لطالما تعرضت للتهميش وعادت قوية متجددة مواكبة للعصر
لغة الضاد... عروس «مكتبة البابطين»
- العتيقي: دورات تدريب في العربية داخل وخارج الكويت... ولغير الناطقين بها مع مسابقات وجوائز
يحتفي العالم في 18 ديسمبر من كل عام، بيوم اللغة العربية، بكل ما لها من خصوصية، تتعلق بأنها لغة حية شاهرة هوية «أمة الضاد» ووعاء القرآن الكريم، بكلماته ومعانيه المقدسة.
وفي وقت يحمل اليوم العالمي هذه السنة شعار «اللغة العربية والهوية»، تصارع اللغة لتبقى حاضنة لهوية ملايين الناطقين بها، وأداة معرفة في العلوم الحديثة، وسط منافسة ضارية مع اللغات الأجنبية، المصدرة للتقنيات والعلوم ووسائل الاتصال الحديثة، وهي التي طالما تعرضت للتهميش والإهمال في تاريخها، وخرجت منتصرة لذاتها وأهلها وكتابها الكريم، قوية متجددة مواكبة للعصر وعلومه.
في هذا السياق، كانت لغة الضاد «عروس» مكتبة البابطين للشعر العربي، احتفالاً بيومها السنوي العالمي، بالتعاون مع جمعية جود الخيرية، ومشروع «صغيرك سفيرك» لتعزيز اللغة العربية.
وأكدت مديرة المكتبة سعاد العتيقي لـ «الراي»، أن الفعالية تقيمها المكتبة سنوياً، احتفالا باليوم العالمي للغة العربية، الذي خصصته الأمم المتحدة في 18 ديسمبر من كل عام، كاشفة عن طرح آلاف الكتب في معرض الكتاب بأسعار زهيدة لا تتجاوز الربع دينار، احتفالا بالمناسبة.
وبيّنت العتيقي تنظيم فعاليات للأطفال من 4 سنوات فما فوق في هذا اليوم، تحت شعار «العربية لغتي»، حتى يعرفوا ان العربية هي لغتهم الأم، مشيرة الى طرح قصص مقروءة في اللغة العربية تناسب أعمارهم.
وأوضحت أن المكتبة تقوم سنوياً بتنظيم دورات تدريب داخل الكويت وخارجها مع المسابقات والجوائز للفائزين، مبيّنة تنظيم دورات تضم كل منها 200 طالب وطالبة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، على فترتين صباحية ومسائية، لتنمية مهارات الطلبة، وتعزيز قدراتهم، ونتائجها كانت ممتازة جداً، حيث طالب الأهالي باستمرارها سنوياً.
كما أشارت العتيقي الى تنظيم دورات تدريب في اللغة العربية لغير الناطقين بها، تحت إشراف أساتذة جامعيين متخصصين في اللغة العربية، لافتة إلى التعاون مع وزارة التربية في شأن الزيارات المدرسية التي تتم بشكل شبه يومي للمكتبة، ويتم خلالها تعريف الطلبة بلغتهم العربية، وأنها لغة القرآن، ومن ثم يكتب الطلبة تقارير موجزة عن الزيارة وأهدافها.
وعاء القرآن الكريم
قالت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الكويتية للغة العربية الدكتورة آمال العواد في تصريح لـ«كونا»، إن اللغة العربية أدت رسالتها على أكمل وجه فكانت خير وعاء لكتاب الله عز وجل، وخير وسيلة دونت بها علوم حضارتنا ودونت بها الآداب والعلوم التقنية على حد سواء.
ولفتت إلى كتب العلماء الأوائل التي دونت بالعربية. ونبتت كل علوم حضارتنا في تربة العربية الخصبة «والناظر إلى تاريخنا القديم يرصد مظاهر شتى لتنافس الأمم في تعلم العربية، منها الهند والفرس والروم والحبشة، حيث كانوا يرونها مفخرة ومكانة اجتماعية مرموقة».
واعتبرت أن الشكاوى المتداولة في الوقت الحالي عن تدني مستويات الأبناء في تعلم اللغة العربية «أحد مظاهرالتراجع الحضاري الذي تشهده أمتنا والمشكلة تكمن فينا نحن لا في اللغة».
مكانة مرموقة بين الأمم
قالت رئيسة قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية الدكتورة فاطمة العازمي، في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية في كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، إن هذه اللغة الجميلة أعطتنا مكانة مرموقة بين الأمم، وساهمت بشكل كبير في حفظ التراث العالمي، من الأحداث والمناسبات، كما أنها حفظت المعارف والعلوم وترجمات الكتب القديمة اليونانية والرومانية لمختلف الحضارات.