رسالتي

مَن قتلَ «أحلام» ؟

تصغير
تكبير

عاشت الفتاة «أحلام» في أسرة ثرية، كانت طلباتها كالأوامر، فلم يكن والدها يردُّ لها طلباً، فمهما طلبت من مال فإنه يتم تحويله إلى حسابها مباشرة، دون سؤال عن جهة الصرف.

تعوّدت أحلام على كثرة الخروج من المنزل في أي وقت، فمَرّة لحضور حفل ميلاد صديقة، ومرّة حفل تخرج، وثالث لتغيير الجو، ورابع نزهة مع زملاء وزميلات الدراسة، وخامس وسادس و...، ولم يكن أحد يعاتبها حتى لو رجعت في ساعات متقدمة من الليل.

رآها والدها مرّة تدخن فلم يمنعها، وإنما نصحها بترك التدخين خوفاً على صحتها، ثم تطوّر الأمر إلى شرب الشيشة!

كانت تسافر إلى بلدان مختلفة، وكانت بعض الرحلات مختلطة بين الجنسين، ولم يكن عند الأب مانع من ذلك، فهو صاحب فكر متحرّر، لا يرى بوجود أي قيود - سواء دينية أو اجتماعية - على تصرف ابنته.

تغيّرت حال أحلام، فقد أصبحت تحرص على الانطواء في غرفتها لساعات، وبدا الشحوب يظهر على وجهها، بعد أن كانت النظارة تملؤه.

أثار ذلك استغراب الأب، لكنها كانت تطمئنه دائماً أنها بخير.

في إحدى الليالي جاء اتصال للأب في ساعة متقدمة من الليل من رقم غريب، فلم يرد، فلما تكرر الاتصال قام بالرد غاضباً، وإذ بالطرف الآخر أحد المسؤولين في أحد المستشفيات يخبره بأن ابنته في حال حرجة وأنه لا بد من قدومه حالاً، فقاد السيارة مسرعاً متجاوزاً للإشارات الحمراء، وعند الوصول أخبره المسؤول بأن ابنته قد فارقت الحياة نتيجة تعاطي جرعة زائدة من المخدرات!

كانت الصدمة كبيرة، فلقد كان مثل هذا الخبر آخر شيء يتوقعه، فانهار بالبكاء وهو يضرب على رأسه حسرة على ابنته.

كان المسؤول يرى هذا المشهد أمامه ولسان حاله قول الشاعر:

أتبكي على لُبْنى وأنت قتلتها

فقد رَحَلَت لُبْنى فما أنت صانع

يتكرّر هذا المشهد في بيئات مختلفة، ومن أسبابه إهمال الوالدين في تربية البنات، وعدم التنشئة على طاعة الله ومراقبته، وعدم معرفة أصدقاء الفتاة ومن تُصاحِب، والإنفاق الزائد دون السؤال عن مكان الصرف.

كان الرجل العربي في السابق يقتل ابنته وهي صغيرة خوفاً من العار، واليوم البعض يقتل ابنته لكن بالتخلي عن المسؤولية أو بالإهمال وعدم المتابعة!

يقول الرسول،عليه الصلاة والسلام،: (ما مِنْ عبدٍ يَسْتَرْعيهِ اللهُ رَعِيّةً يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌ لِرعيّته إلّا حرّم الله عليه الجَنّة).

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي