الصالح: استخدام التقنيات الحديثة لإعادة برمجة الدماغ تجاه آفات التدخين والمخدرات

تصغير
تكبير

في سعيها المستمر لإبقاء الضوء مسلطاً على مشكلة تعاطي المخدرات والتي تعتبر من الانحرافات الاجتماعية التي تخلف أضراراً كبيرة على الفرد والأسرة نواة المجتمع، قامت الأمانة العامة للاتحاد العربي للوقاية من الإدمان بالتعاون مع الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان، تنفيذاً لاستراتيجيات تعزيز مكافحة المخدرات التي يهتم العالم الآن بتطبيقها لمواجهة انتشارها، بشكل غير مسبوق، بإقامة ورشة عمل تحت عنوان (التدخين والإدمان وعلاقتهما بالصحة) حيث أجمع المختصون وأثبتت نتائج الدراسات على أن التدخين هو البوابة الرئيسية للمخدرات، شارك بالورشة عدد من المختصين من الكويت وجمهورية مصر العربية.

وقد أدارتها الدكتورة حصة ماجد الشاهين عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للوقاية من الإدمان، والتي رحبت بالضيوف الكرام وأعطت نبذة عن الاتحاد العربي للوقاية من الإدمان وأمانته العامة في الكويت.

وبينت أن الاتحاد منذ إنشائه في العام 1998 نجح في تحقيق الكثير من بنود استراتيجيتة المعمول بها لاسيما فيما يتعلق بفئة الشباب والمراهقين من الجنسين.

بعدها تحدثت الدكتورة مريم عبد المحسن العتيبي مسؤولة عيادة الإقلاع عن التدخين بالجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان عن أثر التدخين الالكتروني على الصحة والتي أثبتت الدراسات العلمية بأن نسب الإصابة بأمراض الرئة والجهاز التنفسي ترتفع بين مستخدمي التدخين الالكتروني سواء السجائر أو الشيشة وغيرها بالإضافة لأمراض تلف الدماغ وأمراض الفم ومشاكل القلب كما أن الإصابة بالاكتئاب يرتفع بين مستخدمي التدخين الالكتروني 2.4 في المئة أكثر من غير مدخنيه.

وأوضحت بأن استخدام التدخين الالكتروني ليس وسيلة للإقلاع عن التدخين بناء على إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، أما الدكتور محمد أبو العزائم استشاري الطب النفسي ونائب رئيس الجمعية الدولية النفسية من جمهورية مصر العربية فقد تحدث على الصحة النفسية في قضايا المخدرات والإدمان.

وأوضح ما يصل إليه الدماغ بعد تعاطي المخدرات من فقد للسيطرة على أفعاله، وانفصال المتعاطي عن الواقع، بحيث يتم ارتكاب الجرائم الوحشية بدون تأثير يذكر على الفاعل المتعاطي وهذا ما نخشاه من زيادة الجرائم في دولنا العربية كمصر والكويت، كما يؤثر المخدر على مشاعر المدمن، حيث إنه يتسبب في تقلب المزاج، ويجعل الفرد منطويا ومنعزلا ويدخل في حالة من الكآبة والحزن والعصبية مما يؤدي إلى العديد من الأمراض النفسية.

وأوضح أن المكتب المعني بمكافحة المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة قد بين أن نسبة الوفيات بسبب مخدر الهروين فقط زادت إلى 71 في المئة في العشر سنوات الأخيرة، كما شارك الدكتور خالد الصالح أمين عام الاتحاد العربي للوقاية من الإدمان بمحاضرة التدخين والإدمان وقد بين آلية الأضرار التي يسببها التدخين.

وأشار إلى أن التدخين اعتبر كنوع من الإدمان من منظمة الصحة العالمية، لأن النيكوتين هو مادة سامة تتفاعل مع النهايات العصبية في جسم الإنسان، وأن إدمان التبغ هو أكبر مسبب للوفيات التي يمكن تجنبها في العالم، وبين أن منظمة الصحة العالمية ذكرت أن هناك أكثر من مليار مدخن حول العالم وأنه من المتوقع وفاة أكثر من مليون نسمة في عام 2030، بسبب الأمراض الناجمة عن التدخين.

وقد ركز الدكتور خالد الصالح على أهمية إدخال السلوكيات الدفاعية في مناهج التربية، واستخدام التقنيات الحديثة من أجل مكافحة التدخين الذي هو بوابة الإدمان.

أما في ما يخص التوصيات، فقد اتفق المجتمعون على ضرورة تطوير العقاقير التي تساعد في تخفيف الأعراض الانسحابية للمدخن والمتعاطي لأنها مرحلة مؤلمة يمكن أن تكون دافعا للاستمرار بالتعاطي والإدمان، كذلك الاستفادة من التقنيات الحديثة لإعادة برمجة الدماغ.

وتم اقتراح إقامة معرض دائم للتوعية من التدخين والمخدرات يتم فيها استخدام الأساليب العلمية والتقنية لإيضاح أضرارهما على جسم الإنسان، ويكون مرجعاً للشباب والمراهقين وأسرهم، مع الحرص على قياس المخاطر والفوائد عند اختيار التقنيات التي يتم استخدامها في الإعلان أو الدعاية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات حتى تحقق الفائدة منها.

وتوجه المجتمعون بالشكر لوزارة الداخلية على جهودها الحثيثة للحد من انتشار المخدرات، والشكر موصول لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي على مساهمتها بدعم هذه الأنشطة التي تهدف لحماية المجتمع من الآفات الخطيرة مثل التدخين والمخدرات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي