سعيدة بنجاح أغنيتها الجديدة باللهجة العراقية
لمى شريف لـ «الراي»: الراحل جورج الراسي كان يعتبرني كابنته الصغيرة
طرحتْ الفنانة لمى شريف أغنية جديدة بعنوان «ريحة عطر» التي تخوض من خلالها تجربة الكتابة للمرة الأولى.
لمى التي تستعد لجولة فنية عالمية، تحدّثت عن جديدها ومواضيع فنية مختلفة في هذا الحوار مع «الراي»:
• طرحتِ «ريحة عطر» وهي الأغنية الأولى من كلماتك. لماذا قرّرتِ الكتابة، هل لأنك تملكين الموهبة أم بسبب قلة الشعراء؟
- أكتب منذ فترة بعيدة وتوجد الكثير من الأعمال التي كتبتُها، ولكنني لم أكن أملك جرأة تقديمها لأنني لم أكن أعرف إذا كان الناس سيتقبّلونها أم أنهم سيجدون أن كلامها ركيك.
وعندما جرّبتُ وطرحتُ أغنية «ريحة عطر» تصدّرتْ «الترند».
وقد وضعتُ الكلام على لحن أغنية «قلبي» للفنان ياسر عبدالوهاب وانتشر بسرعة مع أنه لحن سوري فولكلوري قديم، وسبق أن اشتهرت أغنية «أمانة الله إن متت» باللحن نفسه.
كتبتُ كلاماً عراقياً على اللحن كي أعرّف الناس على أسلوبي بالكتابة، ومن ناحية أخرى كي أجرّب حظي بعمل عراقي، والحمد لله، التعليقات كانت كلها إيجابية.
• من الواضح أنك قريبة للون العراقي أكثر من سواه؟
- عندما دخلتُ المجال رغبتُ في استقطاب كل الدول العربية، ولكن العراق كان البلد الأول الذي حصلتُ على شهرة واسعة فيه، ولم تسنح الفرصة لتقديم الشكر للجمهور العراقي إلا من خلال كتابتي لأغنية باللهجة العراقية كعربون شكر لهذا الشعب الذي احتضنني في بداية شهرتي، كما للتعبير عن محبتي للعراق.
• هل صحيح أن لديك جذوراً عراقية؟
- هذا الكلام انتشر كثيراً على «السوشيال ميديا».
وفي الحقيقة جذوري ليست عراقية، لكن عندما كنتُ طفلة كنتُ أزور العراق برفقة أهلي وهذا الأمر ساعدني على إتقان اللهجة العراقية إلى حد كبير، مع أنه لا يزال يوجد لدي بعض الأخطاء ولكنني أفضل من غيري بكثير.
• هل هذه الأغنية هي المَدخل لدخولك عالم الكتابة؟
- نعم، ولديّ مجموعة من الأغنيات التي كتبتُها بنفسي وبينها أغنية سأطرحها بمناسبة عيد الحب وستكون الأولى لي على مقام الحجاز خصوصاً.
أنا معروفة بالأغنيات التي ترقّص الناس، ولكن بما أن «يا طير السنونو» للفنان هادي خليل حققت نجاحاً كبيراً، قررتُ أن أقدم أغنية خاصة على مقام الحجاز.
• وهل يمكن أن تتعاملي مع غيرك من الفنانين، وهل تملكين موهبة التلحين أيضاً؟
- سأبوح بسرّ، وهو أنني لا أجيد الكتابة إلا إذا كانت مرفَقة بلحن، أي ان الكلام والألحان يولدان معاً. في جعبتي مجموعة أعمال لا تناسبني، بل تناسب غيري من الفنانين والنجوم، لكنني سأكتفي حالياً بكتابة أعمالي الخاصة التي تناسب صوتي كي يتعرّف النجوم على أسلوبي في الكتابة، على أن يحصل بيننا تعاون لاحقاً.
وأنا أملك ما يكفي من الخبرة في مجال الكتابة.
وقبل أن أبدأ بكتابة أي أغنية، أقوم بدراسة عن البلد الذي أكتب بلهجته.
• لا شك أنك نجحتِ بتوسيع دائرة جمهورك ووصلتِ إلى مختلف الفئات العمرية. لكن على مستوى الحفلات إلى أين تخططين للوصول؟
- يهمني أن أغنّي في كل الدول العربية، ولا مشكلة عندي في إحياء حفلات خيرية في أي بلد.
وقريباً ستكون لي سلسلة حفلات في الدول الأجنبية، وأنا أسير على خطة فنية معينة تحت إشراف شركة «وتري».
