مختصون وخبراء أمن معلومات حدّدوا عبر «الراي» الخطوات الاحتياطية
احذروا الكاميرات داخل منازلكم... يُمكن اختراقها
حذّر خبراء أمن معلومات وبرمجة من ظاهرة وصفوها بـ «الخطيرة»، تتمثل باختراق الكاميرات التي يتم تركيبها في أماكن مختلفة من المنزل بما في ذلك غرف النوم، بسبب تجاهل تغيير البعض لاسم المستخدم وكلمة السر، موضحين أن الكاميرات تخرج من المصانع باسم مستخدم وكلمة سر متعارف عليهما دولياً، ويتعين تغييرهما بعد ربط الكاميرات بشبكة الإنترنت.
ولفت الخبراء، في أحاديث متفرقة لـ «الراي»، عن هذه الظاهرة، إلى أن الكثير من المستخدمين ينسون القيام بهذه الخطوة بعد تركيب الكاميرات، منبهين من أن «تجاهل هذا التغيير أو نسيانه، يُمكّن أي مُبرمج من أي مكان في العالم من الدخول لتلك الكاميرات والتحكم فيها، والاطلاع على خصوصيات ما بها من محتوى».
وشددوا في الوقت ذاته على «ضرورة الابتعاد عن الكاميرات غير معروفة المصدر ذات التشفير البسيط».
6 إجراءات وقائية
1 - تغيير كلمة السر واسم المستخدم.
2 - تفعيل خاصية التحقق الثنائي.
3 - عدم شبك الكاميرات بالإنترنت إلا في حالات السفر خارج الكويت.
4 - الابتعاد عن الكاميرات ضعيفة التشفير.
5 - اختيار كلمة سر واسم مستخدم يصعب التنبؤ بهما.
6 - عدم تثبيت كاميرات في الأماكن ذات الخصوصية.
نيفين معرفي: حالات كثيرة اشتكت بعد تسرب مقاطع لغرف النوم
قانونياً، قالت المحامية نيفين معرفي لـ«الراي»، إن «هناك أسراً كثيرة تُكشف أسرارها بسبب هذه الكاميرات، لأنها عرضة للاختراقات وبالتالي يجب عدم وضع كاميرات في غرف النوم»، موضحة أنه «يمكن مقاضاة من يقوم بالاختراق والاطلاع على الخصوصيات، لكن المشكلة تكمن في الاختراقات التي تتم من خارج الكويت لصعوبة تحديد الفاعل».
ودعت إلى «توقيع عقد قانوني بين من يبيع هذه الكاميرات ومن يقوم بشرائها، لضمان الحفاظ على الخصوصية وتنظيم هذا الأمر، مع ضرورة الابتعاد عن تركيب الكاميرات في الأماكن التي لا يجب الاطلاع عليها من قبل الآخرين، خاصة أن معظم الكاميرات تقوم بتسجيل الصوت والصورة معاً، وهناك حالات كثيرة اشتكت من هذا الأمر بعد تسرب مقاطع لغرف النوم».
رائد الرومي: الفحص اليدوي للكاميرات أفضل من ربطها بالإنترنت
رأى مستشار أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية العقيد متقاعد رائد الرومي أنه «لا يوجد أحد يضع كاميرات في غرف النوم، وإنما يتم وضعها للأطفال والعمالة المنزلية وفي الممرات»، مشيراً إلى أن «وضع كلمة سر صعبة يُصعّب من عملية الاختراق، ومن المفترض أنه طالما أن صاحب المنزل في الكويت فإنه لا يحتاج لربط الكاميرات بشبكة الإنترنت، وهذه أفضل ممارسة للحماية، بحيث لا يتم ربطها بالإنترنت إلا عند السفر خارج الكويت، ولهذا فإن الفحص اليدوي للكاميرات أفضل من الفحص من خلال شبكة الإنترنت».
وشدد على ضرورة «مراعاة الأماكن التي توجد بها كاميرات حتى نحافظ على عدم ظهور خصوصيات البيت»، موضحاً أنه «بالفعل هناك مواقع يمكن من خلالها اختراق الكاميرات، لكن هذا الأمر ينطبق فقط على الكاميرات الرخيصة».
ناصر الأستاذ: آلاف الكاميرات لم يُغيّر أصحابها اسم المستخدم وكلمة السر
أي مبرمج يمكنه التحكم بالكاميرات من خلال عمل IP Scan
قال الباحث في أمن المعلومات المهندس ناصر الأستاذ لـ «الراي»، إنه «للأسف، يمكن اختراق كاميرات المنازل، رغم أن هناك طريقة سهلة لمنع ذلك، لكن ينساها الكثيرون ممن يقومون بتركيب الكاميرات سواء كان صاحب المنزل أو فنياً متخصصاً».
وأوضح أن «هذه الكاميرات يكون لها اسم مستخدم ورقم سري (default) متعارف عليه عالمياً، وبالتالي فالذي يقوم بتركيب الكاميرات وربطها بشبكة الإنترنت عليه تغيير اسم المستخدم والرقم السري»، مشيراً إلى أن «الكثيرين للأسف من فرحتهم بالكاميرات ينسون تغيير هذا الأمر الذي قد يتيح لأي مبرمج وهو جالس في مكانه أن يصيد هذه الكاميرات ويتحكم فيها ويخترق خصوصيتها من خلال عمل IP Scan (فحص بروتوكول الإنترنت)».
وأضاف أنه «بعد هذا الفحص يُمكن للمبرمج أن يختار الكاميرات التي ما زالت تعمل وفقاً لضبط المصنع، ويقوم بتجربتها واحتمالية اختراقها في هذه الحالة تكون عالية، وهذه الكاميرات تُقدّر بالآلاف، وهذا الأمر ينطبق على (الراوتر) الذي يتطلب تغيير اسم المستخدم وكلمة السر بما لا يقل عن 16 حرفاً ورقماً، ويُفضل أن تكون هذه الحروف والأرقام ليست ذات معنى حتى لا يسهل استنباطها».
محمد الرشيدي: الكاميرات ذات التشفير البسيط سهلة الاختراق
ضرورة استخدام كلمة سر صعبة التوقع و «واي فاي» مُشفر بشكل جيد
أكد خبير الأمن السيبراني المُبرمج ومطور التطبيقات محمد الرشيدي، أنه «يمكن بالفعل اختراق الكاميرات المنزلية بطرق متعددة سواء كانت داخل البيت أو خارجه»، موضحاً أن «الكاميرات المرتبطة بشبكة الإنترنت، التي يمكن متابعتها من أي مكان هي الأكثر خطورة والأكثر عرضة للاختراقات لأسباب عدة، من بينها كلمات السر السهلة التي يمكن توقعها لشبكة (الواي فاي) ما يسهل اختراقها، أما الطريقة الأخرى للاختراق فتكون في حالة الكاميرات ذات الجودة المنخفضة من شركات غير معروفة، وتشفيرها في العادة يكون بسيطاً، ومن خلال البحث عنها يمكن استخراج الثغرات التي توجد بها والدخول عليها من خلال تلك الثغرات».
وشدد الرشيدي، وهو مدرب دولي ومطور للتطبيقات المعتمدة من «أبل» و«غوغل»، على «ضرورة استخدام كلمة سر صعبة التوقع، واستخدام (واي فاي) مُشفر بشكل جيد، مع ضرورة تغيير كلمة سر ضبط المصنع التي تكون الأكثر كلمات السر تجريباً عند محاولة الاختراق»، لافتاً إلى أن «تفعيل خاصية المصادقة الثنائية أمر ضروري، لمنع الاختراق، حيث لا يتم ذلك إلّا من خلال الحصول على الرسالة النصية المرسلة لهاتف صاحب الكاميرا، مع أهمية تحديث برمجة الكاميرات فور توافره، والتأكد من الأجهزة المرتبطة بشبكة (الواي فاي) من حين لآخر».