نداءات استغاثة وعمليات «فرار» من السجن المائي
لبنان: «طوفان» في كسروان جَرَفَ سيارات واحتجز طلاباً في المدارس
غرقت منطقة جونية (شمال بيروت) بسيول جارفة احتجزت السيارات ومَن بداخلها، وأجبرت عدداً من المدارس على إبقاء الطلاب وتأخير موعد انطلاق الباصات نتيجة محاصرتها بالمياه وبانتظار «مرور الخطر».
ووثّقت فيديوهات طوفاناً في محلّة غزير – كفرحباب جَرَفَ العديد من السيارات، وظهر أحد السائقين يخرج بصعوبةٍ من نافذة سيارته بينما كانت السيول «تسرقها»، وذلك خشية أن تتكرر معه المأساة التي وقعت قبل نحو شهر حين قضى مواطن بعدما جرفتْه الأمطار الغزيرة من سيّارة العائلة في منطقة ذوق مصبح وعُثر على جثته في اليوم التالي.
كما جرى التداول بفيديوهات في منطقة المعاملتين وأخرى لاوتوستراد جونية الغارق بالمياه التي اجتاحت مركز الدفاع المدني في المنطقة وسط أمطارٍ غزيرة تحوّلت سيْلاً هادراً.
وتَواصل مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار مع رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح رئيس بلدية جونية جوان حبيش للتداول في كيفية معالجة المشكلة وتأمين مقر بديل للعناصر يمكنهم من متابعة عملهم في سبيل تلبية نداءات المواطنين بالسرعة المطلوبة.
وعمل عناصر من وحدة الإنقاذ البحري ومن المراكز البرية المجاورة على إنقاذ المواطنين الذين احتُجزوا داخل رتل من السيارات على اوتوستراد جونية الرئيسي وطرقاتها الفرعية التي تحولت أنهراً.
وفي موازاة ذلك، اتخذت إدارة مدرسة الأنطونية – غزير قراراً بالإبقاء على التلاميذ داخل الصفوف إلى حين استقرار الأحوال الجوية، وتصريف مياه السيول المتجمعة على الطرق، وذلك حفاظاً على سلامة الطلاب.
ويُذكر أن «فيضانات» لبنان التي تتكرر كل عام وتشي هذه السنة بأن تكون كارثية، كانت محطّ موقف لاذع من «منظمة العفو الدولية» غداة العثور على جثة مواطن (80 عاماً) جرفته الأمطار من سيارة العائلة في «ذوق مصبح» ونجتْ زوجته وابنه. وحينها اعتبرت المنظمة «أن فيضانات طرقات لبنان تُحْدِث الخراب والفوضى في كل عام، وإن وفاة الرجل تذكيرٌ صارخ بتقاعس السلطات عن اتخاذ تدابير لحماية حياة الناس. يجب التحقيق في وفاته ومحاسبة المسؤولين».