مركز للملابس المستعملة من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة

قمامة العالم تشوّه صحراء أتاكاما في تشيلي

تصغير
تكبير

- الملابس التي يستغرق تحللها البيولوجي 200 عام تلوث التربة والهواء والمياه الجوفية

باتت أكوام القمامة التي يتم إلقاؤها من كل أنحاء العالم في صحراء أتاكاما الشاسعة في تشيلي تهدد نظامها البيئي الفريد، ما جعلها تبدو موحشة ونائية والحياة فيها شبه مستحيلة.

وتدمّر جبال من الملابس المهملة ومقبرة أحذية وصفوف متراكمة من الإطارات والسيارات المهترئة، ما لا يقل عن ثلاث مناطق من الصحراء في شمال تشيلي.

وقال رئيس بلدية ألتو هوسبيسيو الصحراوية باتريسيو فيريرا لوكالة فرانس برس «لم نعد الفناء الخلفي المحلي فحسب، بل أيضاً الفناء الخلفي للعالم، وهو أمر أسوأ، كما أن التعدين المكثف للنحاس والليثيوم دمّر صحراء أتاكاما بجمالها المذهل ومسطحاتها الشاسعة من الملح».

تلال جرداء

وقالت كارمن سيرانو رئيسة منظمة «إنديميك روتس» غير الحكومية إن معظم الناس يرون أن أتاكاما ليست أكثر من «تلال جرداء» حيث يمكنهم «استخراج الموارد أو ملء جيوبهم».

ولطالما كانت تشيلي مركزاً للملابس المستعملة وغير المباعة من أوروبا وآسيا والولايات المتحدة والتي إما تُباع في أنحاء أميركا اللاتينية وإما ينتهي بها المطاف في مكبات القمامة في الصحراء.

بدفع بشهية العالم للأزياء السريعة، دخل العام الماضي أكثر من 46 ألف طن من الملابس المستعملة من منطقة التجارة الحرة إلى إيكيكي في شمال تشيلي.

ويقول الناشطون إن الملابس المليئة بالمواد الكيميائية والتي يستغرق تحللها البيولوجي ما يصل إلى 200 عام، تلوث التربة والهواء والمياه الجوفية. وفي بعض الأحيان، تضرم النيران في أكوام الملابس المستعملة.

نظام بيئي «هش جداً»

لأكثر من ثمانية ملايين عام، اعتبرت أتاكاما الممتدة على 100 ألف كيلومتر مربع، الصحراء الأكثر قحالة في العالم. فالمطر نادر، وفي بعض من أجزائها، لا وجود له.

أما الجزء الأكثر جفافاً فهو منطقة يونغاي في مدينة أنتوفاغاستا. هنا، وجد العلماء أشكالاً متطرفة من الحياة: كائنات دقيقة قادرة على العيش تقريبا من دون ماء أو مغذيات رغم وجود إشعاع شمسي.

ويعتقد العلماء أن هذه الكائنات الدقيقة قد تحمل أسرار التطور والبقاء على الأرض وكواكب أخرى.

وتعتبر وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن منطقة يونغاي هي الأكثر تشابهاً مع كوكب المريخ من حيث مناظرها الطبيعية، وتستخدمها لاختبار مركباتها الآلية.

وفي حين أنها لا تشهد أمطاراً كثيرة، تغطي الصحراء سحب من الضباب الكثيف، ما يسمح لبعض النباتات وبعض الأشنات والفطريات والطحالب الأكثر ندرة بالنمو.

كما تتفتح عشرات الأنواع من الأزهار البرية الزاهية عندما تهطل الأمطار بكميات أعلى من المتوسط في عرض مذهل يحدث كل خمس إلى سبع سنوات، كان آخرها عام 2021.

وقال بابلو غيريرو الباحث في معهد البيئة والتنوع البيولوجي والخبير في صبار الصحراء إنه نظام بيئي «هش جداً، لأن أي تغيير أو نقص في نمط هطول الأمطار أو الضباب له عواقب فورية على الأنواع التي تعيش فيه».

وأوضح «هناك أنواع من الصبار تعتبر منقرضة» نتيجة التلوث وتغير المناخ والاستيطان البشري.

وأضاف «للأسف، انها ظاهرة نراها على نطاق واسع، مع تدهور منهجي في السنوات الأخيرة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي