تحدّث عن «الدويتو» الذي جمعهما على المسرح في الكويت

مروان خوري لـ «الراي»: مع مي فاروق كانت التجربة صعبة وجميلة جداً

مروان خوري من حفله الأخير في الكويت (تصوير أسعد عبدالله)
مروان خوري من حفله الأخير في الكويت (تصوير أسعد عبدالله)
تصغير
تكبير

عاد الفنان مروان خوري إلى لبنان بعد الحفل الناجح الذي أحياه في الكويت مع الفنانة مي فاروق واللذين تشاركا خلاله في الغناء على المسرح.

خوري تحدث في حوار مع «الراي» عن تجربة غناء «الدويتو» في برنامجه «طرب مع مروان» والفارق بينه وبين تقديمه على المسرح، كما تطرق إلى المصالحة مع الفنانة إليسا والأغنيات الجديدة التي يستعد لطرحها خلال الفترة المقبلة.

• يبدو واضحاً جداً تَمَيُّزك بتجربة «الدويتو» مع الفنان الذي يشاركك الغناء سواء كان رجلاً أو امرأة.

وعادة يقال إن «الدويتو» له مقومات أبرزها أن يكون هناك تَناسُب في الصوت وانسجام بين الفنانيْن اللذين يتشاركان في الأغنية، فما السرّ الذي يقف وراك تَمَيُّزك. هل لأنك مؤلف موسيقي مثلاً؟

- أساس البرنامج يقوم على أن يكون هناك «دويتو» مع الفنان الذي أستضيفه، والرهان كان على قدرتي على الانسجام مع كل الفنانين الذين أستضيفهم.

أولاً من الناحية الموسيقية «الدويتو» لا يكون سهلاً على الإطلاق عندما يجمع بين مطرب ومطربة، لأنني عندما أغني مع مطربة فإنني أغني على طبَقة صوتها، أي أنها كمطربة تغنّي بطبَقة صوت عالية وأنا كمطرب أغني بطبَقة منخفضة. وبهذه الطريقة تسير الأمور على ما يرام.

أما إذا كان مطرباً مَن يشاركني الغناء، فإننا نغنّي بنفس الطبَقة حتى لو كان أحدنا تينور والثاني باريتون، أي من طبَقات مختلفة.

لكن المعيار ليس فنياً فقط ولكن بالأسلوب أيضاً، ويفترض بمَن يغني «دويتو» أن يكون منسجماً مع الفنان الذي يشاركه الغناء، بمعنى ألا يدخل في مبارزة معه. وأنا لا أدخل في مبارزة مع أي فنان أستضيفه، بل أتعامل معه بالشكل الذي يريحه، وأغني معه بطريقة يكون فيها هو مرتاحاً وأنا مرتاح أيضاً وتكون النتيجة جيدة.

الخبرة والسنوات يلعبان دوراً وأنا أغني بطبَقتي وطريقتي وصوتي بعيداً عن الاستعراض، أي أن «الدويتو» لا يكون استعراضياً كما يحصل عادة، حيث نرى تنافساً بين الفنانين لإثبات أن كلاً منهما يغنّي بطبَقة أعلى من الآخَر.

أغني بإحساسي، ومَن يشاركني الغناء يغني هو أيضاً بإحساسه في أجواء إيجابية جداً وبعيدة عن التحدي في الغناء. المعيار الأساسي هو الانسجام والغناء مع الضيف بالطريقة التي تريحه وأنا عندها أغني بالطريقة التي أحس بها، فتكون النتيجة طبيعية.

ثم يأتي دور خبرتي الموسيقية وهي تؤثر جداً في هذا الموضوع لأنها تساعدني في معرفة كيفية تقديم الأغنية بالطبَقة التي تناسبني وتناسب ضيفي، وأيضاً في اختيار الأغنية المُناسِبة.

• وهل تقديم الدويتو على المسرح أو في برنامج تلفزيوني هو نفسه أم أكثر صعوبة، وما الأمور التي حرصتَ عليها عندما غنيتَ مع مي فاروق دويتو في حفلك الأخير في الكويت؟

- لا شك أن تقديم الدويتو على المسرح أصعب بكثير، ومع مطربة تزداد الصعوبة أكثر. سبق أن تشاركتُ مع الفنان كاظم الساهر في تقديم دويتو في كازينو لبنان وأذكر أننا غنينا معاً «سلّمتك بيد الله» ولم تكن هناك أي مشكلة في الطبقات، بينما مع مي فاروق في حفل الكويت فإنني لم أكن لأرضى بهذا المشروع لو لم يكن معها لأنني أحبها ولأنها تحبني هي أيضاً، أي أنني ضَمَنْتُ أنه لن يكون هناك تشنّج على المسرح.

وأعيد وأكرر أن «الدويتو» مع فنانة هو أمر صعب لأنني عندما أشاركها الغناء أكون مجبراً على أن أغني على طبقة صوتها كي تكون مرتاحة.

أنا أغني على طبَقة «البايس» ويمكنني أن أتحكم في هذا الأمر.

كانت تجربة جديدة وصعبة، لكنها كانت جميلة جداً ونحن قدّمنا أغنيتين باللون الطربي.

لا أنكر أنني تردّدتُ في البداية، ولكنني ما لبثت أن تشجّعتُ بسبب وجود مي لأنني أحبها ولأنها تتميّز بصوت جميل وقوي، ولكن من دون شك فإنني قدّمتُ الأغنية معها بطريقتي وهي قدّمتْها بطريقتها والناس تفاعلوا معنا.

• هل يمكن القول إن تقديم البرامج أصبح جزءاً من عملك الفني، وما الهدف من هذا الموسم الجديد وهل هو للتسلية فقط، خصوصاً أنك حرصتَ في الموسم الماضي على استضافة نجوم مغمورين ولكنهم يملكون الموهبة؟

- لا أفكر بأن تقديم البرامج هو عمل إضافي لي. كل ما في الأمر أن «التلفزيون العربي» عرض عليّ الفكرة وأنا قبلتُ بها ثم أكملنا فيها لأن الناس أحبوها وأنا أيضاً أحببتُها.

المسألة ليست مادية على الإطلاق، وأنا سعيد جداً بالتجربة بالرغم من صعوبتها لأنه ليس سهلاً أبداً تأمين 26 فناناً على مدار 26 حلقة. ونحن حالياً في الموسم الرابع من البرنامج.

وكما قلتُ، لا أفكر بأن ما أقوم به هو مجرد عمل، بل أفكر بأنني أتواجد في المكان الذي يشبهني وأقدّم نفسي من خلاله كفنان وملحّن وموسيقي. لستُ مقدّم برنامج، بل مُضيف يستضيف الفنانين وأختار بينهم الذين أحبهم لأنهم قريبون مني. وحتى لو أنه لا توجد معرفة شخصية بيني وبينهم ولكن يجب أن أنسجم معهم أو أن تكون لديهم إضاءة في مكان ما.

لكنني لا أركز على استضافة فنانين محدَّدين، والباب مفتوح أمام الجميع، وهناك مطربون معروفون جداً أرغب باستضافتهم، ولكن توجد صعوبة إنتاجية في استضافتهم، ولذلك أحاول التعويض من خلال استضافة الأصوات الجميلة.

الصوتُ هو أساس البرنامج وعندما تتوافر الإمكانية لاستضافة فنان يجْمع بين القاعدة الجماهيرية العريضة والصوت الجميل، فإن هذا الأمر يُعتبر إضافة للبرنامج.

• حصل تَعاوُن مع الفنانة إليسا في ألبومها المرتقب وذلك بعد فترة من الخلاف والقطيعة، فهل يمكن القول إنه لا يوجد طلاق فني لا عودة عنه، خصوصاً أن بعض الخلافات الفنية يمكن أن تصل إلى المحاكم، وأخرى تشهد حدة في الهجوم والهجوم المضاد؟

- لا شك أن المشاكل موجودة دائماً في الوسط الفني، كونه وسطاً تَنافُسياً جداً وغير عادل، عدا عن أنه تحصل في الكواليس الكثير من الأمور السيئة، ولكن تبقى الموسيقى هي أجمل ما فيه.

