أنقل لك اليوم عزيزي القارئ، تجربة زوجين من «الشام»، وهي قصة تحمل في مؤشراتها ودلالاتها الكثير جداً من المعاني... فقط أطلُب منك ان تستمتع بالقصة، وتُخرِج منها المعاني والتأويلات الخاصة بك.
يقول الزوج «الشامي»:
«في بداية زواجي، كانت زوجتي ترسل لي (فويس نوت) وأنا في عملي، تخبرني أن أمر على أحد المطاعم من أجل تسلم طلب ما... وكل يوم مطعم مختلف، ومنطقة جديدة، وأحياناً إذا كنت أشعر بالتعب تطلب (دليفري)».
حرفياً، منذ أن تزوجت ولمدة ستة شهور لم نأكل طعاماً في البيت، ولم نفتح نار «الغاز» حتى على بيضتين!
وطوال هذه المدة - رغم أني لم أكن راضياً- ولكني كنت صامتاً لأني أحبها، كنت أخاف أن أُشعرها بالنقص، وأنها كما كانت تقول عنها أمها «مو فالحة في شيء، واللي راح يتزوجها أمه داعية عليه»، وكنت أشعر طالما أنها بخير وتضحك وسعيدة معي كزوج، فهذا أهم من الطبخ وأكل البيت.
وفي يوم من الأيام، استيقظت ليلاً لكي أشرب الماء، ذهبت للمطبخ، رأيت أكلاً محروقاً... ابتسمت؛ وفهمت أنها حاولت تطبخ ولكنها فشلت، ومجرد محاولتها بالنسبة إليّ نجاح.
في اليوم التالي، طلبت إجازة من عملي، وأحضرت اللابتوب وفتحته على «شيف» لكي نتعلم منه معاً طبخة نحبها هي وأنا، ودخلت معها إلى المطبخ وأيدي بإيدها بالشغل، وقمنا بعمل أكلة بتشهي.
اليوم وبعد مرور سنة على الموقف صارت هي بتطبخ كل الأكل الذي في العالم، أنا كتير فخور فيها؛ وبحبها.
الزواج علاقة (اسناد ودعم)، لا يمكن أن تجد شخصاً كاملاً من كل الجوانب، إنما يمكنكم أن تصنعوا من أنفسكم شخصاً متكاملاً.
عزيزي القارئ، إن النسوية بالنسبة لهذا الزوج، ليست في المناداة بحقوق النساء في لبس البكيني على الشواطئ، ولكنها في حفظ حقوق المرأة أن تجد المساعدة والمساندة في أدوارها الحقيقية وليست الأدوار التي رسمتها لها خطط الأمم المتحدة، وتقارير التنمية المكتوبة على مكاتب المفوضية الأوروبية. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
Moh1alatwan@