائية «لابا» في المسرح الخارجي لحديقة الشهيد، وكانت بدايتها مع الحفل الغنائي الذي أحيته الفنانة سماح خالد والفنان فيصل السعد، في حين أحيا الفنان سليمان العماري الليلة الثانية.
وفي «أرينا 360 مول»، أحيا نجوم الغناء محمد عبده وأصيل أبوبكر إلى جانب نوال الكويتية وفهد الكبيسي وبمشاركة فهد السالم، حفلين غنائيين من تنظيم «روتانا».
أما الفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب، فأطلت بمشاركة الفنان اللبناني آدم بتاريخ 11 مارس ليحييا حفلاً غنائياً أقيم في «مدينة الكويت لرياضة المحركات».
كما شهدت قاعة «البوليفارد» وصالة «قصر حولي بارك» إقامة حفلين.
أما شهر مايو، فقد حمل كماً من الحفلات، خصوصاً في توقيت إجازة عيد الفطر، كان أولها في الثالث من الشهر مع الفنان المصري بهاء سلطان ومواطنه الطفل محمد أسامة في حفل أقيم في قاعة «صالة صباح السالم الرياضية»، أعقبه في اليوم التالي حفلان غنائيان، الأول في «فندق الجميرا» أحياه الفنان عمرو دياب بمشاركة الفنان مطرف المطرف، والثاني في قاعة «البركة» بفندق كراون بلازا وأحيته الفنانة الشعبية السعودية موضي الشمراني بمشاركة الفنان يوسف العماني.
كما أطلّ الفنان السوري ناصيف زيتون للمرة الأولى في الكويت وأحيا حفلاً غنائياً فوق خشبة مسرح صباح السالم. وقدمت الفنانة أنغام مع الفنان فؤاد عبدالواحد حفلاً في «أرض المعارض».
حفلات شهر مايو لم تتوقف عند هذا الحد، إذ احتضن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي عدداً من الجلسات الغنائية تحت عنوان «ليالي عدن» أقيمت فوق خشبة «مسرح جابر العلي»، وأحياها مجموعة من الفنانين.
كما قدم الفنان عبدالمجيد عبدالله ثلاث حفلات متتالية في «أرينا 360 مول».
وقدمت فرقة «جيبسي كينغز» بقيادة مؤسسها تونينو باليارد ليلتين متتاليتين في يونيو، في المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي ضمن فعاليات «صيف الكويت 2022».
وحلّق عازف القانون الدكتور بسام البلوشي بجمهوره في المركز برحلة موسيقية عبر الألحان القديمة والحديثة يرافقه مجموعة من العازفين في أمسية عنوانها «أنغام تركية».
وتشاركت الفنانتان أصالة نصري ورحمة رياض بإحياء حفل غنائي أقيم في «أرض المعارض». وفي ثالث أيام عيد الأضحى المبارك أحيا الفنان خالد بن حسين أولى «جلسات العيد» في قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية بمركز الشيخ جابر الثقافي، بينما التقى الفنان عبدالعزيز الضويحي مع المطربة السعودية مشاعل في اليوم الذي يليه، على الخشبة ذاتها.
السبحة كرّت
بعد توقف ثلاثة أشهر، كرّت سبحة الحفلات بدءاً من شهر سبتمبر، حين انطلقت مع الفنان فواز الرجيب الذي أحيا حفلاً بعنوان «ليلة سليمان الملا» في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وتحديداً في قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية.
وعلى مدار يومين، أقيم حفل آخر بالمركز حمل عنوان «ليلة السندباد»، أحياه الفنانان فهد السالم وجاسم محمد، فيما أحيا الثنائي الموسيقي الشهير «The Ayoub Sisters» من خلال الشقيقتين سارة ولورا أيوب، أمسية موسيقية ذات طابع مميز في المركز أيضاً، في حين احتضن المسرح الوطني بالمركز «ثلاثي الروك» الفرقة الغنائية الأميركية «boyce avenue».
وفي شهر أكتوبر، بدأت الحفلات مع أمسية للموسيقار عمر خيرت والتي أقيمت في «أرينا 360 مول»، في حين اجتمع الفنان ماجد المهندس مع جمهوره في المكان ذاته، لتختتم «أرينا 360 مول» حفلات الشهر مع فرقة ميامي والفنان محمد حماقي.
