No Script

من الخميس إلى الخميس

البحث العلمي

تصغير
تكبير

ما أن تسقط عين البعض على جملة (البحث العلمي) حتى يتوقف عن قراءة المقال؛ هناك عدم إدراك لكثير من مواطني بلادنا لأهمية البحث العلمي وعلاقته بتحسن حياتهم.

يوم الاثنين الماضي كانت هناك جلسة خاصة عُقدت بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة ووزراء الصحة من مجلس التعاون، ومنهم وزير الصحة الكويتي الدكتور أحمد العوضي، جلسة خاصة لمناقشة حاجة منطقتنا لمركز مرجعي لبحوث السرطان؛ كان اللقاء ضمن المؤتمر الخليجي المشترك الخامس للسرطان في دول مجلس التعاون والذي عقد في الشارقة من 21 إلى 23 نوفمبر الجاري.

إن أمراض السرطان هي إحدى الأمراض المزمنة التي أصبحت محور اهتمام كبير لدى معظم دول العالم لا سيما أننا كأطباء مازلنا بعيدين عن معرفة أسبابها المباشرة؛ ومازلنا نبحث عن مزيد من عوامل المخاطرة لهذه الأمراض لعلنا ننجح في إيقاف انتشارها.

في دول مجلس التعاون هناك تقصير واضح في مجال البحث العلمي، فرغم أن دول مجلس التعاون مُصنفّة على أنها دول مرتفعة الدخل إلا أننا نصرف أقل من واحد في المئة على البحث العلمي، في الكويت ننفق 0.59 في المئة والإمارات تنفق 0.6 في المئة ودول الخليج الأخرى تتقارب مع هذه النسبة أو حتى أقلّ، وطبعاً هذه النسب جميعها هي دون الحد المقبول عالمياً، فالولايات المتحدة الأميركية تنفق 2.84 في المئة من دخلها القومي على البحوث وهو يزيد على 168 مليار دولار، واليابان تنفق 3.2 في المئة من دخلها القومي وهو نحو 130 ملياراً، وأما اسرائيل وهي في منطقة الشرق الأوسط فتنفق نحو 4.95 في المئة من دخلها للبحث العلمي وتنشر عدداً من البحوث السنوية يعادل 30000 ورقة علمية لكل مليون نسمة مقارنة بكل الوطن العربي الذي ينشر نحو 1700 ورقة علمية لكل مليون نسمة.

أما كوادرنا البحثية في عالمنا العربي ومنها دول مجلس التعاون فحدّث ولا حرج، فعدد العلماء في الولايات المتحدة يزيد على 3500 عالماً لكل مليون نسمة وفي أوروبا يصل إلى 2400 عالماً لكل مليون نسمة؛ أما في عالمنا العربي فهو لا يزيد على 360، نعم ثلاثمئة وستون عالماً لكل مليون نسمة.

إنفاقٌ ضعيف؛ وعلماء إما هاجروا وإما تم تعيينهم بعيداً عن تخصصهم.

التحديات كثيرة ولكن هذه المرة تختلف؛ فعندما تتولى دولة خليجية هذا الملف وبقيادة رجل مشهود له بحب العلم فإن الصورة لابد لها أن تتغير. وكخطوة أولى نتمنى أن يدعم قادة مجلس التعاون مقترح ذلك الاجتماع الذي شاركت به الوكالة الدولية لبحوث السرطان ممثلة برئيستها د. اليزابيت ويديرباس، إنه اقتراح يفتح المجال لمراكز بحثية مرجعية، نبدأها بأمراض السرطان ولا تنتهي عند حد فمجالات العلم كثيرة وتتوسع كل يوم.

مستقبل الخليج سيكون أكثر أمناً إذا أصبح البحث العلمي وسيلة من وسائل التقييم والتطوير والإبداع، كل دينار يُنفق على العلم يأتي بأضعافه وهذا هو الاستثمار الحقيقي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي