رحيل «رفيق الملاعب»
فجعنا بخبر وفاة إنسان عزيز علينا وزميل ورفيق درب نجحنا معاً خلال مسيرتنا الرياضية أن نحقق الكثير الانتصارات، عندما كنا نلعب لنادي الكويت وهو المرحوم المدرب القدير الملقب بـ «المارشال» واللاعب السابق الكابتن محمد عبدالله، رحمه الله، وغفر له وأسكنه جنات الخلد والنعيم.
والمرحوم هو رفيق الملاعب، وكان زميلاً لي ولكثير من لاعبي نادي الكويت والأندية الأخرى.
لقد تشاركنا ولعبنا وتدرجنا في سلم مراحل من لاعبين صغار، ثم أشبال وشباب في أحلى سنوات الإعداد والتأهيل لكي نلعب مع فريق الدرجة الأولى.
لقد حالفني الحظ والتوفيق أن أشارك مع الفريق الأول قبله بعام، ولكننا بعد ذلك لعبنا معاً في بداية السبعينات.
وكان تحقيق الفوز الأول ببطولة كأس الأمير لنادي الكويت على نادي القادسية بمساهمة من هذا النجم، رحمه الله، وغفر له وهو الذي سجّل هدف المباراة الوحيد برأسه في أول 6 دقائق من بداية المباراة، ثم قاتلنا بكل بسالة لكي لا يسجّل القادسية، وفعلاً فزنا بالكأس للمرّة الأولى في تاريخ نادي الكويت وبهدف وحيد يتيم باسم محمد عبدالله.
وأيضاً، لعب معنا الفقيد في المنتخب الوطني وارتدى الفانيلة الزرقاء في بعض مباريات تصفيات كأس العالم 1978 أمام ايران، وشارك أمام عدد من المنتخبات في مجموعتنا، وكان هدّافاً مميزاً في طريقة تسجيله وخطفه للكرات، وكيف يقتنص الفرص ويترجمها لأهداف ولقب بـ «المنقذ» وقتها.
في الملعب، عرف عنه متابعته لأي كرة تُسدّد على المرمى لأنه كان يملك حاسة التوقّع. وبعد اعتزاله اتجه للتدريب وعمل في المراحل العمرية ثم كمساعد مدرب وبعدها أصبح مدرباً للفريق الأول وساهم في تحقيق الكثير من بطولات النادي في السنوات الأخيرة، وبات اسمه مرتبطاً ومعروفاً كـ «صائد للبطولات» التي عجز عنها كبار المدربين، وآخر بطولة حقّقها هي كأس «السوبر» في الموسم الراهني.
كان، رحمه الله، دائم الابتسامة وحُسن التعامل مع الناس وطيب القلب ومريحاً في الحديث، ومخلصاً لنادي الكويت ويعمل بصمت وحب كبير، وكان من أوفى الرجال لعمله وصادقاً في تعامله مع الناس.
وبهذه المناسبة الحزينة، لا يسعني إلّا أن أتقدّم بخالص التعازي لأسرة الفقيد وإلى الأسرة الرياضية عامة ونادي الكويت خاصة، ونعزي كذلك أنفسنا برحيل رفيقنا اللاعب السابق والمدرب محمد عبدالله.
سعد الحوطي