دراسات نخبة من النقاد رصدت مسيرتها الإبداعية
«سعاد الصباح... عاشقة الوطن» في جزأيه الثاني والثالث
- قصائد تلاحق الحرية بلا ضفاف... حيث الحلم مشرع إلى آخر الجنون
عقب إصدارها الجزء الأول من كتابها (سعاد الإنسانة... عاشقة الوطن) العام الماضي، أعلنت دار سعاد الصباح للنشر صدور الجزأين الثاني والثالث من الكتاب. وانصرف الجزء الأول إلى إضاءة شخصية الدكتورة سعاد الصباح، وإسهاماتها المتشعبة، عبر نحو خمس وثلاثين مقالة لنخبة من الكتاب والديبلوماسيين، تناولت دورها الثقافي كداعمة وممولة وناشرة ومانحة للجوائز، وكناشطة مرموقة في مجال حقوق الإنسان، وكعاشقة استثنائية لوطنها الكويت.
أما الجزء الثاني فانفتح على مقدمة لرئيس وزراء مصر الأسبق عبدالعزيز حجازي، أكد فيها أن سعاد الصباح تحب الوطن وتفتديه وإن غابت عنه فهي في شوق دائم لتعود إلى أحضانه.
أما الفقيه الدستوري المصري الدكتور يحيى الجمل، فوصف سعاد الصباح، بأنها ظاهرة عربية فريدة.
وبعد جولة في كتاباتها، رأى الأديب إحسان عبدالقدوس، أن سعاد الصباح ليست ابنة طبقة، إنها ابنة الشعب.
أما محمد الرميحي فيلقي الضوء على مواقفها وجهودها في لندن إبان الغزو الغاشم، فيقول: «كانت الدكتورة سعاد شعلة لا تُطفأ نارها في الحركة بين المجاميع الكويتية والعربية من أجل نصرة وطنها، حيث غاب كل شيء في نظرها إلا الوطن.. كانت تنتقل من تجمع نسائي إلى تجمع شبابي إلى معالجات فكرية في الساحة العربية، إلى اتصالات شعبية لحشد الرأي العام من أجل قضية وطنها».
بدورها، تكتب الأكاديمية اللبنانية الدكتورة هند أديب عن عالم سعاد الصباح الشعري وأبرز ملامحه، كما يسلط الأكاديمي والكاتب الأردني الدكتور سمير إستيتية الضوء على خصائص كتاباتها الشعرية، فكراً وأسلوباً، بينما يسجل الشاعر شوقي بزيع رؤيته في قضية المرأة التي أخذت حيزاً كبيراً في شعر سعاد الصباح، بينما ترصدت أستاذة الأدب الفرنسي والفرانكفوني في الجامعة اللبنانية الدكتور زهيدة درويش ملامح الصدق والأصالة في تجربتها الكتابية.
وفي الوقت الذي يرصد فيه الناقد الدكتور علي سليمان موضوع الحب والحريّة في شعر سعاد الصباح، يرى الشاعر اللبناني محمدعلي شمس الدّين، أن «سلاح سعاد الصباح الكلمات، الشعر، والمفتاحان المُعْتِقانِ لها من سجونها المتراكمة، الحب والقصيدة، طالما كان الحبّ محرراً والكتابة محررة، للأنثى قبل الذكر، وللأنثى العربية الشرقية قبل سواها».
على المنوال ذاته يرصد الناقد السوري صلاح صالح شعريّة البوح في قصائدها، بينما يقارب الناقد الدكتور محيي الدّين صبحي تجربتها الشعرية عبر دراسة مستفيضة، ويركز الأكاديمي والناقد الدكتور جورج طراد على تقنية التواتر وأبعادها في ديوانها «برقيات عاجلة إلى وطني»، ويقارب الدكتور محمد حسن عبدالله جماليات الحداثة، فيلقي الضوء على تقنيات البناء الفني، ويتوقف عند تداخلات عاطفتي الحب والتمرد وأنماط الصورة الشعرية في قصائدها.
عن الجزء الثالث، يكتب الدكتور محمد عبدالمطلب عن شعرية المفارقة في نصوص سعاد الصباح.
ويكتب الدكتور نذير فوزي العظمة عن الوجه الخفي للشاعرة، ويخلص وزير الثقافة المصري الأسبق الدكتور ثروت عكاشة إلى أن: «شعرها درامي يزخر بالعواطف المشبوبة والعواصف الكاسحة والصور التشكيلية الباهرة المتجدّدة، كما بالجرأة والتمكّن».
وفي حين تقارب سهام الفريح ديواني سعاد الصباح (أمنية) و(فتافيت امرأة)، يرصد الدكتور صلاح فضل إستراتيجية خطاب الأنثى في شعرها، وينتهي إلى «الإقرار بما لهذا الصوت الشعري الناضج من إنجازات جمالية تضعه في الصف الأول من شواعر العصر الحديث».
أما المستشرق الصيني الدكتور لين فنغمين فيؤكد أن «من الطبيعي أن يجذب كلامها الأنثوي هذا كثيراً من القراء في الشرق والغرب، ومن ضمنهم الصينيون».
من جانبه، تتبع الروائي يوسف القعيد، ثوابت الشاعرة على الرغم من تغير الأحوال ومرور السنوات. بينما يقدم الدكتور وليد منير قراءة في شعرية البوح عند سعاد الصباح، فيرى أنها تقدم في قصائدها (النص الجديد للأنوثة) حيث الحرية بلا ضفاف والحلم مشرع إلى آخر الجنون.
وفيما ركّز الدكتور محمد النجار على تجربتها في كتابة القصيدة المغناة، يقف الكاتب رجاء النقّاش على صورة المرأة في شعر سعاد الصباح.
واختتم الجزء الثالث بمقال للخبير الدستوري يحيى الجمل حمل عنوان (ملمحان من وجهها النبيل)، وهما: شعور بالاعتزاز في غير صلف، وشعور بالخفر في غير خجل ولا انغلاق.