تخيل نفسك عزيزي القارئ، مسافراً لإحدى الدول التي كانت عروس مصب النهرين، وملتقى الحضارتين، وفي مكان لديه هندسة معمارية رائعة، ومظاهر تقدم مبهرة، وعلى خلفية أنغام المقطوعة الموسيقة «صابر يا عم صابر» لعمر خيرت، دخلت عرضاً مسرحياً هزلياً يقدم التمثيل والخدع السحرية وحركات بهلوانية تشير إلى معاناة العاملين فيه... وبينما أنت مستمتعاً بالعرض استمتاع طفل بعمر خمس سنوات، إذا بخشبة المسرح المتهالكة والمتآكلة تنهار بالممثلين والسحرة والراقصين الواقفين عليها.
في البداية سيعتقد الجمهور أن الانهيار جزء من العرض، وسوف يضحك البعض بشكل هستيري، ولكن عندما تغلق الستار؛ وحدك من انفجر بالبكاء!
الكويت هذا البلد «الصابر» المعطاء، وطن أمين على شعبه، له شعبٌ يحبه ويرضاه ويُقدم له الولاء.
خلال 26 دقيقة استطاع سيدي سمو ولي العهد، حفظه الله ورعاه وبارك خطاه ومسعاه، أن يرسم السياسات العامة لوثيقة العهد الجديد، والتي تُعبر عن نوايا وتوجيهات أميرنا وولي أمرنا حضرة صاحب السمو رزقه الله البركة في العمر والصحة وامتداد الذرية، والله شاكرٌ عليم.
والذي فهمته أن واحدة من السياسات العامة للدولة هي أن أولوية الاستقرار السياسي مربوطة بأولوية مصالح المواطنين، ولا يُسمح بصعود مهرجين أو سحرة ودجالين على خشبة مسرح الوطن، لأن المواطن بكى بما فيه الكفاية وأصبح يشبه وطنه «الصابر».
سياسات عامة تُولي أهمية للمتقاعدين والشباب وتمنع المتاجرة بهم وباحتياجاتهم، وتطلب منهم أن يشاركوا ويبادروا ويراقبوا ويحاسبوا السادة المسؤولين.
المتقاعدون الذين شكوا يوماً ما في قدرتهم على التأثير في السياسة العامة في فترة من الفترات، والشباب الذي عاش في العزلة والحيرة وخلق عوالم سرية تكونت بسبب شعور الشباب «بالغضب وعدم الثقة» حتى أصبحت الهجرة هي خيار الأفضل تعليماً والأكثر طموحاً، ومن تبقى أصبح يشبه وطنه «الصابر».
إن دموع سمو الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، على الهواء مباشرة وعلى مرآى ومسمع العالم كله، هو تأثر الرجل الحازم المحب لوطنه وقيادته وشعبه، والذي قال «كفى» بعين البصيرة وصدق النوايا والمحاسبة والمتابعة.
الآن... تم ترميم المشهد العام، وتم «تصحيح المسار»، فليبدأ العرض الجاد والحازم من أجل بناء وتنمية شاملة، ونرجو من أصحاب الحركات البهلوانية والممثلين الهزليين أن يتنحوا قليلاً، فالمشهد لا يحتمل صعود غير المنجزين ورجال الدولة وأصحاب المرحلة للعمل في «المسار الصحيح».
حفظ الله الكويت، قيادة حكيمة، وشعباً وفياً. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.
Moh1alatwan@