دول استفادت من حرب أوكرانيا... وجورجيا قد تدفع ثمن هجرة الروس إليها
يعاني الاقتصاد العالمي جراء الحرب الروسية على أوكرانيا وما تبع ذلك من تضخم وارتفاع أسعار الغاز والمواد الغذائية، لكن من جهة مقابلة، استفادت بعض الدول من تدفق المهاجرين الروس وثرواتهم.
فجورجيا، التي تقع على الحدود الجنوبية لروسيا، هي من بين العديد من دول القوقاز والدول المجاورة، بما في ذلك أرمينيا وتركيا، التي ازدهر اقتصادها وسط الاضطرابات الاقتصادية المستمرة بعد الحرب، وفق ما ورد في تقرير لشبكة «سي أن بي سي».
وتظهر الأرقام أنه قد توجه ما لا يقل عن 112 ألف روسي إلى جورجيا هذا العام.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد الجورجي بنسبة 10 في المئة عام 2022، بعد أن قام بمراجعة تقديراته مرة أخرى هذا الشهر وزاد أكثر من ثلاثة أضعاف توقعاته البالغة 3 في المئة من أبريل.
وكان «الارتفاع المفاجئ في الهجرة والتدفقات المالية بسبب الحرب» من بين الأسباب التي اعتبر الصندوق أنها أدت إلى هذا الارتفاع.
ويرى صندوق النقد أيضاً، أن اقتصاد تركيا، البلد المضيف الآخر، ينمو بنسبة 5 في المئة هذا العام، بينما من المرتقب أن ينمو الاقتصاد الأرميني بنسبة 11 في المئة على خلفية «التدفقات الكبيرة من الدخل الخارجي ورأس المال والعمالة إلى البلاد».
واستفادت جورجيا من الارتفاع الهائل في تدفقات رأس المال هذا العام، خصوصاً من روسيا، بحسب «سي أن بي سي».
وشكلت روسيا مصدر ثلاثة أخماس (59.6 في المئة) تدفقات رأس المال الأجنبي إلى جورجيا في أكتوبر وحده، حيث ارتفع إجمالي أحجامها بنسبة 725 في المئة على أساس سنوي.
وحوّل الروس، بين فبراير وأكتوبر، 1.412 مليار دولار إلى الحسابات الجورجية، أكثر من أربعة أضعاف مبلغ 314 مليون دولار الذي تم تحويله خلال الفترة نفسها من عام 2021، وفقاً للبنك الوطني لجورجيا.
وفي الوقت عينه، فتح الروس أكثر من 45 ألف حساب مصرفي في جورجيا حتى سبتمبر، أي نحو ضعف عدد الحسابات الروسية في البلاد.
وقاومت جورجيا، مثل أرمينيا وتركيا أيضاً، العقوبات الغربية على موسكو، تاركة الروس وأموالهم حق التنقل بحرية عبر حدودها.
ومنحت تركيا، من جانبها، حق الإقامة إلى 118 ألفا و626 روسياً هذا العام، بحسب بيانات حكومية، في حين أن خُمس مبيعاتها العقارية الأجنبية خلال عام 2022 كان من قبل الروس.
ولم تقدم الحكومة الأرمينية بيانات عن أرقام الهجرة أو مشتريات العقارات عندما اتصلت بها «سي أن بي سي».
ومن أبرز القطاعات في جوروجيا التي استفادت من موجة الوافدين الروس، سوق العقارات.
فقد ارتفعت أسعار العقارات في تبليسي، بنسبة 20 في المئة على أساس سنوي في سبتمبر، وارتفعت المعاملات العقارية بنسبة 30 في المئة، وارتفعت الإيجارات بنسبة 74 في المئة خلال عام.
بالإضافة على ذلك، سُجلت 12 ألفا و93 شركة روسية جديدة في جورجيا بين يناير ونوفمبر من هذا العام، أي أكثر من 13 ضعف العدد الإجمالي الذي سُجّل خلال العام 2021، وفقا لمكتب الإحصاء الوطني في جورجيا.
جورجيا قد تدفع الثمن
إلا أن هذا الواقع يقلق البعض في جورجيا، بصفتها دولة سوفياتية سابقة، وخاضت حرباً قصيرة مع روسيا في عام 2008.
فالعلاقة بين تبليسي وموسكو «معقدة»، ويخشى بعض الجورجيين من التأثير الاجتماعي والسياسي الذي يمكن أن يحدثه الوافدون.
وحذر معهد هدسون، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، من أن «الكرملين يمكن أن يستخدم وجودهم كذريعة لمزيد من التدخل أو العدوان».