العريان: «الفيديرالي» قد يضطر لمناورة خادعة خلال 2023
يرى الخبير الاقتصادي، محمد العريان، أن الإشارة إلى السعي وراء هدف بينما يتم الاتجاه بهدوء إلى اتجاه مختلف، هو تكتيك قديم في السياسة، لافتاً إلى أن «الفيديرالي» الأميركي قد يضطر الآن إلى التفكير في مثل هذه المناورة الخادعة خلال 2023.
ويعدّ العريان من بين عدد قليل من الأشخاص الذين يفهمون الأسواق المالية أو البنوك المركزية بعمق، إذ عمل ككبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز ورئيس كلية كوينز بكامبريدج ومؤلف العديد من الكتب، بما في ذلك أخيراً «اللعبة الوحيدة في المدينة: البنوك المركزية وعدم الاستقرار والتعافي من انهيار آخر».
وحتى عام 2014، كان المدير التنفيذي لشركة إدارة الأصول العملاقة «PIMCO»، وهي أكبر مدير سندات في العالم.
وكتب العريان في مقال لصحيفة «فايننشال تايمز»، أنه منذ 2012، التزم «الفيديرالي» علناً وصراحة بهدف تضخم عند 2 في المئة، مشيراً إلى أن مثل هذا الهدف نشأ في نيوزيلاندا 1990 وانتشر تدريجياً في العديد من البلدان المتقدّمة الأخرى.
واعتبر أن الهدف مرتفع بما يكفي للسماح بتعديلات الأسعار اللازمة لإعادة تخصيص الموارد المرغوبة للاقتصاد، مع تجنب فخ الحد الأدنى الصفري، لافتاً إلى أنه كما كان يعتقد، لم يعد من الممكن خفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد.
وقال العريان إنه لفترة من الوقت الآن، ظل التضخم يتخطى هدف «الفيديرالي» بشكل ملحوظ، في حين أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو مقياس التضخم المفضل لديه، قد انخفض في الأشهر الأخيرة، إلا أنه ظل أعلى 3 أضعاف الهدف.
وتابع أن «ما يثير القلق أيضاً تحول عملية التضخم، حيث لم تعد أسعار الطاقة والغذاء تهيمن عليها، بل إن دوافع التضخم تأتي بشكل متزايد من قطاع الخدمات».