• وهذا يعني أنك نجحت بالوصول إلى دول الاغتراب خلال مدة قياسية؟
- الفضل لأغنية «يما أنا اللي ريدو» التي شكلت بداية انطلاقتي الفنية وحققت صدى كبيراً في الدول العربية ووصل عدد مشاهداتها إلى 15 مليون مشاهدة خلال شهر واحد، علماً أنها حققت منذ طرحها (قبل عامين) أكثر من 150 مشاهدة على «يوتيوب».
• هل يمكن القول إن «السوشيال ميديا» أصبحت مهمة لانطلاق الفنان؟
- الأهمّ في كل شيء هو النية الطيبة.
ومَن حاول الانطلاق ولم يحقق شيئاً فلأن نياته غير طيبة.
• لا شك أنك لا تقولين هذا الكلام من فراغ؟
- مَن يدخل مجال الفن يتعرّض لأشياء كثيرة سواء من نجوم كبار أو من مبتدئين، ولكن من غير المقبول أن يصل الأمر إلى حد محاربة الآخرين بأرزاقهم.
• هل هناك مَن سعى إلى محاربتك؟
- هم كثر ولن أذكر أسماء. حاولوا أن يوصلوا صورةً سيئة عني عند متعهدي الحفلات وفي البرامج التلفزيونية والإذاعية.
• وهل بعضهم نجوم؟
- نعم، عندما دخلتُ المجال قلت هذه حياتي ولا مشكلة عندي سواء انتقدتموني أم لا، ولكن ما لا أفهمه لماذا يتحدث بعض النجوم عني بطريقة سلبية.
• ربما لأنكم كجيل جديد تشكلون تهديداً لهم، خصوصاً أن أعمال غالبيتهم لا تحظى بالنجاح، علماً أن البعض يرى أنكم مجرّد موضة أفرزها «تيك توك»؟
- سمعتُ هذا الكلام في بداية مشواري الفني، ولكنني أؤكد أنه في حال ألغي تطبيق «تيك توك» فسأستمر على الساحة الفنية، على عكس مَن لا يعود لديهم ما يقدمونه.
برزتُ عبر «تيك توك» وأعرّف نفسي بأنني «تيك توكر» وفنانة لأنني أعمل في كلا المجالين، وربما إغلاق هذا التطبيق يمكن أن يؤثّر عليّ إلى حد ما، ولكنني مستمرة في المجال الفني.
• وهل هي محاولة لتجاهُلكم؟
- هم يحاولون أن يُقْنِعوا أنفسهم بأن وجودَنا لا يهدد وجودهم ويرفضون أن يقتنعوا بأن هناك أجيالاً شابة برزت وتقدّم فناً جديداً راقياً ومحترَماً. أتمنى أن يتقبل الجميع أن برامج الهواة في «السوشيال ميديا» تخرّج أيضاً فنانين كباراً وليس «تيك توكرز» ومؤثّرين فقط.
• أثارت الصور التي نشرتِها بعد رحيل الفنان جورج الراسي الكثير من الجدل، فما طبيعة العلاقة التي كانت تجمع بينكما؟
- جورج كان من أطيب الناس، وأنا ضدّ مَن يعتقد أنه يجب نشر الصور التي تجمع بين الفنانين الذين تربط بينهم علاقة صداقة، وأيضاً ضد استعراض الحياة الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك استعراض مآدب الطعام.
لطالما كنت فخورةً بصداقتي بالراحل جورج الراسي ونادراً ما كنا ننشر صورنا معاً، وعلاقتنا لم تكن تتعدى حدود الصداقة «السوبر زائدة» وهو كان يعتبرني كابنته الصغيرة.
• كيف تلقّيتِ خبر وفاته؟
- وصلني الخبر من مدير أعمالي، فاتصلتُ مراراً وتكراراً بوالدته وشقيقته إلى أن ردّت عليّ والدته، وخلال توجهي إلى المستشفى اتصل بي مدير أعمالي مجدداً وأخبرَني أن لا داعي لذلك لأنه توفي فور وقوع الحادث، فعدت إلى منزل عائلته حيث أقيم العزاء.
الحياة فانية وأقول للجميع كونوا أصحاب نيات طيبة واحسِنوا معاملة أهلكم كي يكون لديكم ما تستندون عليه في الحياة الثانية.
• يبدو أن موت جورج كان درساً لك؟
- هذا صحيح ويجب أن يكون كذلك بالنسبة للآخرين لأن أحداً لم يتوقع أن يموت بهذه الطريقة.
كلنا معرَّضون ولا نعرف متى تحين ساعة الرحيل.