لذلك، فإن المعيار عندي هو الموسيقى والفن، أما بالنسبة للأمور الأخرى فلا شك أنني تعرّضتُ لها كثيراً وهي لم يكن لها علاقة بالفن، ولذلك هربت منها.

عندما تحصل مشكلة فنية، يجب أن نعرف كيف نعالجها وألا نسمح بوصولها إلى «السوشيال ميديا»، لأنها تساهم في تأجيج المشاكل أكثر، وينبغي ألا يصل الأمر إلى نقطة اللاعودة، بمعنى ألا يصل إلى درجة التجريح القاسي.

وصحيح أنه حصل خلافٌ بيني وبين إليسا، ولكنه لم يصل إلى درجة التجريح من كلا الطرفين، وهذا الأمر مهمّ جداً، ومن المؤكد أنه لا توجد خلافات ثابتة ودائمة.

وحتى في زمن الجيل الماضي كانت تحصل الكثير من الأمور تحت الطاولة، ونحن عرفنا عنها من فنانين كبار، لأنها لم تكن تظهر إلى العلن ولم تصل إلى حد التجريح.

وأوافق أنه لا توجد عداوات مطلقة وثابتة في الوسط، وفي الأساس يجب ألا يحصل ذلك لأن مَن يحكم في هذه المسألة ليست علاقة الفنان بالفنان الآخَر، بل علاقة جمهور الفنان بجمهور الفنان الآخر.

فالفنان يُسأل دائماً لماذا لا تلحّن لهذه الفنانة كما أنها هي أيضاً تُسأل لماذا لا تتعاملين مع هذا الفنان؟ الوضع هو الذي يَحْكم، شرْط ألا تصل الأمور إلى التجريح أو المحاكم.

• كيف تتحدث عن ألبومك الجديد الذي ستطرحه قريباً، وهل سيكون ألبوماً منوّعاً وتغني فيه مختلف الألوان كما تفعل في برنامجك، أم سيكون محصوراً باللون الرومانسي الذي تشتهر به؟

- صحيح أنني أغنّي مختلف الألوان، وعندما أقدّم ألبوماً فليس بالضرورة أن تكون كل أغنياته رومانسية، بل يمكن أن يضم أغنيات تشبهني.

وأحرص على أن أحافظ على هويتي الفنية. أحياناً، يمكن أن يغنّي المطرب أغنيات حلوة ومعروفة لغيره، لكن تبقى أغنيات محمدعبد الوهاب له، وكذلك أغنيات عبدالحليم حافظ، وهي أغنيات جميلة أغنّيها بأسلوبي الخاص، وهذا الأمر يُحسب لي لأنني أستعين بالإحساس الأساسي للكلمة واللحن، ولكنني أؤديها بطريقتي الخاصة، ولكن ذاكرة الناس تحفظ مطربها الأصلي، خصوصاً عندما تكون الأسماء كبيرة وبهذا الحجم، بينما عندما أطرح أعمالي الخاصة فإنني أحرص على التنويع ضمن الخط الخاص بي.

وأنا لن أُصْدِر ألبوماً كاملاً بل مجموعة أغنيات، ولا أعرف إذا كنت سأجمعها لاحقاً في ألبوم واحد. ولكنني أشك في ذلك، لأنني أفضّل أن تكون أغنيات «سنغل» أطرحها بشكل متتالٍ، خصوصاً أن «السوشيال ميديا» و«يوتيوب» يحكمان علينا أن نفعل ذلك.

وبالنسبة للأغنيات الجديدة، فهي تتنوّع بين الإيقاع المقسوم وهو موضة حالياً وسيبقى كذلك لاحقاً، وبين الأغنيات الكلاسيكية التي تشبهني، لكنني لم أقرّر حتى الآن أيهما سأطرحه أولاً: هل الإيقاعية أم الرومانسية، وعندما أنتهي من تنفيذ كل الأغنيات يمكن أن أتخذ القرار النهائي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي