دقت جرس الإنذار في ظل تنامي الهجمات الرقمية والتسلل الإلكتروني
النومس تطرق باب «علم النفس السيبراني»: أخلاقيات المواطنة الرقمية أصبحت ضرورة تربوية
أكدت الأكاديمية والمدربة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتورة ابتسام النومس ضرورة تعزيز الأمن السيبراني في علم النفس كأحد فروعه التطبيقية في ظل الثورة الرقمية الهائلة التي اجتاحت العالم، ومع تصاعد الهجمات والتسلل الإلكتروني وعمليات استغلال ابتزاز الأفراد والمؤسسات والشركات الحكومية والخاصة.
وقالت النومس في تصريح لها كان لابد من ظهور «الأمن السيبرني» أو أمن المعلومات وهو فرع فروع التكنولوجيا الذي يعنى بعملية حماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية لكن مع تسارع وتيرة التهديد السيبراني العالمي وازدياد عدد الأنظمة المعلواتية المعرضة للخطر، لجأ المستهدفون إلى «الأمن السيبراني» لحماية معلوماتهم وبرامجهم وملفّاتهم ووثائقهم.
وأضافت «في خضم هذا الواقع ظهر علم جديد يعتبر أحد فروع علم النفس التطبيقي يطلق عليه عليه علم النفس السيبراني، والذي يظن الكثير للوهلة الأولى أن لا علاقة تربطه بالأمن السيبراني، الذي يعنى بتكنولوجيا المعلومات»، لافتة الى ان اهمية علم النفس السيبراني جعلها تطرق باب هذا العلم عبر اصدار كتاب «علم النفس السيبراني» لإثراء المجال وتقديم المزيد من البحوث والدراسات في هذا الميدان.
واعتبرت كتاب علم النفس السيبراني قيمة علمية كشفت بعض أسرار المجال، حيث يضم الكتاب بين دفّتيه ستة فصول اشتملت على عدة استراتيجيات تخص هذا العلم، لافتة إلى أن الحاجة إلى مثل هذا العلم تزداد يوماً بعد يوم في ظل الانتشار الهائل للأدوات والتطبيقات الرقمية بين أغلب الأفراد.
وتطرقت الى الحديث عن أهمية وأهداف علم النفس السيبراني، موضحة انها تهتم بدراسة الظواهر النفسية والاجتماعية الحديثة الناتجة عن التفاعل الانساني عبر التطبيقات الرقمية وظهور مفاهيم رقمية توازي مفاهيم الحياة الاجتماعية العادية كالمواطنة الرقمية وأخلاقيات الإنترنت والتنمر الإلكتروني والتجسس والمضايقات والمطاردة الإلكترونية، وجميعها ارتبطت بخصائص التكنولوجيا في التأثير عن بعد والتفاعل عبر الوسيط التّقني كالهواتف الذكية وشبكة الإنترنت.
وقالت النومس «شكّل الإنترنت منذ ظهوره فضاء للّقاء بين الأفراد ومساحات لتبادل المعلومات والخبرات بينهم»، مبينة أنّه يوجد إشكالية كبرى في تعريف الشخصيّة في ميدان علم النفس مما أسهم في خلق قدر كبير من التباين في تعريفات العلماء للشخصية، مشيرة إلى أن أخلاقيات المواطنة الرقمية أصبحت ضرورة تربوية فرضت نفسها على الأنظمة التربوية ومتطلبات الحياة في القرن الحادي والعشرين.
وشرحت الاحتياجات النفسية للشباب في الفضاء السيبراني والآثار السيبرانية على الصحة النفسية والاضطرابات النفسية والأساليب العلاجية في مواجهة الآثار السلبية السيبرانية، قائلةَ: أصبحت البيئة السيبرانية محط تركيز للسلوك والأنشطة اليومية للأفراد والمنظمات في المجتمع المعاصر، وأدت الوساطة المتزايدة للتواصل إلى مخاوف في شأن المخاطر المحتملة التي يمكن أن تحدث للمستخدمين.
ودعت الى أهمية الأخلاقيّات الرقمية وان يكون لها نصيب من الشرح والتعريف بأن الحياة الرقميّة تتطلب أن يتمتع مستخدموها برصيد من الأخلاقيات الرقمية حتى تكون البيئة الرقمية آمنة ونافعة للإنسان.
واختتمت النومس تصريحها مشددة على ضرورة الالتفات للرؤية المستقبلية لعلم النفس السيبراني، لاسيما وان التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية لم تقتصر على نواحي الحياة الماديّة والعلوم الطبيعية فقط، بل تركت بصماتها على العلوم الاجتماعية بما فيها علم النفس، فلم تترك الثورة المعلوماتية مجالاً في حياة البشر إلا وأثرت فيه إيجابا.