ولم يختلف نوفمبر عن سابقيه، إذ انطلق بحفل بعنوان «عودك رنان» الذي استضافته قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية في «مركز جابر الثقافي» بصوت الشابين عبدالعزيز أحمد وعبدالعزيز المسباح.
وفي اليوم التالي، وضمن الموسم الجديد للمركز، أطلّ الفنان خالد بن حسين على جمهوره مفتتحاً حفلات «المسرح المفتوح» من خلال جلسة غنائية مميزة، في حين تجدد اللقاء داخل المركز ذاته مع أمسية غنائية موسيقية بعنوان «ليلة العماري والماص» أحياها الفنان سلمان العماري وفرقة الماص للفنون الشعبية.
أما الفنانان تامر حسني وإليسا، فأطلا على جمهورهما بمسرح «أرينا 360 مول»، في حين حظي عشاق الأوبرا بأمسية حملت عنوان «أوبرا الحب» أقيمت في «مركز جابر الثقافي».
الحفلات مستمرة
شهد ديسمبر عدداً من الحفلات الغنائية في أماكن متعددة، انطلقت أولها مع الفنانين خالد بن حسين وإبراهيم دشتي وجاسم محمد الذين قدموا حفلاً غنائيا أقيم بفندق «الجميرا».
بعدها أعقبه حفل آخر في «أرينا 360 مول» أحياه الفنان مروان خوري والفنانة مي فاروق، ثم تلاه حفل ثالث بفندق «كراون بلازا» كان نجمه الفنان اللبناني آدم.
كما أطلّ الفنان عمرو دياب مع فرقة ميامي الكويتية وأحييا حفلاً في «مدينة الكويت لرياضة المحركات»، على أن تستمر الحفلات في هذا الشهر.
الدراما التلفزيونية مستمرة طوال العام
كان العام 2022 مليئاً بالإنتاج الدرامي الذي توزعت مواعيد عروضه على مدار العام. فمنه من دخل سباق الموسم الرمضاني، والآخر حظي بفرصة العرض الموسمي على القنوات الفضائية والمنصات الرقمية المختلفة، وفي ما يأتي نستعرض أبرز الأعمال:
البداية مع مسلسل «ناطحة سحاب» للفنانة سعاد عبدالله. كما أطلت الفنانة حياة الفهد، بمسلسل «سنوات الجريش»، فيما لم يغب الفنان سعد الفرج عن الساحة، حين أطل بمسلسل «الزقوم».
وعاشت الفنانة هدى حسين النجاح مع فريق عمل مسلسل «من شارع الهرم إلى»، الذي أثار ضجة في الموسم الدرامي الرمضاني.
وفي التراث، كان هناك مسلسل «نوح العين»، فيما تناول مسلسل «فتح الأندلس»، قصة القائد الإسلامي طارق بن زياد خلال رحلة الفتح الإسلامي للأندلس أثناء ولاية موسى بن نصير في عهد الدولة الأموية.
كما شهدت الساحة الدرامية وجود عدد آخر من المسلسلات، منها «عين الذيب» للفنان داود حسين، «حريم طارق» من بطولة طارق العلي، و«بيبي» من بطولة شجون الهاجري وبشار الشطي، إضافة إلى مسلسل «دحباش» من بطولة نخبة نجوم، منهم جاسم النبهان وعبدالرحمن العقل.
أيضاً كان هناك الجزء الثاني من مسلسل «محمد علي رود»، من بطولة محمد المنصور وجاسم النبهان، إضافة إلى عرض مسلسلي «عائلة عبدالحميد حافظ» و«هيا الروح».
وأتى الجزء الثاني من «أمينة حاف»، ليكمل مسيرة الجزء الأول، وهو بطولة إلهام الفضالة وشهاب جوهر. كما كان هناك مسلسل «حبي الباهر».
وشهدت نهاية العام أيضاً عرض عدد من المسلسلات، منها «ولد أمه»، «غسيل» و«عودة خالتي».
اللوحات... لم تفارق جدران المعارض
شهد العام الجاري زخماً في إقامة المعارض، التي تنوعت بين تشكيلية وكاريكاتيرية، وحتى تلك التي توثق المسيرة لمن مازالوا ينبضون بالعطاء ومن رحلوا تاركين بصمات إبداعية.
وبالتالي، لم تفارق اللوحات جدران المعارض.
وأبرز تلك المعارض، «هامات ورؤى تشكيلية»، الذي نظّمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في قاعة الفنون بضاحية عبدالله السالم، وتزيّن بالأشكال والمضامين التي صُنعت على يد 25 فناناً تشكيلياً، ممن قدموا خلاصة أفكارهم ورؤاهم، التي تتعلّق بالواقع والخيال معاً.
أما فرقة «المسرح الكويتي»، فأقامت معرض صور كرّمت فيه الفنان عبدالله غلوم، تقديراً لمسيرته الفنية، في حين أقامت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية معرضاً بعنوان «فنانات كويتيات»، شاركت فيه 23 فنانة بـ40 لوحة تعبر عن لغة الألوان على زوايا جدران قاعة المغفور له الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح في مقر الجمعية.
كما أقيم معرض «أطفال الحرب هيروشيما» للفنان أسعد بوناشي، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، التقى خلاله الخيال بالواقع، عبر 40 لوحة توزّعت بين قاعتي الفنون والعدواني في منطقة ضاحية عبدالله السالم.
واحتضنت «قاعة بوشهري» معرض «My Story» للفنان القدير عبدالعزيز آرتي، الذي خطّ بريشته أكثر من 35 لوحة فنية، توثّق كل منها تاريخاً في حد ذاته، في ماضي الكويت الجميل، كما شكّل في لوحاته التجريدية والسريالية مزيجاً بين روحيّ المدينة النابضة وسكون الصحراء، ليمنح الرائي فرصة التأمل في تلال البادية، والغوص في بحور الألوان المائية إلى أعماق التراث العتيق.
أما جمعية الكاريكاتير الكويتية، فقدمت رسالة حب إلى الإعلامي المخضرم الراحل محمد السنعوسي، بعنوان «رسالة إلى السنعوسي»، ضمن فعاليات الدورة الـ 45 لمعرض الكويت الدولي للكتاب.
وضم المعرض أكثر من 60 لوحة لعدد من الفنانين في الجمعية، ومن دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أضاء على مسيرة الراحل، منذ إسهاماته في وزارة الإعلام، وبالتحديد في تأسيس تلفزيون دولة الكويت، وصولاً إلى سنوات إدارته للمشروعات السياحية، وحتى آخر أيام حياته.
وقدمت الجمعية أيضاً النسخة الثانية من معرض «صُنع في الكويت»، حمل عنوان «بالأبيض والأسود»، توزعت فيه أكثر من 70 لوحة فنية مميزة ذات صلة بفن «الكوميكس والمانغا» على جدران قاعة الجمعية.
واحتضن مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي معرض «فن إعادة التدوير»، بمشاركة 11 فناناً وفنانة، برسالة فحواها «لأن للفن رسالة عميقة وراقية، ولأن الفنان شخص مسؤول يحمل على عاتقه هموم المجتمع ويعبر عنها من خلال أعماله الفنية بطريقة إبداعية، فهو أيضاً جزء لا يتجزأ من البيئة والداعم الحقيقي للبيئة ولكل عناصر الجمال من حوله».
الثقافة تزيّنت بمعرض الكتاب الدولي
تنفست الحركة الثقافية مجدداً، بعدما تزيّنت بعودة معرض الكويت الدولي للكتاب، ليضيف إلى النشاطات السنوية طعماً كان غائباً في ظل شبح «كورونا».
فقد عادت الحياة مجدداً إلى أرض المعارض، مع افتتاح معرض الكتاب بدورته الـ45 بمشاركة 520 دار نشر من 29 دولة بينها 18 عربية عرضت 230 ألف عنوان كتاب، والذي كان قد انقطع لمدة عامين عن التنظيم بسبب الجائحة. فاستقبل المعرض آلاف الزائرين من هواة القراءة والاطلاع والشغوفين بالأدب والعلوم.
وفي الأنشطة الثقافية التي تخللها العام الجاري، افتتح «الملتقى الكويتي» أولى ندواته في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، عبر إقامة ندوة فكرية ثقافية بعنوان «عبدالعزيز حسين... رجل فكر ودولة»، أعدها الملتقى بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الكويتية.
وحاولت الندوة التي أقيمت على مدار يومين، إعادة تقديم الراحل بشكل عصري لفئة الناشئة والشباب بوصفه رمزاً لافتاً من رموز حركة التنوير في الكويت ومنطقة الخليج والوطن العربي، إلى جانب كونه رجل سياسة محنّكاً وصانع نجاحات من الطراز الأول.
بعدها، لم تتوقف الندوات، إذ افتتح «الملتقى الثقافي» للأديب طالب الرفاعي، موسمه العاشر بـ«شهادة مترجم» التي استضافت المترجم السعودي الدكتور حمد عبدالعزيز العيسى، ليروي تجربته، قبل أن تسدل الستار على فعاليات الموسم بأمسية ثقافية جاءت بعنوان «نظرة نسائية على الصحافة والدراما والثقافة».
ودشّن الملتقى موسمه الحادي عشر بمحاضرة تناولت كتاب «نظام التفاهة» للمفكر آلان دونو، ليضيء في جلسة ثانية الضوء على «البودكاست والإعلام الجديد»، قبل أن يختم العام بأمسية بعنوان «أصوات سردية شبابية»، بالتعاون مع بعض دور النشر.
السينما... خجولة
بعكس العام الفائت الذي شهد ازدهاراً، كان النشاط السينمائي الكويتي بصورة عامة خلال العام الجاري خجولاً نوعاً ما، سواء على صعيد إنتاج الأفلام أو حتى تنظيم المهرجانات السينمائية، إذ إن الأفلام الكويتية التي تم إنتاجها وإطلاقها للجمهور تعدّ على الأصابع.
شهد العام تنظيم الدورة الثانية من مهرجان «الكويت للسينما الجديدة»، التي أقيمت «أونلاين» في شهر يونيو من مقر قطاع السينما في نقابة الفنانين والإعلاميين الكويتيين.
وخلالها، تم اختيار الفنان محمد المنصور ليكون شخصية المهرجان، الذي شارك فيه 109 أفلام من 19 دولة عربية، بالإضافة إلى دول أجنبية عدة، بينها فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا وكندا وبلجيكا والسويد وهولندا والولايات المتحدة الأميركية.
أما على صعيد إنتاج الأفلام، فكان هناك فيلم «مسج»، الذي تم عرضه على منصة «نتفلكس»، وحقق نجاحاً كبيراً، ليكون ضمن أفضل 10 أفلام تم عرضها.
وهو من إنتاج وسيناريو وحوار وإخراح رمضان خسروه، ومن متابعة وتدقيق المذيع عبدالرحمن الدين، في حين شارك بالبطولة عبدالعزيز النصار، عبدالله الخضر، حمد أشكناني، حصة النبهان، طيف، عبدالله الرميان، محمد عاشور، وبإطلالة الفنان جاسم النبهان كضيف شرف.
أيضاً، كان هناك فيلم «شيباني هني»، الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان «البحر الأحمر السينمائي 2».
وهو من تأليف وإخراج زياد الحسيني وبطولة حمد العماني ويعقوب عبدالله وروان المهدي وفيصل العميري وعبدالله بهمن والفنان البوليوودي جافيد جافري والفنان الأميركي رون بيرلمان.
وكان للسينما نصيب أيضاً مع فيلم «بوعقاب عايش»، من تأليف محمد المحيطيب وإخراج محمد الحملي، ومن بطولة محمد العجيمي إلى جانب فاطمة الطباخ وعبدالله الخضر وسلطان الفرج وأحمد العونان وشيلاء سبت وضاري عبدالرضا وشهاب حاجية وسعيد الملا وياسا وغادة الزدجالي وشيماء سليمان وغيرهم من الممثلين.
جوائز وتكريمات
• كرّمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في دورتها الثامنة (لليوم العربي للشعر)، الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح.
• ظفر الشاعر الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين بجائزة عبدالله الفيصل للشعر العربي، بموسمها الرابع، ضمن فئة «أفضل قصيدة مغناة»، عن قصيدته «لن أسلاكم» من أداء الفنانة ولاء الجندي.
• فاز الفنان القدير جاسم النبهان بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها الخامسة عشرة، وذلك تثميناً لمساره الإبداعي الثري، الذي اتسم بالمثابرة والتمرس والجدية، وتقديراً لرسالته الفنية الراقية التي عكستها عروضه المسرحية والتلفزيونية والإذاعية خلال أكثر من خمسة عقود.
• كرّم وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الفنان التشكيلي محمد الفارسي والكاتبة عواطف البدر من ضمن عدد من المبدعين الخليجيين، وذلك على هامش أعمال الاجتماع الـ26 لوزراء الثقافة بدول المجلس الذي عقد بالرياض.
• فازت الأديبة الكويتية منى الشمري بجائزة أفضل كتاب عربي في مجال الرواية عن روايتها «خادمات المقام»، ضمن جوائز معرض الشارقة للكتاب للعام 2022.
• ذهبت جائزة الدولة التقديرية، لكل من عبدالله بشارة في مجال الخدمات الثقافية ويعقوب الحجي في مجال العلوم الاجتماعية وخزعل القفاص في مجال الفنون التشكيلية.
وفي ما يتعلق بالجوائز التشجيعية في مجال الفنون، فاز الفنان فهد الهاجري بجائزة الفنون التشكيلية والتطبيقية «النحت» عن عمله «إصرار» والفنانة حصة النبهان بجائزة التمثيل المسرحي عن دورها في مسرحية «البارج»، والمخرج عبدالعزيز المرشد بجائزة الإخراج المسرحي عن برنامج «الريادة... طموح». كما فازالمخرج صادق بهبهاني بجائزة الإخراج السينمائي عن فيلم «خلني ساكت».
وفي مجال الآداب، حصل عبدالله العتيبي على جائزة القصة القصيرة عن عمله «أرق العشيش» وحصل أحمد المطوع على جائزة أدب الطفل عن عمله «سلسلة كانت البداية».
نجوم... خسروا المعركة مع المرض
فقد الوسطان الفني والإعلامي في الكويت كوكبة من روّاده ونجومه، الذين فارقوا الحياة بسبب تدهور أحوالهم الصحية، بعد معاناتهم مع الأمراض الخبيثة، ليرحلوا تاركين إرثاً كبيراً وذكرى طيبة في قلوب ذويهم ومحبيهم.
وكان آخر وأبرز الروّاد الذين رحلوا هو الإعلامي المخضرم محمد ناصر السنعوسي، الذي غادر دنيانا عن 84 عاماً، قضى ثلثيها في تأسيس وتطوير الإعلام والسياحة والفنون في الكويت، إلى جانب مجالات أخرى عديدة، في الأدب والاقتصاد وحتى الرياضة.
كذلك غيّب الموت الملحن والمطرب القدير سليمان الملا عن عمر ناهز 69 عاماً، بعد التهاب في الرئة أُدخل على إثره المستشفى، ثم توفي بعدها بأسبوع.
كما فقد الوسط الفني المخرج والمنتج والممثل أسد محمود الذي خسر معركته مع السرطان.
وشارك محمود في العديد من الأعمال التلفزيونية، واشتهر بأدوار عدة، بينها دور «بوشيخة» في مسلسل «الأقدار»، ودور الحارس بلجنة التثمين في مسلسل «درب الزلق».
وفي فبراير الماضي، كابد الفنان جاسم عباس ارتفاع السكر في الدم، ما أدى إلى حدوث مضاعفات، أفضت إلى وفاته، حيث قضى آخر أيامه في العناية المركزة بالمستشفى الأميري.
وودّعت الساحة الشعبية الشاعر الملحن والمطرب شاكر التتان، الذي كابد معاناة طويلة مع السرطان.
وكان التتان قد أثرى الساحة الشعبية بالعديد من الأغاني، شعراً ولحناً وغناء، منها «أسمر سليني الروح» لفرقة ميامي، «ناديت بأعلى الصوت»، «دعيني أراكِ» و«رأيتها مقبلة».