رحيل رجل «تعرفه وتثق به» بعد تمثيل الأمة 35 عاماً

دميثير... قاضي حوائج الناس يودع الفانية

تصغير
تكبير

- في العام 1981 حصل على المركز الأول لتبدأ منه رحلة نجاحه البرلماني
- علاقاته المتميّزة أهّلته للفوز المستمر رغم تعديل الدوائر وزيادة المتنافسين
- أيّد حقوق المرأة السياسية وقانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال
- الكويت فقدت رجلاً جُبل على العطاء واتصف بتواضع لا محدود ومواقف وقناعات جريئة

ودّع النائب السابق خلف دميثير، صاحب القلب الطيب والروح الدار الفانية، أمس، بعدما قضى جُلّ حياته نائباً في البرلمان، الذي دخله في مجلس 81 وودعه في مجلس 2016، وبينهما عضواً في المجلس الوطني عام 1990.

من الصليبخات التي عاش وترعرع فيها، وسعى في قضاء حوائج أهلها لسنوات طوال، ترجل صاحب شعار «تعرفه وتثق به»، عن صهوة جواده، حيث توفي بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 76 عاماً.

دخل الفقيد في العمل السياسي في بداية الثمانينيات وشارك في انتخابات مجلس الأمة في العام 1981، وحصل على المركز الأول، لتبدأ منها رحلة النجاح البرلماني في مجلس الأمة.

امتاز الراحل بالصدق والوضوح، ولم يتلون وظل ثابتاً في وجه المتغيرات السياسية، وترجم بصدق شعاره «تعرفه وتثق به» بسلوك يومي يمارسه مع الجميع، فكان يتعامل بأخلاقه الحسنة ومعشره الطيب.

وإلى جانب محبيه من أهل الصليبخات، كان يتواصل مع أهل المنطقة ونسج شبكة علاقات متميزة، كانت تؤهله للفوز المستمر في المعارك الانتخابية، رغم تعديل الدوائر وزيادة عدد المتنافسين.

مخضرم البرلمان

ولد الفقيد خلف دميثير العنزي في العام 1946، وحصل على دبلوم كلية المعلمين، كما ويعد من أكثر النواب حصولاً على عضوية مجلس الأمة.

ومن مواقفه النيابية، الموافقة على حقوق المرأة السياسية عام 2005 وقانون مكافحة الإرهاب وغسل الأموال عام 2013.

ورغم أن الدعابة لم تكن تفارق دميثير «مخضرم البرلمان»، إلا أن سنواته الأخيرة كانت مثقلة بالحزن والأسى، حزن على مجلس تصاعد التوتر في قاعته، وأسى على الاحتقان الدائم بين المجلس والحكومة، لدرجة أن الاستقرار فقد، والتشريعات طويت وسيطر التصعيد على الجلسات، وطغى التخوين على التعامل.

في مجلس 2016، لم يعد «أبو مشعل» قادراً على الوقوف أو المشي خطوات، فقد أنهكه التعب وغلبه المرض، وتسلل الحزن إلى محياه المشع بالطيبة ورحابة الصدر وخفة الظل.

دوماً مع المواطن

وكان دميثير ينحاز دوماً إلى المواطن ويسعى بقوة إلى إنجاز معاملاته وقضاء حوائجه، ويطالب الحكومة بالتوجه نحو التنمية وإنجاز المشاريع وإعمار البلد والوقوف إلى جانب الكويتيين أصحاب الدخل المتوسط والمحدود.

كان - رحمه الله - عاشقاً لخدمة الناس ويستمع بإنصات إلى همومهم وشجونهم بكل رحابة صدر لا يتأفف من الاطالة ولا يجزع من التكرار.

تواضع لا محدود

وبرحيله، فقدت الكويت أحد رجالاتها البررة الذي جُبل على العطاء، واتصف بتواضعه اللامحدود ومواقفة الجريئة التي تعبر عن قناعاته.

ونعاه العديد من محبيه ببالغ الحزن والأسى، مستذكرين مواقفه وآراءه الصريحة ودفاعه عنها دون أن يخسر الآخرين، فكان على مسافة واحدة مع الجميع، ولم يدخل في صراعات مع أي طرف.

«الراي» التي آلمها المصاب، تتقدّم من ذوي الفقيد بخالص التعازي، سائلين المولى عز وجل، أن يتغمده بواسع رحمته، ويدخله فسيح جناته، وأن يلهمهم الصبر والسلوان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي